موسكو وواشنطن تختاران التهدئة لتطويق فضيحة التجسس

تقارير روسية: «العميل» الأميركي سعى لجمع معلومات عن منفذي اعتداء بوسطن

السفير الأميركي مايكل ماكفول أثناء وصوله إلى مقر وزارة الخارجية بموسكو أمس (رويترز)
TT

سعت موسكو وواشنطن أمس إلى الحد من الانعكاسات السلبية لقضية التجسس التي تكشفت عندما أوقفت موسكو شخصا تقول إنه من رجال وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) كان يسعى للحصول على معلومات عن تفجيري بوسطن.

وتردد أن العميل المشتبه به، الذي تقول موسكو إنه ضبط وبحوزته «الترسانة التقليدية للجواسيس» من أموال وعدة تنكر، يعمل سرا تحت غطاء وظيفته سكرتيرا ثالثا في السفارة الأميركية في موسكو. وضبط الأميركي ريان فوغل متلبسا وهو يرتدي شعرا مستعارا أشقر اللون بينما كان يحاول تجنيد رجل أمن روسي من خلال دفع مبلغ 100 ألف دولار كمقدم أتعاب له مقابل معلومات استخباراتية حول شمال القوقاز، طبقا لجهاز الأمن الروسي. وبعد التحقيق مع فوغل تم تسليمه إلى السفارة الأميركية، وصدر أمر بمغادرته البلاد بعد إعلانه شخصية غير مرغوب فيها.

ورجحت صحيفة «كومرسانت» الروسية أمس أن فوغل كان يسعى للحصول على معلومات استخباراتية حول مفجري ماراثون بوسطن المتحدرين من شمال القوقاز الروسي، رغم تعهدات أجهزة الأمن الروسية بالتعاون مع التحقيقات الأميركية.

والتقى السفير الأميركي في موسكو مايكل ماكفول بمسؤولين من الخارجية الروسية صباح أمس بعد استدعائه لتقديم توضيح حول وجود عميل مفترض للـ«سي آي إيه» في روسيا. وذكرت الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف سلم ماكفول احتجاجا وأكد على ضرورة مغادرة فوغل البلاد «في أسرع وقت ممكن». إلا أنه يبدو أن الجانبين يرغبان في تجنب إطلاق التصريحات النارية لأنهما يبذلان حاليا جهودا دبلوماسية حساسة تهدف إلى إنهاء النزاع في سوريا. وتجنب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحديث عن هذه المسألة وقال إنه اختار أن لا يتطرق إلى القضية في المحادثات مع نظيره الأميركي جون كيري في السويد. وقال في تصريحات نشرت على موقع وزارة الخارجية أمس: «قررت أن الحديث عن هذه المسألة سيكون غير ضروري لأن المسالة أعلنت للعلن، والجميع يفهمون كل شيء».

ووصف رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي نيكولاي كوفاليوف ضبط العميل المفترض بأنه «نجاح عظيم للاستخبارات الروسية لأن من النادر ضبط الجواسيس متلبسين، خصوصا وهم يرتدون شعرا مستعارا». إلا أن كوفاليوف، النائب عن الحزب الحاكم، توقع أن لا تؤثر هذه القضية على العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، وقال إن «الأميركيين لا يفعلون شيئا لا تفعله أجهزة الاستخبارات الأخرى، بما فيها أجهزتنا».

كما هون النائب الأول لرئيس مجلس الدوما فلاديمير بورماتوف من تأثير القضية على العلاقات الروسية الأميركية. وقال بورماتوف في إشارة إلى قانون أميركي صدر العام الماضي يحظر على الروس المتهمين بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان دخول الولايات المتحدة: «كان تمرير قائمة ماغنيتسكي نهاية لمبادرة إعادة ضبط العلاقات المزعومة، هذا لو كانت موجودة أصلا. ومن غير المرجح إذا كان هناك رد فعل ملائم من الجانب الأميركي أن يكون لهذه الواقعة التي حدثت مع الجاسوس الذي تم ضبطه أثر من حيث زيادة الوضع توترا».

وذكرت صحيفة «كومرسانت» الروسية أمس أن فوغل كان على الأرجح يسعى لجمع معلومات عن الأخوين تامرلان وجوهر تسارناييف المتهمين بتفجيري ماراثون بوسطن. وربطت الصحيفة بين توقيف فوغل ورحلة قام بها وفد أميركي إلى داغستان في أبريل (نيسان) الماضي بالتنسيق مع السلطات الروسية للتحقيق في التفجيرات. وكان تامرلان تسارناييف المتهم بالمشاركة مع شقيقه جوهر في تفجيري بوسطن، زار داغستان في 2012. وتريد السلطات الأميركية معرفة ما إذا كان قد بنى علاقات هناك مع جماعات إسلامية محلية. وقالت الصحيفة المعروفة باتصالاتها مع أجهزة الأمن ووزارة الخارجية إنه «من المرجح أن الجانب الأميركي حصل خلال رحلة الوفد في أبريل على أرقام هواتف عملاء في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي»، و«من الواضح أنهم قرروا استخدام تلك الأرقام لإجراء اتصالات شخصية مع عناصر مكافحة الإرهاب (الروس) لأن تبادل المعلومات بين أجهزة الاستخبارات الخاصة على شكل أسئلة وأجوبة ليس دائما سريعا أو سلسا».

وأكد مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية باتريك فنتريل للصحافيين إن «أحد أفراد الطاقم الأميركي في سفارتنا بموسكو اعتقل لفترة وجيزة ثم أفرج عنه. اطلعنا على بيان وزارة الخارجية الروسية وليس لدينا أي شيء نضيفه حتى الآن». واكتفى مساعد المتحدث بالقول إن وزارته على اتصال مع سفيرها لدى روسيا مايكل ماكفول، لكنه رفض الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالأسباب والنتائج المحتملة لهذه القضية.