الخرطوم وجوبا تبحثان اتهامات بدعم كل منهما لحركات التمرد في البلدين

رسم منطقة معزولة السلاح داخل الحدود المشتركة للبلدين

TT

انتهت اجتماعات اللجنة الأمنية المشتركة بين السودان وجنوب السودان من أول اجتماعاتها بعد هجمات نفذها متمردون من الطرفين، تبادلت خلالها جوبا والخرطوم الاتهامات، بدعم المتمردين ضدها.

وجاء في بيان مشترك تلاه ممثلو الطرفين على الصحافيين في ختام الاجتماعات التي استمرت ليومين بالخرطوم، وانتهت أمس، إن الطرفين تبادلا الشكاوى بشأن تنفيذ اتفاق «الترتيبات الأمنية» الموقع بينهما.

وقالا إنهما وضعا حلولا لها دون تقديم تفاصيل حول طبيعة الشكاوى أو الحلول، وستواصل اللجنة اجتماعاتها في جوبا 22 مايو (أيار) الحالي.

ونص اتفاق الترتيبات الأمنية ضمن بروتوكول التعاون بين البلدين الموقع في سبتمبر (أيلول) الماضي، وشرع في تنفيذه منذ مارس (آذار) الماضي على عدم دعم أي من الطرفين للمتمردين في الطرف الآخر.

ووفقا لاتفاق الترتيبات الأمنية رسمت منطقة آمنة معزولة السلاح بعمق 10 كيلومترات داخل الحدود المشتركة لكلا البلدين، وشكلت اللجنة الأمنية المشتركة للتحقق ميدانيا من قضية دعم للمتمردين، ومنحت اللجنة صلاحية التحرك في عمق 40 كيلومترا في كلا حدود الطرفين.

وأورد البيان أن الاجتماعات، ورأسها مدير الاستخبارات السودانية الفريق محجوب شرفي، ونظيره الفريق ماج بول، سادت فيها روح الجدية والرغبة في بناء الثقة، إنفاذا للإرادة السياسية المتجددة لدى رئيسي الدولتين لحل القضايا العالقة بين البلدين بما فيها القضايا الأمنية.

وهاجمت «الجبهة الثورية»، أواخر أبريل (نيسان) الماضي مدينة «أم روابة» بولاية شمال كردفان، وتبعد 400 كيلو جنوب غرب الخرطوم، والتي لم تتأثر المعارك الدائرة في ولاية جنوب كردفان ودارفور من قبل.

ويضم تحالف «الجبهة الثورية»، وتكون في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011م، ثلاث حركات مسلحة في إقليم دارفور غربي البلاد، والحركة الشعبية - الشمال، ونصت مواثيقها على إسقاط نظام الخرطوم بالقوة المسلحة.

وتسيطر الجبهة الثورية على منطقة «أبو كرشولا» قرب الحدود بين ولايتي شمال وجنوب كردفان، ودخلتها في التوقيت ذاته، الذي هاجمت فيه أم روابة وانسحبت منها.

وتدور معارك عنيفة حول المدينة، ففيما قال الرئيس السوداني عمر البشير أول من أمس إن قواته على وشك استرداد المدينة، قالت الجبهة الثورية في بيان إنها ألحقت هزيمة كبيرة بالجيش السوداني، أثناء محاولته دخول «أبو كرشولا»، ولم يعلق الجيش السوداني بعد على تصريحات الجبهة الثورية. واتهم السودان الأسبوع الماضي جوبا بتقديم الدعم لمتمردي الجبهة الثورية في هجماتهم على أبو كرشولا وأم روابة، وقال مسؤولون سودانيون، إن مسألة دعم المتمردين ستناقش مع جوبا في الاجتماعات التي انفضت أمس، لكن طرفي الاجتماع لم يكشفا عن تفاصيل بشأن الاتهامات.