ألقت الشرطة في نيويورك القبض على 16 شخصا ينحدرون من أصل فلسطيني لاتهامهم بإدارة خلية لتهريب سجائر بملايين الدولارات في نيويورك. وقالت سلطات الولاية التي أعلنت الاعتقالات أول من أمس إن بعض المشتبه بهم لهم صلات بحركة المقاومة الإسلامية حماس، وحزب الله، وجماعات إسلامية متشددة أخرى.
وقال المدعي العام لولاية نيويورك أريك شنايدرمان ومفوض شرطة مدينة نيويورك راي كيلي في مؤتمر صحافي، إن هؤلاء الأفراد متهمون بتهريب أكثر من مليون كرتونة سجائر من ولاية فرجينيا (حيث الضرائب على السجائر منخفضة) لبيعها في متاجر في أنحاء نيويورك، وإن قيمة المبيعات التي كشفت عنها حتى الآن بلغت 55 مليون دولار. وقال كيلي «كشفنا عن هذه القضية لأننا يقظون إزاء أي علاقات بالإرهاب، وقد اكتشفنا أن بعض الأفراد لديهم ارتباطات بإرهابيين معروفين».
وقال شنايدرمان «لا نعرف أين ذهبت كل هذه الأموال لكن ما نعرفه مقلق للغاية.. نعرف أن بعض أعضاء الخلية لهم صلات بأناس خطرين جدا ونعرف أنه قبض عليهم وبحوزتهم أسلحة وأنهم جمعوا عشرات الملايين من الدولارات لكننا لم نجد إلا جزءا منها».
ولا يزال محققون يتتبعون أين انتهى المطاف بكثير من الأموال لكنهم لاحظوا أن خلايا مشابهة في الماضي هربت أموالا إلى حركة حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، حيث تعتبرهما الولايات المتحدة منظمتين إرهابيتين.
واحتجز جميع المشتبه بهم يوم الخميس ولم يتسن الحصول على تعليق منهم. ولم يعرف على الفور ما إذا كانوا وكلوا محامين. وقال شنايدرمان إن رجلا آخر متهما بالمشاركة في الخلية يدعى ربحي عودة من جوتنبرغ بولاية نيوجيرسي ما زال هاربا بعدما سافر إلى الأردن قبل عدة أسابيع.
وتقول لائحة الاتهام إن المشتبه بهم متهمون بالفساد وغسل الأموال وجرائم ضرائب أخرى، وقد يواجه كل منهم بسببها عقوبة السجن مدة تصل إلى 25 عاما إذا أدينوا.
وقال شنايدرمان وكيلي إنه بالإضافة إلى تكبيد ولاية نيويورك خسائر في ضرائب المبيعات تقدر بثمانين مليون دولار، فقد حققت الخلية أرباحا بلغت عشرة ملايين دولار على الأقل.
وقال شنايدرمان إنه لا أحد من أعضاء الخلية عاش حياة ترف وإن هذا يؤكد فكرة أن الأموال كانت تهرب إلى مكان آخر. وقال «هذا ليس نمط حياة الأغنياء والمشاهير.. نحن قلقون للغاية بشأن أين ذهبت الأموال». وقال كيلي إن يوسف عودة (52 عاما) من ستاتين أيلاند والمتهم بأنه موزع للخلية تلقى تمويلا لمشروع توزيع مسحوق ألبان أطفال غير قانوني في التسعينات من عمر عبد الرحمن الشيخ الضرير الذي سجن لتورطه في مخطط تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993.
وقال كيلي إن موفق عسكر (46 عاما) من بروكلين والمتهم بأنه من بائعي الخلية كان صديقا حميما لراشد باز، وهو مهاجر لبناني يقضي عقوبة السجن 141 عاما لإدانته بإطلاق الرصاص على أري هالبرستام الطالب بمدرسة يهودية عام 1994 في بروكلين. وقال باز إنه فعل ذلك انتقاما لقتل مصلين مسلمين في الضفة الغربية على يد مستوطن يهودي من بروكلين.
وكان عضو آخر في الخلية هو مهند سيف (39 عاما) من بروكلين يخضع لمراقبة الشرطة لأنه كان يعيش في نفس المبنى المكون من ثلاثة طوابق والذي عاش فيه سكرتير في السابق لموسى أبو مرزوق القيادي في حركة حماس.
وقالت السلطات إن الخلية تزعمها أخوان هما باسل وسمير رمضان وعمرهما 42 و40 عاما وكلاهما من أوشن سيتي بولاية ماريلاند. وقال محققون إنهم عثروا على 4.1 مليون دولار مخبأة في منزل باسل رمضان حيث وضعت بعض الأموال في أكياس قمامة سوداء مصنوعة من البلاستيك وعثر على 3 مسدسات عقب إلقاء القبض عليه يوم الخميس.
وقال شنايدرمان إن الخلية كانت تجلب السجائر من بائع جملة في فرجينيا وتودعها في مخزن في ديلاوير.
واتهم عادل أبو زهيرة (42 عاما) من بروكلين بقيادة مركبة من نيويورك إلى ديلاوير عدة مرات كل أسبوع لمبادلة السجائر بالنقد ثم العودة بالسلع غير القانونية لإعادة بيعها. واثنان من المتهمين في الولايات المتحدة يعيشان بشكل غير قانوني وفقا لما أفادت به مصلحة الهجرة والجمارك. والآخرون ومنهم الأخوان رمضان مواطنون متجنسون بالجنسية الأميركية، أما الباقون فإنهم يتمتعون بوضع المقيم الدائم.