نيجيريا تطلق حملة عسكرية واسعة ضد «بوكو حرام»

رئيس البلاد يعلن الطوارئ في 3 ولايات إثر سقوط العشرات بأيدي المتمردين

TT

باشرت نيجيريا حملة عسكرية ضد الإسلاميين المتشددين في مناطق حدودية، وذلك غداة إعلان الرئيس جودلاك جوناثان حالة الطوارئ في شمال شرق البلاد.

وتحدث شهود عيان عن رؤيتهم قوات الجيش تدخل أمس المنطقة بأعداد كبيرة لمواجهة مقاتلي جماعة «بوكو حرام» التي سيطرت على أجزاء كبيرة من المنطقة. وقال سكان إن شاحنات تحمل جنودا شوهدت تدخل مدينتي يولا عاصمة ولاية أداماوا ومايدوجوري. وجاء هذا بعدما أعلن الرئيس جوناثان أول من أمس حالة الطوارئ في ثلاث ولايات هي بورنو ويوبي وأداماوا إثر هجمات شنها متشددون من جماعة «بوكو حرام» على أهداف حكومية وتسببت في سقوط العشرات.

وقال بيان لمقر قيادة الدفاع إن «العمليات التي ستشمل نشر عدد كبير من القوات والموارد تهدف إلى تأكيد وحدة أراضي البلاد وتحسين أمن كل الأراضي داخل حدود نيجيريا».

ومن المرجح أن يهدئ نشر القوات بعض منتقدي الرئيس جوناثان الذين اتهموه بعدم التحرك لمواجهة الأزمة رغم أن بعض السياسيين في الشمال عبروا بالفعل عن قلقهم من تصاعد التوتر. ومن غير الواضح أيضا ما إذا كانت القوة العسكرية المعززة قادرة على الانتصار في معركة ضد مقاتلي «بوكو حرام» الذين أثبتوا قدرتهم على مناورات الكر والفر.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين عسكريين في شمال شرق البلاد أو في مقر القيادة في العاصمة أبوجا. وقالت وكالة «رويترز» في تقرير لها إن مراسلا لها شاهد ست شاحنات تقل جنودا قرب يولا. وفي مايدوجوري عاصمة بورنو وهي أكبر مدن المنطقة ومهد المتمردين قال سكان أيضا إنهم شاهدوا تدفقا للقوات. والأجواء متوترة في المدينة حيث أغلقت معظم المتاجر أبوابها وشوهد قليل من الأشخاص في الشوارع كما أغلقت المدارس. وقال أحمد ماري أحد سكان مايدوجوري: «ما رأيته هذا الصباح أفزعني. لم أشاهد قط من قبل تحركات جنود على هذا النحو».

وأعلن الرئيس جوناثان هذه الخطوة في كلمة أذاعها التلفزيون أول من أمس بعد تصاعد الهجمات على قوات الأمن وأهداف حكومية في معقل الإسلاميين بشمال شرق البلاد. وجاءت تعليماته بعد تزايد الأدلة على أن جماعة «بوكو حرام» باتت أفضل تسليحا وتسيطر على جزء كبير من الأراضي حول بحيرة تشاد حيث فر مسؤولون محليون.

ويقول مسؤولون إن المتشددين يسيطرون على عشرة أحياء على الأقل في ولاية بورنو ويستغلون الحدود التي يسهل اختراقها مع الكاميرون وتشاد والنيجر لتهريب أسلحة وشن هجمات. وحاصر عشرات من مقاتلي «بوكو حرام» كانوا يركبون حافلات وشاحنات ويحملون مدافع رشاشة بلدة باما في بورنو الأسبوع الماضي وأطلقوا سراح أكثر من مائة سجين وقتلوا 55 شخصا معظمهم من رجال الشرطة وأفراد الأمن. وشكك بعض المسؤولين في حكومة بورنو في جدوى إعلان حالة الطوارئ ما لم تتمكن قوات الأمن من كسب التأييد الشعبي. وقال ديفيد جون المدير بحكومة الولاية «حالة الطوارئ لن تغير شيئا إذا لم يتعاون الناس ويبدأون في كشف أعضاء (بوكو حرام)». وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن انتهاكات ارتكبتها قوات الجيش في شمال شرق البلاد حولت السكان ضدها.