الطلبة الصينيون يلتحقون بالمدارس الأميركية بحثا عن فرص جامعية أفضل

أبناء أقطاب العقارات في شنغهاي وعمالقة الشحن يتذوقون طعم الحياة الغربية

تبحث مينغ يوان الطالبة بالسنة الأولى الجامعية تبحث عن الاستقلال على النمط الغربي وفرص التسوق الأفضل (نيويورك تايمز)
TT

تبدي ويلينغ زهانغ طالبة بالصف الثاني بمدرسة ليمان مانهاتن الإعدادية، رغبة في التواصل بهمة وحيوية أكثر من أقرانها في الصين، قائلة: «إنها الطريقة الأميركية».

أما يجيا تشي الطالبة بالسنة الأولى، فتسعى إلى زيادة حظوظها في القبول بجامعة براون. بينما تبحث مينغ يوان، الطالبة بالسنة الأولى، عن الاستقلال على النمط الغربي وفرص التسوق الأفضل. فما إن تنتهي من واجباتها المنزلية تجوب المدينة بحثا عن حقائب اليد والملابس ذات العلامات التجارية العالمية والاستمتاع بالطعام الأميركي.

هؤلاء الأطفال هم أبناء أقطاب العقارات في شنغهاي، وعمالقة الشحن ومالكو الفنادق الفاخرة، وأطباء المناطق الساحلية المجاورة لبحر شرق الصين الذين التحقوا بمدارس نيويورك الخاصة، التي كانت حكرا على الدوام على أبناء المدينة من الأثرياء، ويشكلون في الوقت ذاته جزءا من مجموعة صغيرة، آخذة في التزايد، من أبناء العائلات الثرية في الصين الذين التحقوا بمدارس المدينة.

تشير إحصاءات وزارة الأمن الداخلي إلى ارتفاع عدد الطلبة الذين حصلوا على تأشيرات للدراسة في مدارس المدينة الثانوية من 114، قبل 5 سنوات، إلى 638 طالبا عام 2012.

كان التدفق سلسا، لكن المدارس التي تشهد تراجعا في أعداد الطلاب المتقدمين للالتحاق بها، سعت بقوة إلى اجتذاب طلبة من خارج الولايات المتحدة وآباء قادرين على دفع مصاريف تعليمية كاملة، حتى وإن كان ذلك يعني قبول طلبة لا يجيدون اللغة الإنجليزية. وقد رأى الطلبة الصينيون وذووهم في هذه المدارس وسيلة للتميز عن آلاف الطلبة، الذين يتقدمون إلى الجامعات الأميركية كل عام، ومحاولة للاستفادة أيضا من النموذج التعليمي الأكثر شمولية عن نظيره الصيني.

وتقول يجيا (15 عاما) التي تلعب كرة السلة في ليمان: «في الصين، لا أستطيع القيام بأي نشاط، علينا القيام بكثير من العمل». يحضر عدد كبير من الطلبة الصينيين المدرسة، وتحاول الأكاديمية الجديدة استخلاص فائدة أكبر من طلبات التقديم.

في سبتمبر (أيلول)، استوعبت المدرسة 27 طالبا صينيا، شكلوا خُمس طلبة المدرسة، إضافة إلى 10 طلاب من دول أخرى.

يقيم الطلاب في غرف منفصلة في برج سكني برج بشارع وول ستريت فوق متجر «تيفاني آند كومباني» ومقابل مبنى «دونالد ترامب» الإداري. ويشرف على الطلبة مجموعة من المتخصصين الذين يعيشون في نفس البناية، ويقدمون رعاية على مدار الساعة، لمعاونة الطلبة في تيسير انتقالاتهم في المدينة الجديدة. ويصل إجمالي المصاريف 68 ألف دولار، مقارنة بـ36.4 دولار للمدارس التي لا توفر إقامة سكنية.

عندما لا يوجد الطلبة في الفصول التي يحضرونها، برفقة أقرانهم الأميركيين، يعكفون على حل المعادلات التربيعية، وتحليل صفحات من كلاسيكيات الأدب الأميركي، مثل «غاسبي العظيم»، فمعنى ذلك أنهم في جولة لاستكشاف المدينة.

