رفسنجاني لا يزال مترددا بشأن الاستمرار في السباق الرئاسي

المتشددون الإيرانيون يضغطون لاستبعاد المرشحين غير المرغوب فيهم

TT

قدم نحو مائة نائب في البرلمان الإيراني رسالة ثانية إلى مجلس صيانة الدستور المعني بقبول أو رفض مرشحي الرئاسة لانتخابات 14 يونيو (حزيران) مطالبين برفض ترشيح الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني.

وواصلت شخصيات عدة من الفصيل المحافظ هجومها على رفسنجاني، بحسب موقع «فارا رو»، الإيراني.

وأعلن كريم قدوسي، عضو البرلمان عن مدينة مشهد أمس رسالة تحمل توقيعات 100 من أعضاء البرلمان أرسلت إلى مجلس صيانة الدستور تطلب منهم استبعاده. وفي هذه الأثناء يشن المتشددون في إيران حملة لاستبعاد المرشحين غير المرغوب فيهم.

وأشار قدوسي إلى أن هذه هي الرسالة الثانية التي تصل إلى مجلس صيانة الدستور في أقل من أسبوعين تشرح أسباب ضرورة استبعاد رفسنجاني من السباق، لكنه أقر بأن مثل هذا الطلب غير ملزم للمجلس. كما شكك مرشحون محافظون بارزون، من بينهم حداد عادل وباقر قاليباق بقوة في أهلية رفسنجاني للترشح، مشيرين إلى أدائه الضعيف كرئيس في الفترة من 1989 إلى 1997 حسب رأيهم. كما انتقدوا دعم رفسنجاني الضمني للحركة الخضراء في أعقاب الانتخابات المتنازع عليها عام 2009.

وقد أثارت قدرة رفسنجاني على جذب عدد كبير من أصوات المعتدلين والإصلاحيين الغضب وتسبب في حالة من الانقسام بين الفصيل المحافظ الموالي لخامنئي. وتشير التقارير من إيران إلى أن الموافقة على قبول ترشح اسفاندور مشائي قد يشهد تبدلا في موقف المحافظين، وربما يكونون أقل عدائية وربما يبدون موقفا مرحبا بصورة أكبر من فوز رفسنجاني على مشائي. لكن من دون مشائي في السباق سيظل المحافظون مصممين على منع رفسنجاني من استكمال السباق.

من جهة أخرى نقلت وكالة أنباء فارس عن حسن روحاني قوله إنه قد ينسحب من السباق الرئاسي لصالح علي أكبر هاشمي رفسنجاني أو العكس. وجاء الإعلان خلال الاجتماع الذي عقد أمس في مدينة زانجان شمال غربي إيران قبل تدشين الحملة الانتخابية. ويتمتع كل من رفسنجاني وروحاني بدعم الإصلاحيين وبعض الفصائل المعتدلة من المحافظين، وقد أثار قرار روحاني بعدم الانسحاب إمكانية حدوث اتفاق بينه وبين رفسنجاني.

وكان كثيرون قد اعتقدوا في أعقاب تقدم هاشمي رفسنجاني بأوراق ترشيحه المفاجئ يوم الأحد أن حسن روحاني سينسحب من السباق لدعم رفسنجاني بعد إعلان محمد خاتمي، الرئيس السابق عن دعمه لترشح رفسنجاني.

ووردت تقارير متضاربة في طهران بشأن مدير حملة رفسنجاني، ولم تبد إشارة حتى الآن أن الرئيس الأسبق بدأ حملته الانتخابية. ويشيرون إلى أنه لا يزال مترددا بشأن الاستمرار في السباق مع وجود عاصفة من المعارضين من جانب المحافظين.

وقال المحلل السياسي عباس إن رفسنجاني يهدف من دخوله السباق إلى الحفاظ على نفوذه السياسي. وقال في مقابلة مع موقع «فارا ـ رو»: «لن يستمر رفسنجاني في السباق وسوف ينسحب في حال تم استبعاد مشائي».

واستطرد عبدي قائلا: «الحقيقة أن تزامن ترشح رفسنجاني في وزارة الداخلية مع مشائي هو إشارة واضحة على أنه عازم على التأكد من عدم فوز مشائي». لكن مصادر مقربة من رفسنجاني، من بينها ابنه، محسن هاشمي، نفت صحة هذه التكهنات وأكدت على نية الرئيس الأسبق الاستمرار في السباق.

من جهة ثانية أدانت الولايات المتحدة أمس حملة «قمع متعمدة ومستمرة» في إيران قبل الانتخابات الرئاسية التي تنظم في 14 يونيو. وقالت ويندي شرمان مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية في جلسة استماع في مجلس الشيوخ «شاهدنا مستوى قمع متعمد ومستمر قبل هذه الانتخابات». وأضافت: «في الوقت الذي أتحدث فيه إليكم يختار مجلس صيانة الدستور غير المنتخب والذي لا يستشير أحدا في الكواليس المرشحين للرئاسة مستندا إلى معايير غير واضحة لاستبعاد مرشحين محتملين. وفي غياب عملية شفافة من الصعب علينا القول إن الانتخابات الإيرانية ستكون حرة ومنصفة أو ستمثل إرادة الشعب الإيراني». وأضافت: «لا ننحاز إلى أي طرف في الانتخابات الرئاسية الإيرانية». واعتبرت أنه يصعب التكهن بموقف الرئيس الإيراني المقبل من المفاوضات حول برنامج إيران النووي.