مقتل 43 في انفجارين عند مسجد للسنة في العراق

الحادث استهدف المصلين في مدينة بعقوبة

مواجهات بين مدنيين استهدفهم التفجير عقب صلاة الجمعة ورجال الشرطة في بعقوبة أمس (رويترز)
TT

قُتل 43 شخصا على الأقل في انفجارين وقعا أمام مسجد للسنة في مدينة بعقوبة، شرق بغداد، بعد أن فرغ المصلون من أداء صلاة الجمعة في واحدة من أكثر الهجمات دموية، خلال شهر شهد تصاعدا في العنف الطائفي.

وانتشرت الهجمات التي تستهدف مساجد للسنة والشيعة وقوات الأمن وشيوخ القبائل، منذ هاجمت قوات الأمن اعتصاما للسنة في بلدة الحويجة قرب كركوك قبل شهر، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات وأذكى المخاوف من الانزلاق مجددا إلى حرب طائفية شاملة.

وتتزايد هشاشة الأوضاع في العراق، إذ إن الحرب الأهلية في سوريا تسبب توترا في العلاقات بين السنة والشيعة. وبلغت التوترات ذروتها منذ انسحاب القوات الأميركية في نهاية 2011.

وقالت الشرطة إن انفجارا وقع اليوم الجمعة (أمس) أمام مسجد في بعقوبة على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من العاصمة بغداد، ثم وقع انفجار ثانٍ، وسط الحشود التي هرعت لمساعدة ضحايا التفجير الأول.

وعرض التلفزيون المحلي صورا لجثث على الأرض خارج المسجد وبركا من دماء الضحايا وأحذيتهم المبعثرة. وأسرعت سيارات الشرطة بنقل المصابين.

وقال هاشم منجز وهو طالب جامعي: «كنت على بعد 30 مترا من الانفجار الأول. وعندما وقع عدوت لمساعدتهم، فوقع الانفجار الثاني. رأيت الجثث تتطاير وأصبت بشظايا في عنقي»، حسبما نقلت «رويترز».

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن المتمردين الإسلاميين السنّة وجناح القاعدة في العراق الذي يطلق على نفسه اسم «دولة العراق الإسلامية» صعدوا هجماتهم منذ بداية العام، في محاولة لإثارة مواجهة طائفية واسعة كتلك التي شهدها عاما 2006 و2007 عندما قتل عشرات الآلاف من العراقيين في العنف الطائفي.

وقالت ميليشيات شيعية قاتلت القوات الأميركية لسنوات بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 إنها مستعدة للعودة إلى القتال، إذا استدعى الأمر. وفجر مهاجم انتحاري يوم الخميس نفسه في مسجد شيعي بمدينة كركوك، مما تسبب في مقتل 8 أشخاص على الأقل وسط مشيعين تجمعوا لتأبين قتلى تفجير وقع في اليوم السابق.

وفي اليوم نفسه، انفجرت 3 سيارات في أسواق مزدحمة في ضواح شيعية في شمال وشمال شرقي بغداد، مما تسبب في مقتل 14 شخصا على الأقل.

وبعد انسحاب القوات الأميركية من العراق عام 2011 كان المسلحون يشنون هجوما كبيرا واحدا على الأقل كل شهر، لكن منذ بداية 2013 صعد تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات السنية المتشددة هجماتهم، بما في ذلك هجمات تفجيرية انتحارية كبيرة.

وتقول الأمم المتحدة إن أبريل (نيسان) كان أكثر الشهور دموية منذ نحو 5 سنوات، حيث شهد مقتل 712 شخصا.