قتل 14 شخصا بينهم عسكريون أجانب وأربعة مدنيين يعملون مع حلف شمال الأطلسي أمس في كابل في اعتداء انتحاري بسيارة مفخخة في أول أعنف هجوم يستهدف العاصمة الأفغانية منذ سنة. ولم تكشف القوة الدولية التابعة للحلف الأطلسي جنسية العناصر الستة الذين قتلوا في هذه الهجوم الذي استهدف آليتين للحلف في حي شاه شهيد السكني جنوب شرقي العاصمة. وقتل ثمانية مدنيين أفغان بينهم طفلان في سني السادسة والعاشرة وأصيب 37 جريحا معظمهم أطفال كانوا ذاهبين إلى المدرسة حسب السلطات الأفغانية.
من جانبه صرح قائد شرطة كابل محمد أيوب سلانجي أن «سيارة مفخخة انفجرت قرب آليتين عسكريتين أجنبيتين فسقط ضحايا وتضررت نحو عشرة منازل». وقال سيد كبير أميري مدير خدمات المستشفيات في وزارة الصحة إن الانفجار العنيف «هشم» ثمانية مدنيين أفغان على الأقل، اثنان منهم أطفال في سني السادسة والعاشرة مشيرا إلى سقوط 37 جريحا معظمهم أطفال. وتبنى الحزب الإسلامي الذي يقوده رئيس الوزراء السابق زعيم الحرب الأفغاني قلب الدين حكمتيار الهجوم الذي قال: إنه استهدف مستشارين عسكريين أميركيين لدى أجهزة الاستخبارات الأفغانية. وأبدى الحزب الإسلامي الذي ينشط خصوصا في شرق أفغانستان، استعداده لفتح مفاوضات سلام ويقيم علاقات غامضة مع حركة طالبان التي يتحالف مع مقاتليها في بعض الولايات ويكافحهم في أخرى ويستمر في محاربة قوات الحلف الأطلسي. وتبنت هذه الجماعة في سبتمبر (أيلول) الماضي اعتداء نفذته انتحارية وأسفر عن سقوط 12 قتيلا بينهم ثمانية من جنوب أفريقيا على طريق مطار كابل. وسارعت القوات الأفغانية إلى ضرب طوق أمني حول موقع الاعتداء الذي وصل إليه على وجه السرعة جنود أميركيون على ما أفاد مصور الصحافة الفرنسية الذي حضر إلى المكان وشاهد هيكل آلية محترقة. وقال مصطفى أحد سكان الحي لوكالة الصحافة الفرنسية «كنت في المنزل عندما سمعت انفجارا عنيفا هز منزلنا فتحطم زجاج نوافذنا ورأيت دخانا، فهرعت أبحث عن أشقائي وشقيقاتي في المدرسة». وهذا أول اعتداء انتحاري يستهدف كابل منذ التاسع من مارس (آذار) عندما سقط تسعة مدنيين في هجوم قرب وزارة الدفاع تبناه مقاتلو طالبان خلال زيارة لوزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل. ومنذ مطلع الشهر وبداية «هجوم الربيع» كثف المتمردون الهجمات على القوة الدولية التي فقدت 21 رجلا معظمهم أميركيون. وشنت طالبان في الفترة نفسها من السنة الماضية اعتداءات انتحارية متزامنة على كابل تلتها معارك هزت العاصمة طيلة 17 ساعة وأسفرت عن سقوط 51 قتيلا بينهم 36 مهاجما. وينشر الحلف الأطلسي مائة ألف رجل معظمهم أميركيون في أفغانستان، ومن المتوقع سحب القسم الأكبر منهم بحلول نهاية 2014 لكن بعض الدول مثل الولايات المتحدة وألمانيا أبدت نيتها في إبقاء قوات عسكرية بعد ذلك التاريخ. وأكدت طالبان التي أطاح بنظامهم تحالف دولي في 2001 مرارا أن الانسحاب التام للقوات الأجنبية شرط لا بد منه لأي مفاوضات سلام. وكان قلب الدين حكمتيار (65 سنة) من «المجاهدين» الذين دعمتهم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في حربهم ضد الاحتلال السوفياتي (1979 - 1989) وتولى رئاسة الحكومة مرتين خلال الحرب الأهلية (1992 - 1996) لكنه فر من أفغانستان تحت نظام طالبان المتطرف وبعد قليل من سقوطه أعلن «الجهاد» على القوات الدولية في أفغانستان.