ميدان التحرير يدشن بروفة أولى لاستعادة زخم ثورة يناير

آلاف المصريين لمرسي: «ارحل» و«الشعب يريد إسقاط النظام»

TT

في محاولة لاستعادة زخم ثورة 25 يناير، هتف آلاف المصريين أمس في ميدان التحرير بالقاهرة والمحافظات، ضد الرئيس الحالي محمد مرسي: «ارحل.. ارحل». وكان لافتا بقوة بداية العودة لأجواء الأيام الأولى لثورة يناير عام 2011 التي أطاحت بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، حيث تظاهر آلاف من المصريين من عدة تيارات سياسية مدنية تحت شعار «إنقاذ مصر.. والعودة للميدان»، للمطالبة برحيل نظام الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ونظموا مسيرات من عدة مناطق في أنحاء القاهرة المختلفة، كانت وجهتها الميدان. واستعاد التحرير مفجر الثورة بالعاصمة القاهرة، مرة أخرى الهتاف الشهير «الشعب يريد إسقاط النظام»، كما ردد المتظاهرون هتافات هاجموا فيها جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس مرسي، ومرشدها العام الدكتور محمد بديع، واتهموا الجماعة ببيع مصر من أجل المصالح الخاصة. وردد المتظاهرون: «مدنية مدنية.. مصر هتفضل غالية عليا»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، و«يااللي بتسال ع الحرية.. مرسي فاقد للشرعية»، و«يلا نعلي الصوت ونقول الإخوان هما الفلول»، و«حركة وطنية واحدة ضد السلطة اللي بتدبحنا»، و«الحقوها الحقوها الإخوان بيقسموها»، و«يادي الوكسة ويادي العار عمال يحبس في الثوار»، و«بكل اللغات.. ارحل يا مرسي بسكات»، و«قول لرئيس الدولة فين الأمن وفين الدولة»، و«إيد واحدة زي زمان مش هنسيبها للإخوان»، و«مرسي مبارك باطل». واحتشدت القوى السياسية المناوئة لجماعة الإخوان والرئيس مرسي، على رأسها جبهة الإنقاذ التي يتزعمها الدكتور محمد البرادعي لحشد أنصارها في ميدان التحرير. وبينما قصدت مسيرات القوى السياسية ميدان التحرير، شهدت أطراف الميدان من جهة السفارة الأميركية حشودا أمنية تخوفا من حدوث اشتباكات بين المتظاهرين والأمن، وتمركزت 12 سيارة أمن و3 مصفحات في شارع قصر العيني والمئات من جنود قوات الأمن لتأمين مقرات مجلسي النواب والشورى ومجلس الوزراء.

ومنذ الصباح الباكر، انتشرت في الشوارع المحيطة للميدان 16 سيارة إسعاف، وأقام المتظاهرون عدة مستشفيات ميدانية لإسعاف أي حالة إصابة تقع في الميدان، كما حمل مجموعة من المتظاهرين أكياس مكرونة وسكر وزجاجات زيت، احتجاجًا على ارتفاع أسعار الغذاء، ووزع أعضاء حملة «تمرد» استمارات على المتظاهرين لتوقيعها لسحب الثقة من الرئيس مرسي.

وقال عمرو عبد الرحمن، أحد المتظاهرين، إن «المسيرات لن تخرج من الميدان لأي جهة أخرى»، مؤكدا أن مظاهرات أمس بداية ناجحة للموجة الجديدة للثورة، والتي تستمر حتى 30 يونيو (حزيران) المقبل (الذكرى الأولى لتولي الرئيس مرسي رئاسة البلاد)، باعتبارها نهاية النظام على حد وصفه. وفي خطبة الجمعة، هاجم الشيخ محمد عبد الله، خطيب ميدان التحرير، جماعة الإخوان، قائلا إنها تعلي مبدأ السمع والطاعة على مصلحة الوطن، مشيرا إلى أن عودة الثوار للميدان دليل على أن الثورة مستمرة، ولم يدب اليأس في نفوس الثوار. وشهد الجدار الخراساني بشارعي قصر العيني والشيخ ريحان اشتباكات محدودة بين الصبية وقوات الأمن، رغم قيام بعض المتظاهرين بتنظيم سلاسل بشرية للفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن بالميدان. ورشق المتظاهرون، وغالبيتهم صغار السن، قوات الأمن بالحجارة. وامتلأ الميدان في نحو الخامسة عصرا بعد وصول المسيرات، منها القادمة من منطقة دوران شبرا الشعبية، أو تلك القادمة من ميدان مصطفى محمود التي تقدمتها شخصيات عامة ومعروفة. ونظم المتظاهرون لجانا شعبية على مداخل الميدان خوفا من اقتحام أنصار التيارات الإسلامية، بينما غاب رجال الشرطة عن المشهد تماما أمس في منطقة وسط القاهرة بالكامل، واكتفوا بالوجود أمام وزارة الداخلية تحسبا لوقوع اشتباكات خلال مسيرة التيار السلفي لدعم الضباط الملتحين.

من ناحية أخرى، شهد محيط قصر الاتحادية الرئاسي بضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة)، ومكتب إرشاد جماعة الإخوان بحي المقطم (جنوب القاهرة)، تعزيزات أمنية كبيرة تحسبا لأي هجوم، أو أعمال شغب من قبل المتظاهرين.

وتعليقا على المظاهرات، أكد الدكتور محمد البلتاجي، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، أن حق التظاهر والاعتراض السلمي مكفول للجميع بنص القانون والدستور. ورحب البلتاجي في تصريحات أمس، بأي مظاهر للتعبير عن الرأي بالوسائل السلمية بما فيها حملة تمرد، واصفا دعوات سحب الثقة من الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي بأنها غير منطقية، مؤكدا أنه على الرغم من وصول توقيعات سحب الثقة لمليوني توقيع فيظل هذا «كلاما غير منطقي» لأن الرئيس حصل على 12 مليون صوت في الانتخابات الرئاسية.

وعلى عكس المشهد بالتحرير والمحافظات سخر الموقع الرسمي لحزب الحرية والعدالة من عدد المشاركين في مظاهرات أمس، وقال إن عددهم لم يتجاوز 200 فرد على أقصى تقدير حتى الساعة الثالثة والنصف ظهرا. وفي الإسكندرية، نظم المئات من الحركات والائتلافات السياسية مظاهرة أمام مسجد القائد إبراهيم، رافعين لافتات تدين تصرفات الإخوان والرئيس، وردد المتظاهرون هتافات قالوا فيها «مرسي.. باطل»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، و«سامع أم شهيد بتنادي مين حيجيب حق ولادي»، فيما رفع بعض المتظاهرين الآنية والبرسيم خلال المظاهرة، واستمر المشهد نفسه بتراوحات في عدة محافظات.