السلطات المصرية تلقي القبض على خلية إرهابية ذات صلة بتنظيم القاعدة

مصادر التحقيقات: خططت لتفجير السفارة الفرنسية ومترو القاهرة

اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري (أ.ف.ب)
TT

ألقت السلطات المصرية أمس القبض على خلية إرهابية لها صلة بتنظيم القاعدة، وقالت مصادر التحقيقات إن الخلية تتكون من ثلاثة متشددين إسلاميين وخططت لتفجير السفارة الفرنسية ومترو أنفاق القاهرة وعمليات إرهابية أخرى، مشيرة إلى أن الثلاثة المقبوض عليهم هم عمرو عقيدة، وتم القبض عليه في العاصمة القاهرة، وكل من محمد عبد الحليم حميدة، ومحمد مصطفى بيومي، وتم القبض عليهما في الإسكندرية.

وقالت السلطات المصرية أمس إنها ألقت القبض على خلية إرهابية على صلة بعناصر خارجية تابعة لتنظيم القاعدة، مشيرة إلى أن أعضاء الخلية خططوا لتفجير إحدى السفارات الأجنبية في القاهرة (من دون أن تحددها)، واستهداف منشآت حيوية أخرى في البلاد، وأن عنصرا بالخلية تلقى تدريبه في إيران وباكستان وأنه تواصل مع قياديين بتنظيم القاعدة.

وقال وزير الداخلية محمد إبراهيم في مؤتمر صحافي أمس إن الأجهزة الأمنية تمكنت من توجيه ما وصفه بـ«ضربة نوعية ناجحة» لأحد الخلايا الإرهابية كانت تعتزم القيام بعمليات انتحارية تستهدف بعض المنشآت الحيوية والهامة وإحدى السفارات الأجنبية في البلاد.

ورفض المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية تحديد السفارة المستهدفة، كما رفض الإفصاح عما إذا كانت إحدى السفارات الغربية أم لا، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «المعلومات المتاحة حتى الآن تم الكشف عنها خلال مؤتمر وزير الداخلية».

وأضاف إبراهيم أن التنظيم يتكون من عمرو عقيدة (زعيم التنظيم)، ومحمد عبد الحليم حميدة، ومحمد مصطفى بيومي، مشيرا إلى أنه تم التنسيق مع نيابة أمن الدولة العليا التي أصدرت تصريحا بضبط العناصر المذكورة وتفتيش محال إقامتهم.

وأوضح إبراهيم أنه بتفتيش محال إقامة أعضاء الخلية تم العثور على 10 كيلو نترات الأمونيوم، والتي تستخدم في صناعة المواد المتفجرة، وجهاز كومبيوتر يحتوي على معلومات عن كيفية تصنيع متفجرات وطائرة صغيرة ورسم هندسي لكيفية تصنيع القاذف وعدد من البيانات صادرة عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

كما عثر على 3 أقراص ذاكرة صلبة تحتوي على طرق تحضير العبوات المتفجرة وتصنيع الصواريخ ومعلومات حول أساليب جمع المعلومات والمراقبات السرية.

وتابع إبراهيم: «التحريات كشفت عن تواصل المجموعة المقبوض عليها مع الكردي داود الأسدي مسؤول تنظيم القاعدة ببعض دول غرب آسيا وتلقي تكليف منه بالاتصال بكل من محمد جمال عبده وطارق أبو العزم وهما متهمان في القضية المعروفة إعلاميا بـ(خلية مدينة نصر)، التي توجه فيها السلطات اتهامات لأعضائها بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية».

وكانت السلطات المصرية قد أوقفت العام الماضي 17 عنصرا ضمن قضية «خلية مدينة نصر» المتهم فيها 26 عنصرا، ونسبت السلطات القضائية إليهم عدد من التهم من بينها الدعوة لتكفير المؤسسات والسلطات العامة والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة والمسيحيين ودور عبادتهم وممتلكاتهم، واستهداف مقار البعثات الدبلوماسية والسفن الأجنبية المارة بالمجرى الملاحي لقناة السويس بهدف الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وكان الإرهاب أحد أهدافها، وحيازة وإحراز عناصرها لمفرقعات وأسلحة نارية وذخائر من دون ترخيص.

وأضاف الوزير أن التحريات كشفت أيضا عن أن أحد العناصر الموقوفة ضمن أفراد الخلية تلقى تدريبات عسكرية في كل من إيران وباكستان وأنه تواصل إلكترونيا مع أعضاء بتنظيم القاعدة في باكستان، والارتباط بأحد العناصر المسؤولة عن استقبال العناصر الإرهابية على الحدود التركية.

وكشف إبراهيم عن أن الخلية كانت تخطط لتنفيذ عملية انتحارية ضد أحد السفارات الأجنبية بالبلاد ورشحت أحد أعضائها وهو محمد إبراهيم للقيام بالعملية، مؤكدا أنها حاولت استغلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد لضرب المنشآت الدبلوماسية والنيل من الاستقرار الداخلي وترويع المواطنين الآمنين.

من جانبه، قال محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة الموجود حاليا في القاهرة لا يوجد لديه معلومات مؤكدة بشأن الموقوفين الثلاثة، مشيرا إلى أن حديث وزير الداخلية أمس حمل رسائل مبطنة لإشعال الخوف مجددا من الإسلاميين، معتبرا أن الكشف عن الخلية المزعومة جاء عقب أيام من تنظيم إسلاميين مظاهرة أمام مقر الأمن الوطني بالقاهرة، وهو تمهيد لعودة الممارسات القمعية ضد الإسلاميين، مما يعيد إلى الأذهان ممارسات النظام السابق.

ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، تشهد البلاد حالة من الفوضى الأمنية، وانتشرت على الحدود الشرقية والغربية للبلاد عناصر متشددة نفذت عمليات أبرزها تفجير خطوط الغاز المصري إلى إسرائيل والأردن، وإطلاق صواريخ من الأراضي المصرية على ميناء إيلات.