باكستان: حزب نواز شريف يحرز تقدما قد يمكنه من تشكيل حكومة بمفرده

عمران خان يطالب بإعادة فرز جزئي لأصوات الناخبين

TT

أكدت اللجنة الانتخابية الباكستانية بحكم الأمر الواقع أمس فوز رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف في الانتخابات، لكن عليه عقد تحالفات صغيرة لضمان الأغلبية في البرلمان. وأظهر فرز ثلثي الأصوات احتمال تمكن زعيم حزب الرابطة الإسلامية نواز شريف من تشكيل الحكومة دون مشاركة السلطة مع أي حزب آخر.

ودعا شريف من مقر إقامته في مدينة لاهور الأحزاب السياسية الباكستانية إلى «نبذ الاختلاف بين بعضها وبعض، والعمل معا في البرلمان المقبل لمواجهة ما تمر به البلاد من الأزمات». وأعلن شريف استعداده «للعمل مع القوى السياسية والعسكرية كافة». وقال: «لست ضد أي ائتلاف. لكن في ما يتعلق بإسلام آباد فنحن في وضع يمكننا من تشكيل حكومتنا. وسنكون سعداء بالعمل مع كل من يشاركنا رؤيتنا».

وتتزامن هذه الدعوة مع خروج المئات من أنصار حركة العدالة والإنصاف التي يترأسها عمران خان إلى شوارع مدينة لاهور للاحتجاج على النتائج الأولية بعدما اتهم خان نواز شريف بالتلاعب وتزوير الانتخابات في لاهور. وتؤكد النتائج المؤقتة التي أعلنتها اللجنة هزيمة حزب الشعب الباكستاني على رأس التحالف المنتهية ولايته الذي جاء في المرتبة الثانية لكن بفارق كبير عن حزب نواز شريف، وكذلك الاختراق الذي حققه بطل الكريكيت السابق عمران خان الذي حل في المرتبة الثالثة.

وانتخب الباكستانيون أمس نوابهم البالغ عددهم 272 بالاقتراع المباشر، إلى جانب سبعين نائبا هم ستون سيدة وعشرة أعضاء يمثلون الأقليات الدينية يتم اختيارهم بلوائح نسبية.

ودون أن تؤكد الفائز رسميا، أعلنت اللجنة الانتخابية النتائج في 254 من 272 دائرة. وحصلت رابطة مسلمي باكستان التي يقودها شريف على 123 مقعدا على الأقل، خصوصا في معقلها في البنجاب، الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان، يليها بفارق كبير حزب الشعب الباكستاني (31 مقعدا)، ثم حركة الإنصاف بقيادة عمران خان (26 مقعدا). وسيشغل مستقلون 24 مقعدا ونواب الحركة القومية الباكستانية 18 مقعدا.

وقال محللون إن زعيم رابطة مسلمي باكستان لا يحتاج إلى أكثر من إقناع نواب مستقلين بالانضمام إلى حكومته ليضمن الأغلبية، لذلك لن يضطر إلى عقد تحالف رسمي مع حزب آخر.

من جهته صرح لاعب الكريكيت الذي تحول إلى عالم السياسة في باكستان عمران خان أمس بأنه يعتزم طلب إعادة فرز جزئي لأصوات الناخبين. ويأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه جماعة مراقبة محلية إن بعض مراكز الاقتراع سجلت إقبال عدد ناخبين أعلى من المقيدين في الجداول الانتخابية. وكتب خان في صفحته على موقع «تويتر» الإلكتروني للتواصل: «سنطالب اليوم بإعادة فرز الأصوات في 25 دائرة انتخابية في (إقليم) البنجاب حيث توافر لدينا دليل قوي على حدوث تزوير ومخالفات».

وتم إلغاء الانتخابات في دائرتين بسبب وفاة مرشحين، كما تم إرجاء التصويت في دائرة أخرى بسبب دواعٍ أمنية. وتم تعليق نتائج مقعد بسبب ورود تقارير بوقوع مخالفات. وأفادت النتائج الأولية بأن حزب عمران خان جاء خلف حزب الشعب الباكستاني بهامش صغير. وأفادت «شبكة انتخابات حرة ونزيهة» بأن 49 مركزا انتخابيا سجلوا عدد ناخبين أعلى من المقيدين في جداول الانتخابات. واعتمد تقييم الشبكة على مراقبة أكثر من 8000 مركز انتخابي، من إجمالي نحو 70 ألف مركز في أنحاء البلاد.