تحطم مقاتلة يمنية بصنعاء ومقتل قائدها

6 قتلى في مأرب في اشتباكات بين القبائل و«اللواء الثالث مشاة جبلي»

TT

لقي طيار يمني مصرعه في تحطم مقاتلة يمنية وسقوطها على إحدى البنايات بصنعاء، في حادث هو الثالث من نوعه خلال الأشهر القليلة المنصرمة، في وقت قتل فيه عدد من العسكريين ورجال القبائل في مواجهات مسلحة بمحافظة مأرب شرق البلاد.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الطائرة العسكرية نوع «سوخوي 22» سقطت على بناية سكنية تتكون من 4 طوابق في شارع الخمسين، وتحديدا في حي «بيت بوس» جنوب العاصمة صنعاء والذي يتبع إداريا محافظة صنعاء، وأكد أحد سكان المنطقة أن نيرانا هائلة اندلعت في مكان سقوط الطائرة، وأن السكان باشروا إطفاءها قبيل وصول الدفاع المدني، وأن قوات الأمن التي وصلت إلى المنطقة قامت بإطلاق النار على بعض المواطنين المدنيين الذين تجمهروا حول البناية المدمرة، الأمر الذي أدى إلى سقوط عدد من الجرحى بالرصاص في صفوف المدنيين، فيما قام مسؤولون محليون بزيارة مكان سقوط الطائرة وقاموا بتشكيل لجنة لتقييم الأضرار التي لحقت بالبناية والمنازل المجاورة لها، في حين شكلت وزارة الدفاع اليمنية لجنة للتحقيق في أسباب سقوط الطائرة.

وأضاف موقع وزارة الدفاع اليمنية على شبكة الإنترنت أن «قائد الطائرة النقيب هاني الأغبري استشهد في الحادث، ولم ينجم عن سقوط الطائرة أي أضرار أو ضحايا في الجانب المدني»، وأن «سقوط الطائرة كان في منطقة خالية من السكان، وأنه أدى إلى تهشم بعض نوافذ المنازل المجاورة»، لافتا إلى أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني هرعت إلى مكان الحادث. وذكرت الوزارة أن 4 أشخاص جرحوا في الحادث، بينهم امرأة، ووصفت الإصابات بـ«الطفيفة» وأنهم «نقلوا على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج».

وخلال الأشهر القليلة الماضية شهدت العاصمة صنعاء حادثين مماثلين للحادث الذي وقع بالأمس، حيث سقطت إحدى المقاتلات على إحدى البنايات في شارع الدائرة قرب ساحة التغيير، وأدى الحادث إلى مقتل 11 شخصا وجرح آخرين وتهدم عدد من المنازل. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي سقطت طائرة تدريب عسكرية على إحدى الأسواق المهجورة في حي الحصبة بصنعاء، وأسفر الحادث عن مقتل نحو 9 من الضباط الطيارين في تلك الحادثة، في وقت شهد فيه اليمن سلسلة من حوادث الطيران العسكري حول صنعاء وبعض المحافظات المجاورة وأثناء الحروب الأهلية من جماعة الحوثي المتمردة في شمال اليمن، وحتى اللحظة لم تعلن السلطات المختصة في اليمن أسباب تحطم تلك الطائرات، إلا أنها في بعض الأحيان ترجع الحوادث إلى أعطال فنية في الطائرات.

يذكر أن سلاح الجو اليمني في مجمله روسي الصنع. وقال خبراء في القوات الجوية اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن بعض أسباب تحطم هذه الطائرات يرجع إلى قدم الطائرات وتباعد فترات الصيانة وعدم الالتزام بمواعيد الصيانة. وكانت القوات الجوية اليمنية ولأكثر من عقدين في قبضة الأخ غير الشقيق للرئيس السابق علي عبد الله صالح، اللواء محمد صالح الأحمر، الذي أقصي من منصبه بعد تنحي صالح، بعد احتجاجات واسعة النطاق من قبل ضباط وطياري القوات الجوية وبعد تدخل المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر.

إلى ذلك، لقي ستة أشخاص مصرعهم في اشتباكات مسلحة بين قوات «اللواء الثالث مشاة جبلي» الذي كان يتبع الحرس الجمهوري (سابقا)، ومسلحين قبليين. ولم تتوافر إحصائيات دقيقة عن عدد القتلى في الطرفين، وذلك في سياق محاولة اللواء العسكري بسط سيطرته على محافظة مأرب، الأمر الذي أدى إلى توتر أمني غير مسبوق. وكان اللواء العسكري ذاته خاض مواجهات مسلحة مع قوات من أفراد الشرطة العسكرية خلال الأيام الماضية، وأشارت مصادر في مأرب إلى رفض اللواء العسكري الانصياع لقرارات القيادات العسكرية المباشرة، وإلى أنه ما زال ينفذ تعليمات القيادات السابقة، رغم قرارات إعادة هيكلة القوات المسلحة اليمنية.

وفي موضوع آخر، قالت مصادر محلية في محافظة أبين بجنوب اليمن إن مسلحين مجهولين قاموا، أمس، باختطاف أحد الخبراء في الصليب الأحمر الدولي باليمن. وتضاربت الأنباء حول جنسية الرهينة، حيث أشارت بعض المصادر إلى أنه فرنسي الجنسية، فيما قالت مصادر أخرى إنه سويسري الجنسية.