مسؤول كردي: منطقة استقرار مقاتلي «العمال الكردستاني» لا تخضع لسيطرة أية دولة

وصول ثاني مجموعة من مقاتلي الحزب المنسحبين من تركيا

ثاني مجموعة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني المنسحبين من تركيا يصلون إلى كردستان العراق أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن مصدر في قيادة القوات الشعبية بحزب العمال الكردستاني عن وصول الوجبة الثانية من مقاتلي الحزب المنسحبين من الأراضي التركية نحو أراضي إقليم كردستان العراق وتضم 17 مقاتلا. وفي الوقت نفسه رحب المتحدث باسم وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان بخطوة «العمال الكردستاني»، مؤكدا «أن المنطقة التي سيستقرون فيها لا تخضع لسلطة أي من الحكومات العراقية والتركية والإيرانية».

وفي اتصال أجرته «الشرق الأوسط» مع بختيار دوغان، المتحدث الإعلامي باسم قيادة قوات الدفاع الشعبي (الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني)، أوضح أن «وصول هذه الدفعة تأخرت لتسعة أيام بسبب سوء الأحوال الجوية من جهة، ووجود تحركات مريبة من المرتزقة الأكراد (الميليشيات المحلية التي جندتهم الحكومات التركية)، إذ يبدو أن هؤلاء المعروفين بـ(حراس القرى) يعارضون عملية السلام التركية على اعتبارها ستفقدهم امتيازاتهم ورواتبهم التي كانوا يتقاضونها من الدولة التركية مقابل محاربة الحزب الكردستاني».

وبهذه الخطوة، التي تأتي غداة وصول دفعة أولى تضم 15 مقاتلا، يكون حزب العمال الكردستاني قد أثبت جديته في عملية سحب جميع القوات تباعا تمهيدا لدخول عملية السلام إلى مرحلتها الثالثة والحاسمة، وهي مرحلة التخلي عن السلاح مقابل ضمانات ومكاسب دستورية لصالح الشعب الكردي في تركيا وهذا ما تعهدت به حكومة رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان.

في غضون ذلك أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة البيشمركة وأمينها العام الفريق جبار ياور أن أسئلة كثيرة تثار حاليا في وسائل الإعلام حول مسألة انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى داخل أراضي إقليم كردستان، وتوجه معظم تلك الأسئلة إلى وزارة البيشمركة والتي تؤكد في البداية أن إقليم كردستان هو جزء من الدولة العراقية الاتحادية وفقا للدستور العراقي، وموقفها حول هذا الموضوع يتحدد بدعم جهود السلام التي يبذلها طرفا الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، موضحا أن «مقاتلي الحزب ينسحبون إلى مواقعه ومقراته السابقة في المثلث الحدودي (العراق - تركيا - إيران) الذي يقع داخل الحدود الجغرافية لإقليم كردستان، وهذه المناطق تعلم جميع الحكومات بأنها لم تكن خاضعة في أي وقت مضى لسيطرة وسلطة حكومة الإقليم والدول الثلاث بسبب طبيعتها الجغرافية». وأكد أن «استقرار تلك القوات هناك لم يكن أبدا بموافقة حكومة إقليم كردستان ولا من أي دولة بالمنطقة، وهذا الواقع موجود في تلك المنطقة منذ أمد بعيد».

وأضاف ياور قائلا: «فيما يتعلق بخطوات السلام فإننا بوزارة البيشمركة نؤكد مرة أخرى دعمنا لعملية السلام الجارية حاليا بتركيا بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني، وبالطبع فإن الخطوات السلمية التي بدأها هذا الحزب بوقف إطلاق النار وسحب القوات، ستنتهي أخيرا بالتخلي عن السلاح والاندماج بالعملية السياسية في تركيا، وهذا ما سيساعد على إحلال السلام في هذا البلد، وهو الهدف الأسمى لجميع محبي السلام».