الرئيس الأميركي: الأزمة السورية معقدة بسبب دور إيران وحزب الله

أوباما وكاميرون يتعهدان بالضغط على الحكومة السورية ومساعدة المعارضة

باراك أوباما وديفيد كاميرون خلال المؤتمر الصحافي الذي عقداه في البيت الأبيض أمس ( أ.ب)
TT

اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، على زيادة الضغوط من أجل دفع المعارضة السورية لتشكيل حكومة قادرة على تولي الأمور في سوريا، وتعهدا بزيادة المساعدات الإنسانية للمعارضة والعمل معها لتشكيل حكومة قادرة على البقاء والسيطرة على البلاد.

وتحدث كل من رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي بالغرفة الشرقية بالبيت الأبيض، عقب محادثاتهما التي استمرت لمدة 75 دقيقة، وركزت على عدد من القضايا الاقتصادية واتفاق للتجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، واجتماعات دول الثماني في آيرلندا الشمالية الشهر المقبل، إضافة إلى سوريا وأفغانستان والوضع الإقليمي في الشرق الأوسط.

وقال كاميرون خلال المؤتمر الصحافي «لقد عقدت محادثات إيجابية للغاية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واتفقنا على أنه علينا المساعدة في دفع هذه العملية، وأعتقد أن هناك نافذة عاجلة لفرص التوصل إلى حل، والعمل لإنقاذ هذا البلد الذي مزقته الحرب قبل أن يحدث الأسوأ». وأضاف أن «تاريخ سوريا تتم كتابته الآن بدماء الشعب السوري، ويحدث ذلك الآن في عهدنا، والعالم يحتاج بشدة للعمل معا حتى تصل عمليات القتل إلى نهايتها». وتعهد كاميرون بمضاعفة المساعدات غير القتالية التي تقدمها بريطانيا للمعارضة السورية.

وأبدى أوباما ارتياحه للنتائج الإيجابية للقاء كاميرون وبوتين، والتي أعقبت لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالرئيس الروسي، وقال «إننا ذاهبون إلى مواصلة جهودنا لزيادة الضغط على نظام الأسد وتقديم المساعدات الإنسانية للمعارضة المعتدلة والتحضير لسوريا ديمقراطية من دون بشار الأسد».

وأوضح أوباما أن التوصل إلى حل سياسي سلمي يضمن إجراء عملية انتقال سلمي للسلطة، ورحيل الرئيس بشار الأسد هو في مصلحة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول منطقة الشرق الأوسط كما هو في مصلحة روسيا، وقال «لو استطعنا إجراء عملية انتقال سلمي تقود إلى رحيل الأسد وتشكيل حكومة تضمن حرية الأقليات فهذا جيد للجميع، وروسيا لديها مصلحة والتزام في حل هذه القضية حتى لا تأتي بنتائج لا نريدها». وأضاف «هناك شكوك لدى روسيا تجاه الغرب، وقد مضت عقود منذ تحول سوريا، لكن الشكوك ما زالت موجودة ونحاول تهدئة هذه الشكوك لدى روسيا».

وأشار أوباما إلى الدور الذي تلعبه كل من إيران وحزب الله في الأزمة السورية، وقال «هناك تحديات ضخمة، حتى لو تدخلت روسيا فهناك دور لإيران وحزب الله، وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وهذا يجعل الوضع معقدا». وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه سيواصل العمل للتأكد من الحقائق بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا. ومن المعروف أن الدعم الروسي لنظام الأسد كان واحدة من العقبات الرئيسة في الرد على الأزمة السورية، لكن ما زال الغرب منقسما بشأن تسليح المعارضة السورية، ويوجد تركيز دولي على إمكانية عقد مؤتمر دولي كبير حول سوريا خلال الأسابيع المقبلة من دون أن يتم تحديد موعد محدد له.

وفي سياق آخر، دافع الرئيس الأميركي عن الطريقة التي عالجت بها إدارته حادث الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي، ورد بغضب على أسئلة الصحافيين حول محاولة الإدارة الأميركية إخفاء الحقيقة حول الحادث، وقال «ليس هناك شيء، والاستمرار في ذلك هو بصراحة له علاقة كبيرة بدوافع سياسية». ونفى حدوث تغطية سياسية للحادث، وقال أوباما إن كل المعلومات حول الحادث تم تقديمها للكونغرس قبل أشهر، واصفا الجدل الدائر بأنه سيرك سياسي، وأن الإصرار على مزيد من التحقيقات وراءه أهداف سياسية تستهدف الطعن في نزاهة هيلاري كلينتون وسوزان رايس.

وأشار أوباما إلى أنه ينبغي التركيز والتأكد من أن الدبلوماسيين العاملين في جميع أنحاء العالم لديهم الحماية بشكل كاف، واعترف بأن مستويات الأمن والحماية في بنغازي لم تكن كافية، وقال «إذا كان هناك شخص يريد التركيز على الواقع، وهو أننا نعمل للتأكد ألا يحدث هذا الحادث مرة أخرى، فأنا سعيد لأحصل على نصيحته في ذلك».