الحكومة العراقية تنسق مع عشائر بهدف «محاصرة القاعدة» في ساحات الاعتصام

شيوخ في الأنبار: التنظيم يديردفة المظاهرات

TT

تقترب مظاهرات المحافظات الغربية والشمالية في العراق من شهرها الخامس دون أن يلوح في الأفق حتى الآن ما يفيد بوضع نهاية لها سلما أو حربا. وفي وقت حسم فيه المرجع السني البارز الشيخ عبد الملك السعدي مسار المظاهرات في حال أراد منظموها البدء بمفاوضات مع الحكومة في بغداد، فإن المخولين الوحيدين لتشكيل الوفد المفاوض هم من داخل ساحات الاعتصام ومن أبنائها، وليس من رجال السياسة.

وإذا كان هذا التحول في مسار المظاهرات قد جعل السيطرة الروحية عليها محسومة للسعدي الذي خوله المتظاهرون عملية التفاوض مع الحكومة، وهو ما اعتذر عنه، فإن هناك أكثر من وجهة نظر وهدف داخل ساحات المظاهرات، مما شجع الحكومة العراقية على التنسيق مع عدد من شيوخ العشائر لتكوين لوبي ضغط من شأنه سحب البساط من تحت أقدام تنظيم القاعدة الذي لا تزال أصابع الاتهام تشير إليه في واقعة مقتل خمسة جنود قرب ساحة الاعتصام في الرمادي، مركز محافظ الأنبار، قبل بضعة أسابيع.

ومما زاد من قدرة الحكومة على المضي قدما في اتجاه توسيع شقة الخلاف بين العشائر في المحافظات «المنتفضة» هو الضربة التي وجهت للسياسيين في عدم إمكانية تمثيل المتظاهرين.

وفي هذا السياق التقى أمس وفد من شيوخ الأنبار والحويجة مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي، وقال بيان صادر عن مكتب الخزاعي إن «الهدف من اللقاء كان لغرض التواصل مع كافة شرائح المجتمع وتعزيز مفهوم المصالحة الوطنية». وأضاف البيان أن «الخزاعي أكد خلال اللقاء على أن العراق يواجه تحديات كبيرة داخلية وخارجية هدفها إشعال الفتنة الطائفية وإجهاض التجربة الديمقراطية»، مشددا على «ضرورة تكاتف جميع أبناء الشعب لتفويت الفرصة على المتربصين بالعراق وشعبه». من جانبهم، وحسب البيان، عبر وفد شيوخ عشائر الأنبار والحويجة عن «موقفهم الداعم للحكومة العراقية في التصدي للإرهاب ومحاربة زمر الشر، ورفضهم لما يجري في ساحات الاعتصام تحت يافطة الاعتصامات»، وأكدوا أن «(القاعدة) اخترقت المظاهرات وسيطرت على قيادتها وهي التي تدير دفتها».

وبينما أعلن رافع المشحن، شيخ عموم عشائر الجميلة في العراق وأحد قادة المظاهرات في الفلوجة، رفضه لما يتردد عن سيطرة تنظيم القاعدة على المظاهرات، فإن الشيخ محمد الهايس شيخ عشائر البوذياب وأحد قادة أبناء العراق التي تم تشكيلها بالتنسيق مع الحكومة، أكد أن «(القاعدة) لا تزال هي اللاعب الأكبر في المظاهرات». وفي تصريحين منفصلين لـ«الشرق الأوسط» عبر كل من الشيخين المشحن والهايس عن وجهتي نظر متقاطعتين رغم أنهما أبناء محافظة واحدة، وهي الأنبار التي تشكل ثلث مساحة العراق. الهايس أكد أن «تنظيم القاعدة موجود في الساحة، وهو الوحيد الذي لم ينسحب من الساحة مع من انسحب من الشيوخ والعشائر والمواطنين الذين اقتصر حضورهم إلى ساحات الاعتصام على يوم الجمعة، لكن ليس للتظاهر، وإنما لأداء الصلاة». لكن الشيخ رافع المشحن نفى سيطرة تنظيم القاعدة على ساحات الاعتصام، وقال إن «كل من يتحدث عن ذلك من شيوخ العشائر هم إما مأجورون للأسف، أو مجاملون أكثر من اللازم للحكومة».