أحيا الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، الذكرى الـ65 للنكبة بالدعوة إلى المصالحة الداخلية، ومسيرات شعبية ومواجهات، وبالتأكيد على التمسك بالعودة إلى الأراضي التي شردوا منها. وأصدرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بيانا، قالت فيه إنه آن الأوان لإنهاء الانقسام.
وجاء في البيان: «لقد ظل شعبنا الفلسطيني في فلسطين ومناطق الشتات كافة، رغم الآثار الكارثية للنكبة على وحدة شعبنا الجغرافية، موحدا في هدف الاستقلال والعودة تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي مثلت وما زالت تمثل القائد السياسي ووطن الفلسطينيين المعنوي، وحامية إنجازاته ونضالاته على مدى العقود المنصرمة».
وأضافت المنظمة: «لقد شكلت وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة أهدافه وحركته الوطنية الأساس الصلب الذي مكننا من تجاوز مؤامرات التصفية والتشريد والاقتلاع التي واجهتنا عبر سنوات كفاحنا الطويل والموصول، وبهذه الوحدة حافظنا على إنجازاتنا واستقلالية قرارنا الوطني، وسط بحر هائج من المصالح المتناقضة والمتضاربة في المنطقة، وإن استمرار الانقسام السياسي ومخاطر تحويله إلى انفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة يمثل باستمراره الكارثة الكبرى، التي يمكن أن تودي بإنجازات شعبنا». وتابعت: «لقد آن الأوان لطي الصفحة السوداء من تاريخنا السياسي، وتطبيق ما اتفق عليه في القاهرة والدوحة. لقد بات الانقسام عبئا على استقلالنا، وورقة مناورة مجانية بيد الاحتلال الإسرائيلي».
وقوبلت الدعوة في رام الله لإنهاء الانقسام بأخرى مماثلة من غزة، وقالت حركة حماس إنها حريصة «على استعادة الوحدة الوطنية على قاعدة التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية»، داعية الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وأعضاء حركة فتح والفصائل الفلسطينية إلى مباشرة إنجاز ملفات المصالحة رزمة واحدة، وفق اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة.
وجاءت هذه الدعوات في وقت يلتقي فيه وفدان من فتح وحماس في القاهرة في محاولة للاتفاق على تشكيل حكومة توافق والدفع بملفات أخرى.
ويأمل الفلسطينيون باتفاق المتخاصمين في ذكرى النكبة بعد سنوات من التأجيل.
ويحيي الفلسطينيون هذا اليوم وفي مثل هذا التاريخ من كل عام، ذكرى النكبة التي شردت آلافا من قراهم داخل أراضي 1948، إلى الضفة الغربية أو دول عربية. وخرج متظاهرون غاضبون إلى الشوارع، وأعلنت اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة، عن سلسلة فعاليات انطلقت أمس واليوم، وتتضمن مسيرات واعتصامات ونشاطات طلابية وأخرى فنية في معظم مدن الضفة ومخيماتها.
وقمع الجيش الإسرائيلي بالقوة أمس «مسيرة العودة» التي انطلقت من مخيم الدهيشة للاجئين في بيت لحم، باتجاه بلدات قريبة هجر أهلها منها عام 1948 جنوب الضفة. وهاجم الجيش المتظاهرين قبل وصولهم إلى شارع 60 الرئيسي الذي يستخدم من قبل عرب وإسرائيليين للربط بين المدن بما فيها القدس، وأجبرهم على العودة.
ويقول اللاجئون الفلسطينيون إن حق العودة مقدس وفردي ولا يسقط بالتقادم، ويحمل كثير منهم حتى الآن مفاتيح بيوتهم التي هجروا منها وتركها أموات للأحياء.
ونشر جهاز الإحصاء الفلسطيني، في ذكرى النكبة، بعض الأرقام والحقائق الإحصائية الخاصة. وقالت علا عوض رئيسة الجهاز، في تقرير، إن اقتلاع وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه تعتبر «عملية تطهير عرقي منظمة ومدبرة قامت بها العصابات الصهيونية المسلحة».
وأضافت أن القوات اليهودية سيطرت خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، ودمرت 531 قرية، واقترفت خلالها أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين، راح ضحيتها 15 ألف فلسطيني.
وبلغ عدد الفلسطينيين عام 1948 نحو 1.37 مليون نسمة، في حين قدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2012 بنحو 11.6 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف 8.5 مرة منذ النكبة.
ويعيش نحو 11.8 مليون نسمة كما هو في نهاية 2012 في فلسطين التاريخية التي تبلغ مساحتها نحو 27 ألف كيلومتر مربع، ويشكل اليهود منهم ما نسبته 51 في المائة يستغلون أكثر من 85 في المائة من المساحة الكلية للأراضي، بينما تبلغ نسبة الفلسطينيين 49 في المائة ويستغلون فقط نحو 15 في المائة من مساحة الأرض.
أما عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية التي يحدها من الغرب البحر المتوسط ومن الشرق نهر الأردن فيبلغ نحو 5.8 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يصل العدد فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حاليا إلى نحو 7.2 مليون بحلول نهاية عام 2020.
ويشكل اللاجئون الفلسطينيون في أرضهم حتى نهاية عام 2012 ما نسبته 44.2 في المائة من مجمل السكان الفلسطينيين، ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث حتى منتصف 2013 نحو 5.3 مليون، يشكلون ما نسبته 45.7 في المائة من مجمل الفلسطينيين في العالم، يتوزعون بواقع 59.0 في المائة في كل من الأردن وسوريا ولبنان، و17.0 في المائة في الضفة الغربية، و24.0 في المائة في قطاع غزة. يعيش نحو 29.0 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة. وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين.