جنتي ينتقد مرشحي الرئاسة الداعين لإصلاح العلاقات مع أميركا

عضو في مجلس صيانة الدستور: القانون يحظر على النساء تولي الرئاسة

رئيس مجلس الأوصياء أحمد جنتي أثناء إلقائه خطبة الجمعة في جامعة طهران أمس (أ. ب)
TT

انتقد آية الله جنتي إمام صلاة الجمعة المؤقت في طهران، مرشحي الرئاسة المحتملين ممن يطمحون لإصلاح علاقات إيران مع الولايات المتحدة وحل الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فرض العقوبات الغربية، حسبما أفادت وكالة أنباء «فارس» بالأمس. وقال «مثل تلك الادعاءات لا تعدو أن تكون أكثر من مجرد دعابات مضحكة».

وأكد جنتي، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس الأوصياء، على المعايير الصارمة التي يتم بناء عليها تقييم المرشحين من قبل المجلس، والمفصلة في المادة 115 من دستور إيران.

وأضاف جنتي في خطاب بثه التلفزيون الرسمي الإيراني «إذا رغبنا في التوافق المثالي مع ما هو منصوص عليه في المادة 115. فعلينا أن ندعو الله أن يخلق (مثل هذا الإنسان) ويهبطه علينا من السماء». واعترف آية الله للمصلين يوم أمس في طهران بأنه: «لا يوجد شخص متاح يملك كل هذه الصفات المرغوب فيها؛ ومن ثم، علينا أن نجد مرشحين مؤهلين يتوفر فيهم حدا أدنى من تلك الشروط».

لقد بات مجلس الأوصياء واقعا تحت ضغط هائل من قبل أطراف سياسية عدة للتصديق على اختيارها المفضل واستبعاد مرشحي المعارضة. وفي تطور مواز، كثف آية الله مصباح يزدي، وجبهة المقاومة الإسلامية التي يتزعمها، الجهود من أجل ضمان قبول مرشحهم باقر لنكراني. وتشير تقارير غير مؤكدة واردة من طهران إلى عدم موافقة أغلبية أعضاء مجلس صيانة الدستور البالغ عددهم اثني عشر عضوا، على باقر، وعدم تجاوزه المرحلة الأولى من عملية انتقاء المرشحين. وهناك تكهنات باتخاذ هذا القرار لعدم الاقتناع بتمتع باقر بالمهارات التي تؤهله لتولي منصب الرئاسة. ونقل موقع «صابر نيوز» عن مصباح يزدي قوله الثلاثاء الماضي «أشهد أمام الله أن دكتور لنكراني هو الأنسب من بين المرشحين لمنصب الرئاسة». والجدير بالذكر أن موقع «صابر نيوز» تابع للتيار المتشدد المقرب من فصيل آية الله مصباح يزدي.

في بداية شهر مايو (أيار) قدمت جبهة المقاومة باقر لنكراني، وزير الصحة السابق في حكومة أحمدي نجاد، ليكون مرشحها في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها في 14 يونيو (حزيران). طوال أشهر قبل الموعد النهائي لتسجيل أسماء المرشحين في الحادي عشر من مايو، كان يقال: إن الخيار المفضل لجبهة المقاومة هو سعيد جليلي، كبير مفاوضي الملف النووي الإيراني. مع ذلك يبدو أن جليلي رفض عرض جبهة المقاومة، التي يتزعمها مصباح يزدي، ولم يبد اهتماما بالترشح للمنصب ولم يؤكد التزامه بذلك.

واعتبر وصول جليلي المفاجئ إلى وزارة الداخلية الإيرانية قبل بضع دقائق فقط من انتهاء موعد التسجيل، في ذات الوقت الذي تقدم فيه اسفنديار رحيم مشائي وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني بأوراق ترشيحهما، مفاجأة كبيرة - حتى من قبل أنصاره، من الفصيل المحافظ المتشدد.

وأوضح جليلي في مقابلة مع صحيفة «فايننشيال تايمز»، السياسات التي سينتهجها في حال انتخب رئيسا لإيران والتي لخصها بعبارة «التقدم والعدالة والمقاومة» ونقلت عنه الصحيفة قوله: «أعتقد أن التزامنا بقيمنا الداخلية والدينية، سيجعلنا أكثر قدرة على مواصلة التقدم والصمود».

لا تزال حظوظ جليلي في استطلاعات الرأي أدنى بكثير من مرشحين محافظين آخرين، مثل باقر قاليباف أو علي أكبر ولايتي، ولكنه يحظى بتأييد أكبر من قبل المراقبين الأجانب نظرا لدوره في المفاوضات النووية. وفي حال انتخابه، ربما تسهم علاقته الوثيقة مع آية الله خامنئي في الوصول إلى تسوية ما بشأن البرنامج النووي، التي يجب أن يوافق عليها المرشد الأعلى.

في غضون ذلك أعلن عضو في مجلس صيانة الدستور المكلف الإشراف على الانتخابات الرئاسية في إيران أن المرأة لا يمكنها الترشح لهذه الانتخابات المقررة في 14 يونيو، ما يقوض آمال ثلاثين مرشحة.

وقال آية الله محمد يزدي رجل الدين المحافظ الرئيس السابق للسلطة القضائية كما نقلت عنه وكالة مهر للأنباء الجمعة إن «القانون يحظر على النساء تولي الرئاسة».

لكنه لم يوضح ما إذا كان موقفه ينبع من تفسير شخصي أو يعكس موقف مجلس صيانة الدستور المكلف بالموافقة على الترشيحات للانتخابات الرئاسية.