حكومة أردوغان أوقفت تجنيد «الميليشيات المحلية» وجمدت بناء المخافر الحدودية

الحياة تعود لطبيعتها بالمناطق الكردية وتركيا تبحث عن «نماذج» دولية لوضع أوجلان

TT

بدأت الانفراجات الأمنية والسياسية والحياتية في المناطق ذات الغالبية الكردية في جنوب البلاد، مع الانطلاقة السلسلة لعملية انسحاب مقاتلي تنظيم «حزب العمال الكردستاني» من الأراضي التركية باتجاه معاقل التنظيم في جبال قنديل شمال العراق.

وشهدت البلدات التركية القريبة من أماكن التوتر عودة الحياة الطبيعية، التي تمثلت في إعادة فتح مدارس كانت مقفلة منذ اندلاع موجة العنف الأخيرة الصيف الماضي، بالإضافة إلى تخفيف قوات الأمن التركية إجراءاتها الأمنية بشكل واضح في تلك المناطق التي كانت بمثابة «مناطق عسكرية»، بعضها معلن والآخر في حكم الأمر الواقع.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عقد اجتماعه الثاني مع «هيئة الحكماء» التي تضم أكثر من 50 شخصية من مختلف أنحاء تركيا تم اختيارهم لمساعدة الحكومة في الوصول إلى «مقاربة مثالية» لمرحلة الحل التي سيترتب عليها سلام بين تركيا و«الكردستاني». وفي كلمة مطولة ألقاها أردوغان خلال الاجتماع الذي استمر 7 ساعات، كشف رئيس الوزراء التركي أن الحكومة أوقفت عملية تجنيد ميليشيات محلية كانت تعتمد عليها لمحاربة «الكردستاني» يطلق على عناصرها اسم «حماة القرى» وهم عبارة عن مواطنين مدنين تسلحهم الدولة لمساعدتها في حماية الأماكن النائية أو لمساعدة الجيش في العمليات العسكرية ضد المقاتلين، كما كشف عن أن الحكومة أوقفت بناء مخافر جديدة على الحدود. وتطرق أردوغان في الاجتماع إلى تكلفة 30 عاما من الاقتتال بين «الكردستاني» والدولة، وقال إنها وصلت إلى 350 مليار دولار أميركي كانت عبئا على خزانة الدولة.

وتحدثت مصادر تركية أمس عن «خطة طريق» تعدها الحكومة لتثبيت مرحلة الحل وهي تبدأ بتغيير 5 مواد في الدستور، تتعلق بقانون الأحزاب، وقانون الانتخاب، وقانون المواطنة، وقانون الحكم المحلي، وقانون «الندم» المتعلق بعودة المقاتلين الأكراد إلى قراهم ومدنهم.

ويقوم وفد من البرلمان التركي بزيارة إلى جنوب أفريقيا، تكهنت وسائل الإعلام التركية على نطاق واسع بأن الهدف منها «تطبيق نموذج نيلسون مانديلا على عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا». وتقوم المجموعة البرلمانية بزيارة العديد من الدول التي شهدت صراعات داخلية للاطلاع على الأساليب التي سلكتها الدول لحلها، وكانت المجموعة قد زارت بريطانيا واطلعت على النموذج البريطاني لحل معضلة حزب التحرير الآيرلندي. وتكهن محللون أتراك بأن هذه الزيارة قد تكون للاطلاع على المرحلة التي خاضتها جنوب أفريقيا بتمهيد الشارع وتحضيره قبل إطلاق سراح مانديلا وذلك لتطبيقها على الشارع التركي.

وكان أردوغان قد حظي بدعم مشروط من قبل حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، لعملية الحل، مما يجعل من حزب الحركة القومية المعارض الوحيد لهذه العملية لرفضه «التفاوض مع إرهابيين». وحذر زعيم «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو في حديث مع صحيفة «حرييت ديلي نيوز» الناطقة بالإنجليزية، من فشل عملية السلام «لأن في ذلك خسارة للبلاد كلها»، مؤكدا أنه يريد لهذه العملية أن تنجح.