يحضر الطلبة عروض مسارح «برودواي» وسيرك الشمس مع مشرفيهم، ويتسوقون لشراء الماركات العالمية، مثل «سوهو»، والاستمتاع بمنتجعات وول ستريت، وتناول الفطائر والجبن المطبوخ كل أحد يعده أحد طهاة المدرسة.

ليمان التي اشتهرت في السابق باسم أكاديمية كلاريمونت الإعدادية، قبل أن تباع قبل عامين وتشتريها شركة «ميرتاس»، وهي سلسلة مدارس داخلية دولية، ليست المدرسة الثانوية الخاصة الوحيدة التي تضم طلابا من الصين. لكنها المدرسة الوحيدة التي توفر لهم الإقامة. ففي مدرسة بيكمان في وسط مانهاتن يقيم الطلبة الصينيون الـ4 مع عائلات محلية.

وعندما فتحت مدرسة «أفنيوز.. ذا وورلد سكول»، مؤسسة تعليمية ربحية في تشيلسي، أبوابها تقدم 20 طالبا من بكين بطلبات للالتحاق بها. لكن المدرسة لم تتمكن من قبولهم بسبب التأخيرات في الموافقة على تأشيرات الطلبة، التي تقول المدرسة إنها ستحل عندما تفتح سكنا داخليا للطلبة المقبلين من الخارج، ويسع 200 طالب.

ويقول مسؤولو مدرسة ليمان إن التبادل الثقافي أثرى المدرسة ككل. حيث يتعلم الطلبة الصينيون الثقافة الأميركية ويشاركون في الاحتفال بأعياد الهالوين، والحفلات والمسرحيات المدرسية. بينما يتعلم الطلبة الأميركيون كيفية الترحيب بالضيوف.

ويقول ماكس روزنثال، طالب التحق بالمدرسة حديثا، مشيرا إلى أنه يتحدث كثيرا مع الطلبة الصينيين خلال المناقشات داخل الفصل حول معارك الحرب الأهلية الأميركية: «نحن نعيش علاقة تكافلية هنا. إنها تساعدك في فهم الصورة الكبيرة، عندما تضطر إلى شرحها إلى شخص آخر». لكن الطلبة الآخرين يقولون إن هذه الطريقة قد تكون صعبة في بعض الأحيان. فتقول أوريسيس فانيبل الطالبة بالصف العاشر: «أنا أحب وجودهم هنا، لكنهم لا يفهمون كثيرا مما أقول، هناك عائق اللغة الذي ينبغي تجاوزه». برز هذه الحاجز في درس اللغة الإنجليزية، الأسبوع الماضي، للصف الحادي عشر، خلال مناقشة رواية توني موريسون: «أغنية سليمان».

كانت منغ التي اختارت لنفسها لقب مونرو، تيمنا باسم الرئيس جيمس مونرو ومعشوقتها مارلين مونرو، تتابع المحادثة التي تركزت على تصوير المرأة الأفريقية وصراعها، وتشارك في بعض النقاط، لكن اثنين على الأقل من زملائها الصينيين كانا يلجآن إلى مواقع الترجمة لترجمة الجمل التي تصعب عليهم.

كان بعض الطلبة يقرأون النسخة المترجمة باللغة الصينية من الرواية، وقام المدرس الثاني الموجود في آخر الفصل بتدوين ملاحظات للطلبة، التي سيحتاجونها في وقت لاحق. وتقول المعلمة جسيكا مانرز عن صراع طلبة الطلبة الأجانب لفهم الفروق الدقيقة بين الكلمات، التي تعد بسيطة بالنسبة للطلبة الأميركيين: «أنا أحاول الحديث بصورة أكثر بطئا من المعتاد. وأحاول إشراك الطلبة الذين لا يرفعون أيديهم للإجابة عن الأسئلة».

* خدمة «نيويورك تايمز»