خبير «القاعدة» لـ «الشرق الأوسط»: شن السعوديون حملة أمنية بلا هوادة أدت إلى استئصال شأفة التطرف

لورانس رايت: هجمات الحمراء بداية التعاون بين الرياض وواشنطن في مجال التنسيق الأمني وملاحقة الإرهابيين

لورانس رايت الخبير الأمني
TT

يعتقد لورانس رايت الصحافي الأميركي المتخصص في الكتابة عن «القاعدة» وأحد أبرز الخبراء والباحثين في مجال الإرهاب، ومؤلف كتاب «البروج المشيدة.. القاعدة والطريق إلى 11 سبتمبر»، أن تفجيرات الحمراء في العاصمة السعودية قبل 10 سنوات ، التي استهدفت 3 مجمعات سكنية يسكنها غربيون ومسلمون، وكانت بداية لأحداث إرهابية استمرت عدة سنوات، غيرت أمور كثيرة على عدة أصعدة ومستويات جراء موجة الإرهاب، كانت البداية لمزيد من التعاون الأمني بين السعودية والولايات المتحدة في مجال التنسيق الأمني وملاحقة الإرهابيين.

وقد أمضى رايت 35 عاما من حياته المهنية في البحث وراء شخصية أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة قبل مقتله في أبوت آباد الباكستانية عام 2011، وأجرى مقابلات مع أكثر من 500 شخص من أصدقاء وأقارب بن لادن ومسؤولين في 20 دولة وخرج إلى العالم قبل خمس سنوات بكتابه الذي حصل على جائزة «بوليتزر» أرقى الجوائز الأميركية في الصحافة تحت عنوان «البروج المشيدةLooming Tower»، وروى خلاله قصة الأفكار المتشددة عبر العقود، الأخيرة وصولا إلى «القاعدة» وهجمات سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة. يقول رايت قبل أشهر من الهجوم على مجمع الرياض، كانت هناك مؤشرات على قرب تنفيذ هجوم هائل في المملكة العربية السعودية. لقد أصبحت البلاد تربة خصبة للتطرف، وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيرات لمواطنيها بعدم السفر إلى شبه الجزيرة العربية.

وكان الدرس الرئيس الذي استخلصه السعوديون من هذا الحدث هو أن سياسة التسامح مع المتشددين الإسلاميين خطيرة وتأتي بنتائج عكسية. وبعد ذلك، شن السعوديون حملة أمنية لا هوادة فيها.

ويضيف رايت: «مع ذلك الدرس التي تعلمته واشنطن كان مختلفا. وكان السبب الرئيس الذي قال عنه تنظيم القاعدة إنه وراء استهدافه مبان ومجمعات غربية هو وجود القوات الأميركية داخل البلاد، ولكن كان ذلك قبل أيام من إعلان الحكومة الأميركية عن سحبها للقوات الأميركية، وبالتالي انتفاء أشكال الاستفزاز الأساسية، وفي ذلك الوقت، واجه القرار عاصفة من الانتقادات لكونه يعد استرضاء لتنظيم القاعدة، رغم كونها خطوة كان ينبغي الإقدام عليها قبل ذلك بسنوات».

ويوضح الخبير الأميركي رايت: «عندما تبين أن تنظيم القاعدة يشن هجمات إرهابية في جميع الأحوال، بدا واضحا عدم وجود أي جدوى من تهدئة الأوضاع أو التفاوض مع بن لادن وتنظيمه. وكان يأمل زعيم التنظيم الإرهابي أن يدق إسفينا بين بلاده والغرب، لكن بعد وقوع هجمات الرياض، تعاون السعوديون مع الأميركيين على نحو أكبر من أي وقت مضى. ووصف رايت الأعوام التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالكارثية، نظرا للتداعيات التي أحدثتها العملية الإرهابية والتي أدت إلى احتلال العراق وأفغانستان وإراقة الكثير من الدماء».