مظاهرات في الرقة ضد «النصرة» لإعدامها ضباطا أسرى

على خلفية «آكل القلب».. «الحر» يتوعد بمعاقبة مرتكبي المخالفات

TT

تظاهر سكان الرقة، شمال وسط سوريا، للتنديد بممارسات «جبهة النصرة»، وذلك على خلفية إعدام الأخيرة لثلاثة من ضباط الجيش النظامي كانوا لديها معتقلين أمس. وتزامنت الاحتجاجات مع غضب سوري عارم تسبب به شريط فيديو، بث على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر مقاتلا يقطع جثة جندي نظامي ويوحي بأنه يأكل قلبه، ما دفع هيئة الأركان في الجيش السوري الحر للتأكيد بأنها ستعاقب مرتكب تلك المخالفة.

وقالت مصادر معارضة في الرقة لـ«الشرق الأوسط»، إن «تظاهرات الأمس خرجت احتجاجا على سلوكيات جبهة النصرة والهيئة الشرعية منذ سيطرة المعارضة على المدينة، فضلا عن رفضها لسياسة النصرة تجاه معاملة المنشقين». وأكدت المصادر أن الضباط النظاميين الذين أعدموا في ساحة الساعة كانوا قد أعلنوا انشقاقهم عن الجيش النظامي، وسلموا أنفسهم للمعارضة، وتحديدا لمجموعة من جبهة النصرة، غير أن الجبهة لم تقر بانشقاقهم، واعتبرت لجوءهم استسلاما، ما دفعها لتنفيذ حكم الإعدام الميداني بحقهم.

ولفتت المصادر إلى أن الجبهة في الرقة لم تعد تعترف بالانشقاق، بل تعد كل انشقاق بمثابة استسلام، كون الوقت مضى على التوبة، موضحة أن إعدام الضباط جرى بناء على فتوى شرعية.

وكان مسلحو «جبهة النصرة» أعدموا 3 ضباط أمام أعين الناس في مدينة الرقة بتهمة «التعامل مع النظام». وعلى إثر الحادثة، تظاهر مئات الناشطين والناشطات، هاتفين شعارات مثل «يا جبهة حاج تدوري، روحي عالقصر الجمهوري»، و «يا حرام يا حرام باعونا باسم الإسلام»، و «لا سنية ولا علوية ثورتنا الحرة مدنية». ووفقا لمصادر معارضة، فإن التظاهرة «لم تكن الأولى ضد النصرة»، مشيرة إلى «خروج مظاهرات كثيرة، نفذها معارضون وناشطون، ضد الجبهة، ترفض حكم الهيئات الشرعية، وتؤكد أن الثورة مدنية». وأشارت المصادر إلى خروج تظاهرة قبل فترة «نددت باعتقال فتاة غير محجبة، إذ طالب المتظاهرون العناصر المسلحين بالإفراج عنها».

وتزامنت الاحتجاجات، مع تفاعل قضية شريط فيديو بث على الإنترنت، ويظهر مسلحا معارضا، اسمه خالد الحمد، يشرح جثة جندي نظامي ويوحي بأنه يأكل قلبه. وقالت المصادر نفسها إن هذا الفيديو «آثار مخاوف سكان الرقة، وفعل التظاهرات ضد النصرة، نظرا لتوجسهم من تلك الممارسات التي رفضها قادة المعارضة السورية».

وتواصلت ردود الأفعال على شريط الفيديو، إذ توعدت قيادة هيئة الأركان العامة للقوى العسكرية والثورية السورية بمعاقبة مرتكبي المخالفات.

وقالت القيادة في بيان، إن «أي شخص يرتكب مخالفات سيعاقب بشدة»، مشيرة إلى أن «أي فعل يخالف القيم التي يدفع ثمنها الشعب السوري الثائر من روحه ودمه ورزقه ومأواه لن يسكت عنها وسيعاقب عليها المسيء وبشدة حتى ولو كان أحد العناصر المنتسبة إلى الجيش السوري الحر.

وكانت الخارجية الأميركية أعربت في وقت سابق عن استيائها الشديد إزاء الشريط، مؤكدة أنها «احتجت لدى المعارضة المسلحة». وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية باتريك فنتريل «لقد أثار شريط الفيديو شعورا مروعا لدينا، وقلنا بكل وضوح إنه ينبغي على كل أطراف النزاع أن تحترم القانون الإنساني الدولي». وأضاف أن «الولايات المتحدة تحدثت عن هذا العمل المروع مع قادة المجلس العسكري الأعلى السوري»، الذي يتولى قيادة الجيش السوري الحر. وبحسب فنتريل، فإن «المسلحين المعارضين أجابوا بأن هذا النوع من الأعمال لا يمثل الغالبية الكبرى من المعارضة المسلحة».

يشار إلى أن الحمد، والمعروف أيضا بأبو صقار، برر قيامه بالتمثيل بجسد أحد جنود الجيش النظامي بالقول إنه أقدم على ذلك ردا على ما وصفه بالفظائع التي ارتكبتها قوات نظام الأسد. وأضاف أبو صقار، في مقابلة مع مجلة «تايم» الأميركية «أنتم لا ترون ماذا يفعلون بنا. ولا تعيشون ما نعيشه. أين أخوتي، أصدقائي، بنات جيراني اللواتي اغتصبن؟».