لافروف يحرص على دعوة السعودية وإيران لـ«جنيف 2»

المعارضة غير مدعوة لـ«أصدقاء سوريا» في عمان.. ودمشق ترفض الإملاءات الخارجية

TT

رغم التصريحات السلبية الصادرة عن نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة الساعية لإسقاطه، حيال مؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده بداية يونيو (حزيران) المقبل، لجهة تمسك كل طرف بشروطه، والتي ترتكز بشكل أساسي، على مصير الأسد، لا يزال الحراك الروسي – الأميركي مستمرا على خط المفاوضات الدولية والإقليمية، إذ بحث وزير الخارجية الأميركية جون كيري أول من أمس، على هامش اجتماع مجلس القطب الشمالي في العاصمة السويد استوكهولم، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الوضع في سوريا وخطط عقد مؤتمر «جنيف 2». وحض كيري الرئيس الأسد على عدم تفويت فرصة الجلوس إلى طاولة مفاوضات مع المعارضة بهدف إيجاد تسوية سياسية للنزاع. كاشفا أن في حوزة نظيره الروسي لائحة قدمتها دمشق تضم أسماء أشخاص قد يمكنهم التفاوض باسم الرئيس السوري خلال «جنيف 2». كما وجه كيري تحذيرا شديد اللهجة لنظام الأسد من مغيبة عدم الحضور لطاولة المفاوضات، قائلا: إن «ذلك سيكون سوء تقدير في الحسابات من جانبه مرة أخرى».

يشار إلى أن «الشرق الأوسط» نشرت منتصف أبريل (نيسان) الماضي، نقلا عن مصادر روسية رفيعة المستوى، أن وفد دمشق التفاوضي، في أي مفاوضات مع المعارضة، سيشمل إلى جانب رئيس الوزراء وائل الحلقي، 4 وزراء حاليين. وتدور تكهنات حول هوية هؤلاء الوزراء، ويرجح أن يكون بينهم نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل، ووزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، ووزير الإعلام عمران الزعبي، ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر.

من جانبه، أعلن الوزير الروسي حرص بلاده على دعوة المملكة العربية السعودية وإيران للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا، مضيفا أن «موقفنا المشترك (مع الولايات المتحدة) يتمثل في ضرورة مشاركة جميع الأطراف التي حضرت مؤتمر جنيف العام الماضي، في المؤتمر الجديد، كما أن لدينا تفهما بشأن ضرورة إشراك عدد من اللاعبين المهمين، بما فيهم إيران والمملكة العربية السعودية، وسنعمل على تحقيق ذلك».

وقال مسؤول بالخارجية الأميركية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن الولايات المتحدة تقوم في الوقت الحاضر بمناقشة كل القضايا المتعلقة بالمشاركين مع الشركاء الدوليين المتوقع حضورهم لـ«جنيف2»، رافضا في الوقت ذاته التعليق على إصرار روسيا بمشاركة إيران.

هذا الحراك الروسي - الأميركي، وضعه سفير الائتلاف المعارض لقوى الثورة والمعارضة السورية في الولايات المتحدة نجيب الغضبان، في خانة الإيجابية، معتبرا إياه مؤشرا على جدية العمل وإرادة قوية على خط إنجاح المؤتمر الدولي. وأضاف الغضبان في اتصال لـ«الشرق الأوسط» معه: «أعتقد أن أميركا ملتزمة بمطلب تنحي الأسد، والمشكلة تكمن في موقف روسيا التي تعتبره جزءا من الحل»، مشيرا إلى تمسك المعارضة بشروطها التي تلقى دعما من جهات عربية وغربية عدة، وأهمها أن أي عملية سياسية يجب أن تؤدي إلى حقن دماء السوريين، وانتقال ديمقراطي للسلطة وليس شراكة مع الطرف الآخر، مع ما يرافق ذلك من محاسبة لمرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري، وفي حين رأى الغضبان أن مؤتمر كهذا يحتاج إلى إعداد وتحضير جيد، وهذا ما قد يؤدي لتأجيله إلى منتصف يونيو (حزيران)، لفت إلى «أن هناك إشارات إيجابية حيال تحول ما في الموقف الروسي ونحن نعول عليه، كما أن الجدية في العمل لا بد أن توصل إلى إيجاد حل ما».

جدير بالذكر أن دمشق كانت قد أعلنت على لسان نائب وزير خارجيتها فيصل المقداد رفضها أي «إملاءات» في المؤتمر، مؤكدا أن «المؤتمر الدولي الذي يجري الحديث عنه لن يكون دون الرئيس بشار الأسد»، مشددا على أن «أي وصفة لحل الأزمة لا تلعب القيادة السورية دورا فيها ستكون كارثة».

في المقابل، قال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني أمس، إن المعارضة السورية لن تشارك في اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في الأردن منتصف الأسبوع المقبل. وأشار إلى أن بلاده ليست جزءا مما يحدث في سوريا، وأنها لن تكون منطلقا لأي عملية عسكرية. وفي معرض رده على سؤال حول موقف بلاده من الرئيس الأسد، قال المومني، إن «مستقبل سوريا يحدده الشعب السوري»، مشيرا إلى أن قنوات الاتصال مع النظام هي حاليا في حدودها الدنيا.