تصاعد شعبية حزب عمران خان قبل الانتخابات الباكستانية اليوم

35 ألفا حضروا الحشد الانتخابي الذي نظمه حزبه في إسلام آباد

نجم رياضة الكريكيت السابق وصاحب الشعبية الكبيرة في باكستان عمران خان زعيم حركة «باكستان تحريك وإنصاف» يخاطب أنصاره في كراتشي قبل إصابته الأسبوع الماضي في تجمع انتخابي (رويترز)
TT

تزايدت شعبية حزب نجم الكريكيت السابق عمران خان قبل يوم من انتخابات تاريخية تشهدها باكستان اليوم، وهو ما زاد من احتمالات انتخاب برلمان متشرذم وأسابيع من المداولات لتشكيل حكومة ائتلافية.

ويأمل نجم رياضة الكريكيت السابق وصاحب الشعبية الكبيرة في باكستان عمران خان، الاستفادة من صورته بوصفه ممثلا لجيل جديد من السياسيين في الاستحقاق الانتخابي وقطف ثمار حملته الانتخابية الناشطة بهدف «إحداث ثورة» في البلاد عبر كسر احتكار الأحزاب التقليدية.

ويحظى عمران خان بشعبية كبيرة لدى ملايين الباكستانيين منذ قيادته الفريق الوطني في الكريكيت، الرياضة المفضلة في البلاد، حين فاز بلقبه الوحيد ببطولة العالم في عام 1992. ويبلغ خان حاليا 60 عاما كما لا يزال يحتفظ بجسم رياضي ومظهر حسن ببشرته السمراء. كل هذه العوامل جعلت منه شخصية جماهيرية محببة في بلد يفتقر إلى رونق المشاهير بالمفهوم السائد.. «سننتخب عمران لأنه رجل جديد، ولأن جميع الباقين فشلوا»، هي بلا شكك الجملة الأكثر ترديدا لدى أنصار خان الذين هم بغالبيتهم من فئة الشباب، خلال التجمعات الانتخابية التي قام خلالها بحشد الآلاف.

ويجذب خان خصوصا فئة الشباب قاطني المدن الذين سئموا الأحزاب التقليدية لكن ليس معلوما ما إذا كانوا سيتوجهون بكثافة إلى صناديق الاقتراع السبت.

وأكد خان الأسبوع الماضي لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الثورة تسير جيدا»، وذلك على هامش لقاء انتخابي في ولاية البنجاب التي ينحدر منها وهي أكبر ولايات البلاد من حيث التعداد السكاني. شعاراته واضحة: تغيير البلاد، إزاحة الطبقة الثرية التي تحتكر السلطة، اجتثاث الفساد، حل أزمة الطاقة، مجابهة واشنطن التي تكثر من ضغوطها في اتجاه مكافحة الإرهاب ومحاولة التحادث مع متمردي طالبان الإسلاميين. وخلال الحملة، عمدت طالبان إلى تحييد خان عن اعتداءاتها التي استهدفت خصوصا الأحزاب العلمانية في الحكومة المنتهية ولايتها، في هجمات تجنب عمران خان أدانتها.

وقامت حركته، «باكستان تحريك وإنصاف»، بحملة ناجحة خصوصا عبر الإنترنت. لكن بروز السياسيين الانتهازيين المنحدرين من الأحزاب التقليدية بدأ بتلطيخ صورة الفارس المنقذ الممتطي حصانا أبيض والتي سعى إلى ترويجها.

في الجهة المقابلة، يطلق أشرس الخصوم عليه لقب «طالبان خان» واصفين إياه بالديماغوجي الشعبوي الخطير، والمحافظ، وبالساذج الذي يحمل على الولايات المتحدة لكنه يحيد متطرفي طالبان باعتقاده أن ذلك سيحسن الوضع.

وفشل الأحزاب الأخرى في تقدم السباق بفارق كبير يثير احتمالات مجيء حكومة ضعيفة مما يقضي على مناخ التفاؤل بأول انتقال بين حكومة مدنية وأخرى في دولة حكمها الجيش لأكثر من نصف سنوات استقلالها.

ومن المتوقع أن يفوز حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف بغالبية المقاعد ليعود مجددا إلى السلطة بعد 14 عاما من إسقاط حكومته في انقلاب عسكري وسجنه ونفيه في وقت لاحق. لكن عامل الحسم يمكن أن يصبح في يدي حزب خان إذا لم تتمخض الانتخابات عن فائز واضح. وفي مؤشر على تنامي شعبية خان حضر 35 ألفا الحشد الانتخابي الذي نظمه حزبه في إسلام آباد أول من أمس وإن كان نجم الكريكيت السابق لم يحضر.

فخان ، 60 عاما، يرقد في المستشفى مصابا بعد أن سقط الأسبوع الماضي من مصعد خلال تجمع انتخابي في وقت سابق من الأسبوع وهو ما أكسبه تعاطف الناخبين.

وقالت شاميلا تشودري وهي من كبار المحررين في مجموعة يوراسيا: «بينما كان خان يعاني من نقص التنظيم الحزبي والغياب الشخصي على مستوى الأقاليم تمكن من تخطي هذه التحديات بإقامة شبكة من المتطوعين نظموا بهمة حملات وتجمعات حاشدة خلال الأسابيع القليلة الماضية». وظهر خان وهو أكثر الرياضيين شهرة في باكستان وعاش حياة متحررة في شبابه بوصفه منافسا قويا لسياسيين من أسر عريقة لها تاريخ في المسرح السياسي الباكستاني اعتمدوا كثيرا على نظام يقوم على المحسوبيات، واتهموا بالفساد. وانتهت الحملات الانتخابية رسميا عند منتصف الليلة الماضية. واستمرت أعمال العنف ذات الصلة بالانتخابات حتى عشية الانتخابات وسقط خلالها أكثر من 110 قتلى.

وقتل خمسة أشخاص في هجمات بالقنابل على مكاتب حزبية أمس أحدها وقع في كويتا عاصمة إقليم بلوخستان في جنوب غرب البلاد، أما باقي الهجمات فحدثت في مدينة بيشاور الشمالية الغربية. وطالبان الباكستانية المرتبطة بالقاعدة والتي تعتبر الانتخابات منافية للإسلام هي المسؤولة عن الهجمات التي جعلت انتخابات اليوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد. وتوعدت الحركة المتشددة أمس بشن هجمات انتحارية في يوم الاقتراع.

لكن المفجرين لم يستهدفوا بدرجة كبيرة الأحزاب الأكثر محافظة والتي أبدت اعتراضها على اشتراك باكستان في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد إسلاميين متشددين وكان من بينها حزبا خان وشريف.

ويقول الباكستانيون إنهم سيدلون بأصواتهم في انتخابات الغد رغم إراقة الدماء.

وقال الطالب وقاص علي: «سأعطي صوتي لعمران خان لأنه يرمز للتغيير. جربنا الزعماء الآخرين مرات عدة لكنهم بلا جدوى. سأذهب إلى مركز الاقتراع رغم تهديدات إرهابية خطيرة».

ويختار الناخبون 272 مرشحا لعضوية الجمعية الوطنية وحتى يحقق الحزب أغلبية بسيطة عليه أن يشغل 137 مقعدا.