تحذيرات من انتقام نجاد اذا ما اقصي مشائي في الانتخابات

المحللون المحافظون يرون في ترشح مشائي ورفسنجاني دليلا على اتفاق سري

TT

وقع أكثر من 160 نائبا إيرانيا على رسالة للاحتجاج على الدعم الكامل من جانب الرئيس أحمدي نجاد لاسفنديار رحيم مشائي خلال تقديم أوراق ترشحه لانتخابات الرئاسة الإيرانية يوم السبت الماضي، وفقا لصحيفة «اعتماد» الإصلاحية اليومية.

ولم يتم نشر محتوى الخطاب أو أسماء الموقعين عليه، لكن النائب إيفاز حيدر بور قد وصف الخطاب بأنه موجه لرئيس السلطة القضائية آملي لاريجاني، حتى يمكن إعداد لائحة اتهام ضد أحمدي نجاد.

ومن جهته، قال النائب منصور حقيقت بور إن الخطاب موجه لمجلس صيانة الدستور، ويشكو من الدعم المباشر للرئيس أحمدي نجاد لأحد المرشحين، فضلا عن أنه دليل كاف للإطاحة بمشائي من السباق الرئاسي.

وكان الرئيس أحمدي نجاد قد كشف عن دعمه لمشائي يوم السبت عندما قال للصحافيين أثناء إجراءات التسجيل في وزارة الداخلية «أحمدي نجاد يعني مشائي، ومشائي يعني أحمدي نجاد». وبموجب القانون الإيراني، لا يحق للرئيس أن يدعم أحد المرشحين السياسيين، أو أن يشترك في حملته الانتخابية. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس صيانة الدستور، الذي يفحص أوراق المرشحين، إن المجلس كان قد اجتمع وقرر أن ما قام به الرئيس أحمدي نجاد يوم السبت يعد انتهاكا للقانون. ومع ذلك، الأمر متروك للسلطات القضائية للنظر في أي قضية.

ومن جهة أخرى، ظهرت الخلافات بين المحافظين في إيران، حيث حذر بعض أعضاء الفصيل المتشدد المعارض لأحمدي نجاد من أنه سينتقم إذا ما رفض مجلس صيانة الدستور استمرار مشائي في السباق الرئاسي.

ونقلت وكالة «فارس»، عن مجتبى ذو النور رجل الدين المتشدد والنائب السابق لممثل المرشد الأعلى في الحرس الثوري، تحذيره من إمكانية قيام أحمدي نجاد برد فعل عنيف في حال استبعاد مشائي، من قبل مجلس صيانة الدستور». وأضاف «سلوك نجاد معقد، ومن ثم لا يمكن التنبؤ به. فقد يقيل عددا من الوزراء لإثارة الحكومة أو ربما يقرر الاستقالة».

وبرر كرمان دانيشجو، وزير التعليم العالي والتكنولوجيا، تصريحات نجاد، مشيرا إلى أن دعمه لمشائي كان «رأي الرئيس الشخصي لا رأي الحكومة».

ويبدو أن تقدم علي أكبر هاشمي رفسنجاني ورحيم مشائي بأوراق ترشحهما في الدقائق الأخيرة قد أربك خطط الفصيل المتشدد للانتخابات المزمع إجراؤها في 14 يونيو (حزيران)، فيؤكد الكاتب المحافظ ناصر إمامي أن دخول هاشمي رفسنجاني السباق سيغير مشهد الانتخابات تماما في حال الإطاحة بمشائي.

وبحسب إيماني لولا ترشح رفسنجاني لكانت تبعات خسارة مشائي عالية للغاية بسبب الدعم المطلق الذي يقدمه له أحمدي نجاد. لكن بدخول رفسنجاني السباق يواجه مجلس صيانة الدستور الآن مأزقا في حال عدم اختيار مشائي، لأنه بذلك سيعمل على حشد كل مؤيدي مشائي للتصويت لصالح رفسنجاني.

ويرى كثير من المحللين المحافظين في ترشح مشائي ورفسنجاني دليلا على اتفاق سري، فيقول حميد رضا تاراغي، عضو حزب مؤتلفة المتشدد، في مقابلة مع موقع «فارا رو» الإخباري إن «هناك اتفاقا سريا بين هاشمي رفسنجاني ورحيم مشائي»، وأكد على أن «أحمدي نجاد وفريقه يرحبون بحضور هاشمي رفسنجاني حتى يتمكنوا من الاستفادة من دخوله الانتخابات».

ورغم الجدل المثار حول دخول الرجلين إلى السباق، فإن هناك أمرا يتضح بجلاء في هذه المرحلة المبكرة، وهو أن مشاركة رفسنجاني ومشائي في الانتخابات ستعمل على استمرار نشاطهما في السياسة الإيرانية، حتى وإن لم يفز أحدهما بمقعد الرئاسة.