المالكي والنجيفي يندبان غياب زعيم لإنقاذ العراق

بارزاني يجدد الدعوة إلىالشراكة في كلمة ألقاها زيباري نيابة عنه في حفل تأبين محمد باقر الحكيم

صورة من موقع المجلس الأعلى الإسلامي لحفل تأبين محمد باقر الحكيم «شهيد المحراب» في بغداد أمس
TT

الموسيقى والحزن هما ما يجمع قادة العراق مرة ويفرقهم مرة أخرى. خلال يومين وعلى أنغام موسيقى صدحت بكل ألوان أطياف الشعب العراقي قدمتها «فرقة سومريون»، اجتمع معظم سياسيي وبرلمانيي العراق مع عدد كبير من السفراء العرب والأجانب أول من أمس في منزل النائبة المستقلة في البرلمان العراقي صفية السهيل بمناسبة عودة النواب والوزراء الكرد إلى الحكومة والبرلمان.

وصباح أمس كان الجميع على موعد آخر لكن هذه المرة في مقر المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم لحضور حفل التأبين الذي أقيم بمناسبة الذكرى العاشرة لمقتل زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق محمد باقر الحكيم في الشهر الخامس من عام 2003 بعد أقل من شهرين من سقوط نظام صدام حسين. المناسبة الأولى كان صوت الموسيقى قد طغى على الحوارات الهامسة في موائد متفرقة وعلى مساحة واسعة من الأرض جعلت السفير البريطاني يأمل خيرا في أن يرى العراقيين قادرين على الحوار حتى مع استمرار الخلافات.

الدعوة إلى الحوار مع الاعتراف بالمشاكل هو ما عبرت عنه كلمات رئيس البرلمان أسامة النجيفي، ورئيس الوزراء نوري المالكي في حفل تأبين الحكيم وكلاهما ندب الحظ في عدم وجود زعيم بحجم محمد باقر الحكيم وهو أمر كان يمكن أن يحول دون انزلاق العراق إلى «منعطف خطير» مثلما قال النجيفي في كلمته التي ألقاها بنفسه أو إلى «التمزيق» مثلما عبر المالكي الذي ألقى كلمته نيابة عنه وزير التعليم العالي علي الأديب بسبب وعكة صحية ألمت بالمالكي حالت دون حضوره الحفل. وقال النجيفي إن «العراق اليوم أمام منعطف خطير ويجب أن نقف أمام هذا المنعطف»، مضيفا أن «العراق بحاجة اليوم إلى هبة رجل واحد ويجب أن نرمي جميع الخلافات والتناحرات في سلة المهملات ونتمسك بالمشتركات وما تحقق من مكتسبات».

من جانبه، لم يبتعد المالكي كثيرا عما ورد في كلمة النجيفي إذ قال إن «النضال والعمل من أجل إسقاط نظام ديكتاتوري منفرد يستدعي حشد كل الطاقات من أجل ذلك، وهذه الطاقات قد تكون في انتماءاتها وأصولها مختلفة لكنها تشترك في مساحة عمل واحدة». وأوضح المالكي أن «النظام السابق طغى على كل الأحلام وكل الآمال التي كان يطمح لها الشعب، لذا كان لزاما لذلك الطاغوت أن ينتهي وكانت رحلتنا معه طويلة تعرفنا فيها على رفاق الدرب منذ عام 1980 يوم قضى ذلك النظام على المرجع الكبير ومفجر الثورة ضد الطغيان في العراق محمد باقر الصدر» حيث كان الحكيم أحد تلاميذه.

لكن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اعتبر في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية هوشيار زيباري أن العراق لا يحكم «إلا بالشراكة الوطنية الحقيقية والتوافق بين جميع مكوناته»، وشدد على أن الكرد متمسكون بمبادراتهم الوطنية وخياراتهم الداخلية السلمية لترسيخ روح التعايش السلمي المشترك في عراق ديمقراطي برلماني فيدرالي.