الاتحاد الأفريقي يدعو البشير وسلفا إلى قمة عاجلة

رئيس جنوب السودان يحمل نظيره السوداني عمر البشير اغتيال زعيم قبلي الأسبوع الماضي

TT

دعا رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت، نظيره الرئيس السوداني عمر البشير إلى إجراء تحقيق عاجل حول تداعيات اغتيال سلطان «دينكا نقوك» في منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين جوبا والخرطوم، مطالبا بتقديم المتورطين في الحادث إلى المحاكمة، محملا البشير مسؤولية مقتل السلطان إذا لم يتخذ خطوات جادة في إجراء التحقيقات واعتقال الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة فورا، معتبرا حادثة الاغتيال القصد منها منع قبيلة «دينكا نقوك» من التصويت في الاستفتاء المقترح في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وطلب كير، من نظيره البشير القبول بمقترح الوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي بشأن منطقة أبيي والعمل على إجراء استفتاء المنطقة في أكتوبر المقبل والذي ظلت ترفضه الخرطوم طوال المفاوضات بين الدولتين في أديس أبابا، مناشدا مواطني أبيي من «دينكا نقوك» العودة إلى المنطقة لتسجيل أسمائهم استعدادا للاستفتاء، مجددا التزام بلاده بتنفيذ الاتفاقيات التي وقعتها مع دولة السودان في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال كير في حفل تأبين الزعيم القبلي كوال دينق كوال مجوك أول من أمس في جوبا إنه سيحمل نظيره السوداني عمر البشير مسؤولية مقتل كوال دينق في حال فشله في القبض على المجرمين وتقديمهم إلى محكمة متخصصة ومستقلة، وأضاف إن «الحكومة السودانية هي التي قتلت السلطان كوال وليس قبيلة المسيرية التي نعرفها، فهي دائما ما تعبر بمواشيها إلى جنوب منطقة أبيي سنويا بحثا عن المياه والمرعى»، وقال: «سأحمل حكومة السودان خاصة الرئيس البشير المسؤولية في حال فشله في القبض على المجرمين والتأكيد بتقديمهم إلى محكمة مستقلة ومختصة»، وتساءل قائلا: «لماذا يهاجم المسيرية السلطان كوال الآن وفي هذا التوقيت وكانت لديهم فرصة أكبر في الماضي؟»، وتابع: «السلطان كوال كان طوال الفترة الماضية مع المسيرية ولم يقتله المسيرية.. لماذا قتلوه الآن إذا كان القتلة من المسيرية حقيقة؟».

وقال كير إن اغتيال سلطان أبيي كان حيلة واضحة لمنع قبيلة «دينكا نقوك» من التصويت لصالح إعادة منطقة أبيي إلى جمهورية جنوب السودان المستقلة، وأضاف: «أعرف أن هذا هو مخطط سياسي لتخريب الاستفتاء في أبيي الذي تبقى له خمسة أشهر، وهم يعرفون - الحكومة السودانية - أنكم ماذا ستقررون، ولذلك هم يتخوفون من هذا القرار لأنكم عازمون للعودة إلى جنوب السودان»، داعيا شباب أبيي إلى الهدوء، محذرا الذين يطالبون بالانتقام، وأن ذلك من شأنه عرقلة خطة حكومته على المدى الطويل بإعادة أبيي إلى بلاده، وقال: «هدفنا الاستراتيجي هو الاستفتاء وهذا هو الذي نطالب ونتمسك به بأن تتحول المنطقة في مناخ سلمي بما يمكن المواطنين من الذهاب والتصويت في الاستفتاء».

إلى ذلك دعا الاتحاد الأفريقي يوم الخميس (أول من أمس) إلى قمة عاجلة بين رئيسي السودان عمر البشير ونظيرة الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت للبحث عن حل للنزاع على إقليم أبيي بعد مقتل زعيم قبيلة «دينكا نقوك» كوال دينق كوال مجوك وجندي إثيوبي من قوة حفظ السلام في منطقة أبيي على يد أفراد من قبيلة المسيرية المتحالفة مع الخرطوم الأسبوع الماضي، ولم يتمكن البشير وسلفا كير من الاتفاق على مصير إقليم أبيي الذي تقطنه قبيلتا الدنكا والمسيرية في كل الاجتماعات التي عقدت بينهما من قبل.

وفي مبادرة جديدة حث الاتحاد الأفريقي (رئيسي الدولتين.. على الالتقاء فورا)، وأضاف الاتحاد في بيان صدر في أديس أبابا «ذلك الحادث الخطير الذي وقع في أبيي يسلط الضوء على أن الوضع الراهن في أبيي لا يمكن أن يستمر».

ويقع إقليم أبيي على الحدود بين السودانين اللذين تقاتلا في واحدة من أطول الحروب الأهلية في أفريقيا. ويتميز الإقليم بأراضيه الخصبة واحتياطيات نفطية رغم أنها صغيرة، وكان من المفترض أن يجرى في أبيي - مثله في ذلك مثل جنوب السودان - استفتاء على الاستقلال وفقا لما جرى الاتفاق عليه في اتفاقية السلام الشامل لعام 2005 والتي أنهت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. لكن السودان وجنوب السودان لم يتمكنا من الاتفاق على أعضاء القبائل الذين سيكون لهم حق المشاركة في الاستفتاء.

وتدير قوات حفظ السلام الإثيوبية إقليم أبيي منذ أن سيطر السودان عليه في مايو (أيار) 2011 بعد هجوم على قافلة من القوات السودانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وسحبت الخرطوم قواتها في وقت لاحق بمقتضى خطة سلام رعتها الأمم المتحدة.