السعدي: مسؤولون يتخذون مبادرتي للحوار حجة للضغط من أجل إنهاء المظاهرات

الوقف الشيعي يرفض مقترحه بإجراء المفاوضات في مرقد الإمامين العسكريين في سامراء

الشيخ عبد الملك السعدي
TT

اتهم رجل الدين السني البارز الشيخ عبد الملك السعدي جهات بالضغط على المتظاهرين لإنهاء اعتصاماتهم ومظاهراتهم قبل بدء الحوار مع الحكومة. وقال السعدي في بيان إن «بعض المحافظين وبعض مديري الأوقاف، ولا سيما في الأنبار، يضغطون على الخطباء والمتظاهرين بإنهاء الاعتصام والجمعة الموحدة، ويأمرونهم بالعودة إلى المساجد بحجة مبادرتي في تأليف لجنة حوار مع الحكومة».

وأضاف السعدي أن «مبادرتي هذه لا تعني تحقيق الحقوق، وشرط إنهاء الاعتصام والجمعة الموحدة تحقيق جميع الحقوق، ولا تفاوض دونها»، محذرا من أن «هذا الإجراء فيه تصعيد للموقف وهو ليس حلا، ويحدث حقدا لدى الجميع، ولا سيما إذا قارن ذلك التهديد بالعقوبة والنقل للخطباء - كما حصل ذلك - لذا أحذر من ذلك ومن استعمال القوة أو التسلط ضد الخطباء والمتظاهرين».

وفي حين أكد الشيخ غسان العيثاوي عضو اللجان التنسيقية الشعبية لاعتصام الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مبدأ الحوار قائم وإننا ما زلنا ننتظر ما يمكن أن تسفر عنه الساعات المقبلة على صعيد تحديد أسماء الوفد المفاوض»، فإنه وطبقا لما انتهى إليه مؤتمر شيوخ الأنبار مساء أول من أمس من دعوة لوزراء ونواب القائمة العراقية من أهالي الأنبار وفي مقدمتهم نائب رئيس الوزراء صالح المطلك إلى الانسحاب من الحكومة والعملية السياسية وهو ما فسر على أنه تصعيد للموقف، فإن العيثاوي أكد أن «الأمر لا يتناقض مع الدعوات للحوار لأننا ما زلنا نرى أن شيئا لم يتحقق على أرض الواقع، لكننا في مقابل ذلك نرى أن لغة الحوار مع استمرار المظاهرات بطابعها السلمي هو ما يجب أن يكون». وأوضح العيثاوي أن «مبادرة الشيخ السعدي هي المعول عليها الآن وأن اللجان تعمل الآن بالتنسيق مع مكتبه لاختيار الوفد المفاوض».

وكان شيوخ الأنبار قد أعلنوا في اجتماعهم مساء أول من أمس رفضهم الصحوات الجديدة في إشارة إلى اللجان الشعبية التي تم تشكيلها بين عدد من شيوخ الأنبار والحكومة. وقال بيان بهذا الخصوص ألقاه في المؤتمر العشائري الشيخ علي حاتم السليمان أحد شيوخ عشائر الدليم، إن «المجتمعين اتفقوا على أن تكون ساحة العزة والكرامة هي عنوان عزتنا وعلينا جميعا دعم ساحة الاعتصام ولن نسمح لأحد بالمساس بها»، مشيرا إلى أن «عشائرنا التي بسطت الأمن لن تسمح لأحد بأن يمس الاعتصام وترفض كل أنواع الميليشيات وما يسمى الصحوات الجديدة». وأعرب السلمان، بحسب البيان، عن «رفض المجتمعين استخدام الجيش والشرطة الاتحادية وقوات سوات (قوات خاصة) لإحداث مجزرة»، مطالبا «محافظ الأنبار بأن يسحب هذه القوات من المحافظة أو يعلن استقالته إن لم يستطع سحبها». ونفى السلمان في البيان «حصول أي مفاوضات سرية أو علنية مع الحكومة الاتحادية»، عادا أن «ما سرب بهذا الشأن مجرد إشاعات يقف وراءها أناس معروفو التوجهات».

من جهته، اعتبر الدكتور فارس إبراهيم أحد قادة أبناء العراق «الصحوات الجديدة» في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «السبب الذي جعل المجتمعين يعلنون رفضهم ما سموه الصحوات الجديدة هو أن أعدادا كبيرة من الشباب الذين كان مغررا بهم من قبل المتظاهرين بدأوا ينخرطون في هذه الصحوات وهو ما جعلهم يتخوفون». وأضاف إبراهيم أن «هؤلاء (في إشارة إلى علي الحاتم وأحمد أبو ريشة) أفلسوا تماما بعد أن لم يحققوا ما كانوا يتمنونه من خلال المظاهرات ولم يعد لديهم سوى المؤتمرات والتصريحات الرنانة».

بدوره، أعلن ديوان الوقف الشيعي العراقي وإدارة الروضة العسكرية في سامراء (40 كلم جنوب تكريت) رفض دعوة السعدي لعقد مؤتمر للصلح والحوار فيه. وقال الشيخ سامي المسعودي وكيل رئيس ديوان الوقف الشيعي العراقي والمشرف العام على الروضة العسكرية في مؤتمر صحافي عقده أمس مع مسؤولي العتبة العسكرية وقائد عمليات سامراء قرب المرقد أن «العتبات المقدسة والروضة العسكرية مكان للعبادة والصلاة والدعاء وليست مكانا للمفاوضات والاجتماعات السياسية»، لافتا إلى «وجود أماكن أخرى لهذه اللقاءات لكن العتبات المقدسة وبحسب توجيهات المرجعية في النجف والوقف الشيعي مخصصة لاحتضان الزوار».