جنود متمردون يقتلون قائدا في الشرطة العسكرية اليمنية

القبض على أفراد خلية تتبع «القاعدة» في عدن وإحباط نسف أحد جسور العاصمة

TT

قتل فجر أمس قائد عسكري يمني في محافظة مأرب شرق البلاد على يد مجموعة من الجنود المتمردين التابعين لأحد ألوية الحرس الجمهوري الذي كان يتبع نجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في وقت تمكنت أجهزة الأمن في محافظة عدن من إلقاء القبض على أفراد خلية إرهابية تتبع تنظيم القاعدة.

وذكر مصدر يمني مسؤول في وزارة الداخلية طلب عدم ذكر اسمه في تصريحات أدلى بها عبر الهاتف لـ«الشرق الأوسط» في لندن أن «جنودا من اللواء الثالث مشاة جبلي قاموا فجر اليوم (أمس) بقتل أحد القادة في الشرطة العسكرية وهو مجلي طريق شقيق محمد صالح طريق مدير عام أمن محافظة عمران وأصابوا بجروح بعضها خطيرة عددا من مرافقيه»، وأضاف المصدر: «هؤلاء الجنود يعدون متمردين على القيادة العسكرية التي أرسلتهم إلى محافظة شبوه غير أنهم قرروا البقاء في محافظة مأرب والسيطرة على المدينة وترويع المواطنين الآمنين»، مؤكدا أن الجنود «تمردوا على قائد اللواء وقائد الشرطة العسكرية في محافظة مأرب»، وأضاف المصدر، أن «الجنود الذين يسيطرون على مدينة مأرب هم بقايا من جنود اللواء الثالث الذي كان في منطقة الصمع التي شهدت العام الماضي مواجهات عنيفة بين مسلحين قبليين وهذا اللواء الذي أعيد تموضعه بناء على قرارات الهيكلة التي أصدرها الرئيس هادي أخيرا»، وأضاف: أن «الجنود يستغلون المواطنين ويصادرون بعض ممتلكاتهم ويبيعونها لصالحهم». وذكر المصدر أن اللجنة العسكرية كانت قد كلفت وفدا لحل مشكلة وجود هؤلاء الجنود في مدينة مأرب وقدم الوفد مقترحا بأن تسلم المدينة لجنود من قوات الأمن المركزي والقوات الخاصة، غير أن المجندين رفضوا تلك المقترحات. وفور مقتل القائد العسكري اجتمعت قبائل محافظة مأرب التي ينتمي إليها وأمهلت السلطات الأمنية إلى الأربعاء القادم لتسليم الجناة للعدالة ورفع اللواء المتمرد من المحافظة، وقالت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط»: «اجتمع أبناء المحافظة لبحث الأمر لأن القضية تخصهم جميعا، وتم تحديد الأربعاء القادم موعدا للأجهزة الأمنية والعسكرية لتسليم الجناة ورفع اللواء المتمرد من المحافظة». وقالت مصادر محلية في مأرب لـ«الشرق الأوسط»، إن قتلى وجرحى سقطوا في تجدد الاشتباكات بين أفراد اللواء الثالث – مشاة جبلي وأفراد الشرطة العسكرية على خليفة محاولة هذا اللواء السيطرة على مجريات الأمور بشكل تام في محافظة مأرب، بصورة تلغي مهام واختصاصات بقية الأجهزة الأمنية والعسكرية، وكان هذا اللواء العسكري يتبع الحرس الجمهوري الذي كان يقوده العميد أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس السابق وكان يتمركز في منطقة أرحب بمحافظة صنعاء ودخل في صدامات عنيفة مع سكان المنطقة إبان الاحتجاجات التي انطلقت للمطالبة بسقوط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، وسقط خلال تلك المواجهات العشرات من القتلى والجرحى من العسكريين والمدنيين. وقال مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط»، رفض الكشف عن هويته، إن «اللواء الثالث مشاة جبلي ومنذ انتقاله إلى مأرب من أرحب وهو يقوم بممارسة مهام ليست من اختصاصه إطلاقا وصلت إلى درجة فرضه نقاطا في كل أنحاء المدينة وفي مداخلها ومخارجها واعتراض أفراده للمواطنين المارة»، ولمح المصدر إلى أن «مخططا من قبل بعض الجهات لإدخال مأرب في حالة فوضى أمنية واقتتال في ظل الهجمات التي تستهدف المصالح الحيوية في المحافظة كشبكات الكهرباء وأنابيب النفط والغاز»، ودعا المصدر أبناء مأرب إلى «اليقظة إزاء الفتنة التي يراد إدخال المحافظة فيها من قبل أطراف معروفة للجميع».

وفي موضوع آخر، ألقت أجهزة الأمن في محافظة عدن القبض على عدد من أفراد خلية إرهابية تتبع تنظيم القاعدة في مديرية المنصورة، وقال شهود عيان، إن «أحد أفراد الخلية حاول تفجير نفسه في القوة الأمنية المهاجمة للوكر المكتشف بواسطة حزام ناسف، غير أنه لقي مصرعه دون أن يتضرر أحد من قوات الأمن التي داهمت وكر القاعدة».

وفي أمانة العاصمة صنعاء، أحبطت أجهزة الأمن عملية تفجير أحد الجسور بالمدينة، وعثرت أجهزة الأمن على عبوة ناسفة كانت معدة للانفجار ووضعت تحت أحد الجسور الرئيسة في شارع الستين، وقال مصدر أمني، إن «العبوة تزن نحو 7 كيلو جرامات وشديدة الانفجار»، ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية على شبكة الإنترنت عن مصدر أمني قوله، إن «التحقيقات الأولية تشير إلى أن العبوة كانت مؤقتة بشريحة جوال وضعها إرهابي يستقل سيارة تاكسي وقفت أمام الجسر وقام بلفها في جاكت عسكري»، وأنه يجري حاليا تعقب السيارة والشخص الذي قام بوضع العبوة لضبطهما ومعرفة الجهة التي تقف وراء هذه المحاولة الإرهابية. إلى ذلك أقرت اللجنة العسكرية في اجتماع لها أمس اتخاذ إجراءات مناسبة، لرفع ما تبقى من خيام ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء. ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، فإن اللجنة أشارت إلى أهمية تعزيز الجوانب الأمنية والانضباطية في النقاط الأمنية بصنعاء، وإعداد نقاط أمنية قوية قادرة على أداء مهامها بمهنية عالية وحس أمني رفيع. وشددت على منتسبي القوات المسلحة والأمن إلى تعزيز الانضباط العسكري العالي وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الدفاع عن الوطن ومكتسبات الشعب.