أكد مصدر سياسي يمني مطلع أن جماعة الحوثيين في اليمن ليست جادة في نيتها الالتزام بمقررات الحوار الوطني الحالي في البلاد، وأنها لم تتوقف عن استيراد السلاح من الخارج وشرائه من الأسواق الداخلية للاستعداد لما سماها «معركة ما بعد الحوار الوطني»، مؤكدا وجود خبراء من حزب الله اللبناني ومن الحرس الثوري الإيراني يوجدون حاليا في محافظة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون شمال البلاد. وذكر المصدر اليمني المطلع الذي طلب عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أنه «منذ أن شاركت جماعة الحوثيين في الحوار الوطني وقبل أن تشارك فيه وهي تسعى سعيا حثيثا للحصول على أسلحة تمكنها من شن عمليات تخريبية حال خرج مؤتمر الحوار الوطني بنتائج لا ترضاها»، وأضاف: أنهم «بدأوا يشعرون أن مخرجات الحوار لن تأتي على ما يطمحون إليه من الاعتراف بسيطرتهم على ما تحت أيديهم من مدن ومديريات في صعدة وغيرها، ولذا يحاولون تعطيل الحوار»، وذكر أن الحوثيين لم يتوقفوا عن محاولاتهم الحصول على الأسلحة حتى بعد اشتراكهم في الحوار الوطني، مشيرا إلى أن قوات الأمن اليمنية وخفر السواحل تمكنا خلال الشهور الماضية من توقيف عدد من شحنات الأسلحة المهربة إلى البلاد، والقادمة من إيران في طريقها إلى الحوثيين، وأن آخر هذه الشحنات المضبوطة كانت تحوي أسلحة ومتفجرات نوعية، بما يشي إلى طبيعة العمليات التي تريد جماعة الحوثيين القيام بها، مؤكدا أنه بات من الواضح أن الجماعة لم تستوعب حقيقة التغيير الذي حدث في البلاد، وأنه من ضمن استحقاقات ما بعد مرحلة الحوار أن تبسط الدولة سيطرتها على كل التراب اليمني بما في ذلك محافظة صعدة وبعض المديريات في محافظات شمالية تسيطر عليها هذه الجماعة، وذكر المصدر أن الحوثيين أرسلوا خلال الفترة الماضية أعدادا من أعضاء الجماعة إلى لبنان وإيران بغرض التدريب على فنون القتال في هذين البلدين، مشيرا إلى تكثيفهم لأعداد عناصرهم التي تسافر لهذا الغرض إلى هذين البلدين، كما أكد المصدر أن خبراء من حزب الله وآخرين من إيران موجودون حاليا في محافظة صعدة لتدريب عناصر الحوثيين على شن حروب العصابات، مضيفا: أنهم «دخلوا البلاد باعتبارهم رجال أعمال وأعضاء في منظمات مدنية أتت لزيارة المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة في البلاد»، وربط المصدر بين ما يجري من أحداث في سوريا وبين التحركات الحوثية المحمومة للحصول على السلاح، مؤكدا أن الحوثيين يتلقون تعليماتهم من مرشد الثورة الإيرانية تماما كحزب الله اللبناني، وهذا على حد تعبيره ما يجعل الأمل في استجابتهم لمقررات الحوار تبدو غير مؤكدة نظرا لطبيعة البناء الهيكلي لحركتهم وارتباطهم في الولاء بإيران. وقال إن الحوثيين يسعون إلى بناء تحالفات قبلية ومناطقية تقوم على أساس الولاء المشترك، وأنهم يستغلون أبناء القبائل الفقيرة بالإضافة إلى محاولة شراء الفقراء في مدن أخرى لتشكيل مجاميع خفيفة من المقاتلين يلجأون إليهم إذا ما نوت الدولة استعادة محافظة صعدة من أيديهم. واندلعت مواجهات مسلحة بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين عام 2004 واستمرت الحرب على مدى ست جولات، تتوقف ثم تعود مرة أخرى، حتى اندلاع انتفاضة عام 2011 أطاحت بنظام حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث اشترك الحوثيون فيها، وأكد الحوثيون أكثر من مرة رفضهم للمبادرة الخليجية التي يصفونها بأنها تمت بإشراف السفير الأميركي، غير أنهم وافقوا على الدخول في الحوار الوطني الذي بدأت أعماله أواخر مارس (آذار) الماضي، والذي من المقرر أن ينتج عنه دستور جديد للبلاد يحدد نوعية نظام الحكم وشكل الدولة وغيرها من القضايا المطروحة على طاولة الحوار.