الأمين العام للأمم المتحدة يعتذر عن عدم زيارة السودان بسبب أوضاعه الأمنية

عرمان يدعو لدمج العمل العسكري مع الانتفاضة السلمية

TT

كشفت مصادر سودانية عن اعتذار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن عدم زيارة الخرطوم بطلب منها، معتبرة أن المسؤول الدولي يتعرض لضغوط من جهات لم تسمها، في وقت وضع الأمين العام للحركة الشعبية في شمال السودان ياسر عرمان عدة خيارات لتغيير النظام الحاكم برئاسة عمر البشير، معتبرا أن أقل الخيارات تكلفة هي الحل السلمي الشامل وتفكيك دولة الحزب وقيام دولة المواطنة.

وذكرت صحيفة «اليوم التالي»، الصادرة أمس في الخرطوم، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعتذر عبر مساعديه عدة مرات عن عدم زيارة الخرطوم بعد تلقيه دعوات متكررة من الحكومة السودانية، آخرها تلك التي قدمها إليه وزير خارجيتها علي كرتي خلال زيارته مؤخرا مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقالت المصادر التي تحدثت للصحيفة إن مستشاري كي مون نصحوه بأن الوقت غير مناسب في الوقت الراهن، لا سيما الأوضاع الأمنية المتدهورة في المناطق الثلاث (جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور)، موضحة أن الأمين العام يتعرض إلى ضغوط سياسية مكثفة خاصة من الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، قال الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان في تصريحات إن العمليات الأخيرة التي نفذتها الجبهة الثورية أحدثت عدة متغيرات نوعية سياسيا وعسكريا، وأضاف: «سياسيا، هذه العمليات وضعت الجبهة الثورية كحقيقة سياسية صلدة لا بد للجميع التعامل معها». وأشار إلى أنها «نقلت مركز الضغط السياسي إلى معقل النظام في الخرطوم، وأحدثت اهتزازا غير مسبوق له لم يمر به خلال 24 عاما من عمر النظام»، واصفا العمليات الأخيرة بأنها صفعة قوية للمجموعة الأمنية والعسكرية. وقال إن «هذه المجموعة تدرك الآن أن استعمال القوة له حدود، ولذلك أصبحت في حالة اضطراب وعدم توازن.. وأن أزمنة تحكم المحور العسكري والأمني قد أوشكت على الانتهاء»، متابعا أن «عملية إسقاط النظام أصبحت أمرا ملموسا ويمكن رؤيته بالعين المجردة لمن أراد أن يرى، والآن انكشف ضعف النظام وتآكل قلبه وليس أطرافه».

وقال عرمان إن الجبهة الثورية لديها اتصالات يومية واسعة مع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وأضاف: «علينا جميعا الخروج ببرنامج موحد وقيادة بديلة في أسرع وقت ممكن»، مشيرا إلى أن العمليات الحالية تتم على مسافة تقل عن 400 ميل من العاصمة السودانية الخرطوم، وأنها نقلة نوعية في العمل المشترك للجبهة الثورية.

وأشار عرمان إلى «دمج القوات من أدنى التشكيلات إلى قيادة الفرقة، وتتم بجيش موحد وقيادة موحدة»، معتبرا أن نتائج العمل توضح أن الجبهة الثورية، وبمزيد من التحالفات العسكرية والسياسية يمكن أن تسقط النظام. وقال إن القوات الحكومية تقاتل في جبهة واسعة، ولذلك فإنها توشك على فقدان السيطرة والتحكم والإمداد ونفاد احتياطي القوات الجاهزة للقتال. وذكر أن السودانيين رفضوا حملات التعبئة والاستنفار، وأن مؤيدي النظام أصبحوا في العراء وحيدين، مشددا على أن العمليات تجري في ظل انقسام واسع داخل المؤسسات العسكرية والسياسية للمؤتمر الوطني الحاكم، وقال إنها «تأتي في ظل اتهامات متبادلة بين مجموعات المصالح والأجواء المسممة بالشائعات والانقلابات وتصفية الحسابات، ورغبة بعض أطراف الإسلاميين في التغيير».