آمال الإصلاح في الفلبين معلقة على انتخابات اليوم

أكينو يسعى إلى دعم البرلمان لتحقيق السلام مع جبهة «مورو»

TT

تجري في الفلبين اليوم انتخابات تعتبر حاسمة بالنسبة إلى جهود الرئيس بينينيو أكينو لإدخال إصلاحات اجتماعية في البلاد لكنه يواجه عقبات عديدة منها العنف الدامي والفساد والمحاباة. وسيجري التنافس على أكثر من 18 ألف منصب في انتخابات التجديد النصفي المقررة اليوم، من بينها 12 عضوا في مجلس الشيوخ. ويراهن أكينو على فوز ساحق يحققه حلفاؤه لترسيخ برنامجه لإجراء إصلاحات.

وصرح فلورينسيو اباد، الشخصية النافذة في الحزب الليبرالي الحاكم، لوكالة الصحافة الفرنسية: «على الرئيس أن يحظى بائتلاف قوي في مجلسي الكونغرس ليتمكن من تمرير تدابير حاسمة».

ومنذ وصوله إلى سدة الحكم في 2010 بعد تحقيق فوز ساحق، حافظ أكينو على مستوى شعبية قياسي على خلفية نمو اقتصادي متين وجهود للقضاء على الفساد أشادت بها الأسرة الدولية. وفي الفلبين، يمكن للرئيس تولي ولاية واحدة من ست سنوات. وأكد أكينو أنه مصمم على ترك إرث للتحقق من أن بلاده لن تكون بعد اليوم «رجل آسيا المريض».

وإحدى المسائل الأساسية هي إنهاء النزاع الطويل مع المتمردين في جنوب البلاد الذي أودى بحياة 150 ألف شخص وانعكس سلبا على النمو الاقتصادي.

وأكينو على وشك توقيع اتفاق سلام مع جبهة مورو للتحرير الإسلامي، حركة التمرد الرئيسة، لكنه بحاجة إلى موافقة مجلسي البرلمان على ذلك.

وسيجري التنافس على كل مقاعد مجلس النواب ونصف مقاعد مجلس الشيوخ في هذه الانتخابات للتجديد النصفي.

وهناك مجموعة أحزاب في الفلبين، وغالبا ما تغير الشخصيات السياسية ولاءها، وبالتالي الهيمنة على البرلمان أمر في غاية الصعوبة.

لكن أكينو ضمن دعما لإجراء إصلاحات أساسية خلال السنوات الثلاث الأولى من ولايته، وهو واثق من أن فوزا ساحقا في كلا المجلسين اليوم سيضمن تحقيق نتائج ممتازة خلال النصف الثاني من ولايته الرئاسية.

وقال اباد إن رفع الضرائب لتأمين شروط اجتماعية أفضل وإصلاح قطاع المناجم لكي تدفع الشركات الكبرى ضرائب أعلى، من المبادرات التي ينوي أكينو تطبيقها خلال السنوات الثلاث المقبلة.

إلا أن المشكلات المتأصلة في الفلبين منذ عقود ستنعكس سلبا دون شك على انتخابات اليوم وستكون جزءا لا يتجزأ من المشهد السياسي لفترة طويلة حتى بعد انتهاء ولاية أكينو الرئاسية.

وقتل أكثر من 50 شخصا في أعمال عنف على خلفية الانتخابات، بينهم مرشحون ومعاونوهم. وستكون قوات الجيش والشرطة في الفلبين في حال تأهب لتجنب أي هجمات تشن في اللحظة الأخيرة.

وفي الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية تحولت جهود اللجنة الانتخابية لإنهاء العنف وعمليات شراء الأصوات، إلى مهزلة عندما منعت المحكمة العليا اللجنة من تطبيق حظر على بيع الكحول وحمل مبالغ كبيرة من المال.

وحذر ناشطون من أن الشخصيات التي تهيمن على الحياة السياسية في الفلبين، بمن فيها أسرة أكينو، قد تحكم قبضتها أكثر على البلاد.

وتحكم بضع عائلات الفلبين، وتظهر استطلاعات الرأي أن نفوذها سيزداد أكثر فأكثر. وتتنافس شخصيات معروفة في هذه الانتخابات؛ منها ماني باكياو الملاكم الشهير الذي سيحاول تجديد ولايته في مجلس النواب.

وباكياو جمع ثروة طائلة، وستترشح زوجته جينكي لمنصب نائب حاكم ولاية جنوبية رغم أن لا خبرة سياسية لديها، في حين سيترشح أحد أشقائه لعضوية مجلس الشيوخ.

أما إيميلدا ماركوس زوجة الديكتاتور الراحل فرديناند البالغة من العمر 83 عاما، ففوزها شبه مؤكد لتولي ولاية ثانية في مجلس النواب لتمثل ولاية شمالية.