«هيومن رايتس» تعثر على «بساط الريح» في الرقة

المرصد السوري يعلن عن 10 آلاف مفقود.. ومعتقل كل 13 دقيقة

TT

أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية، أمس، أنها عثرت على وثائق ووسائل تعذيب استخدمها الأمن السوري في مدينة الرقة، شمال وسط سوريا، تتفق مع أقوال السجناء السابقين الذين وصفوا ما تعرضوا له منذ بداية الأزمة في سوريا، في حين أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «ما يزيد على 10 آلاف معتقل في سجون النظام، مفقودون، ولا تعترف السلطات السورية باعتقالهم».

وأكدت «رايتس ووتش» أن فريقا تابعا لها، زار أول مراكز احتجاز تخرج عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد في الرقة، وعثر على «أجهزة تعذيب، وغرف استجواب وزنازين»، مشيرة إلى أنها وجدت أيضا «بساط الريح»، وهو «واحدة من أشهر أدوات التعذيب».

وتقوم تقنية التعذيب هذه على ربط أطراف المعتقل على جهاز خشبي متحرك، ويتم ثني هذا الجهاز إلى قسمين أثناء ضرب السجين. ونقلت عن معتقلين سابقين قولهم «إن الحراس مددوهم أو شدوا أطرافهم أو قاموا بطي اللوح إلى نصفين بحيث تواجه وجوههم أقدامهم، مما يتسبب في ألم وفي إحكام شل حركتهم تماما».

ودعت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على المدينة إلى أن «يقوموا بحماية هذه المواد الموجودة بالمقار حتى يمكن التوصل إلى الحقيقة ويُحاسب المسؤولون عما حدث». وقال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إن «ما رأينا من وثائق وزنازين وحجرات استجواب وأجهزة تعذيب في مقار الأمن الحكومية، تتفق مع أقوال السجناء السابقين الذين وصفوا لنا ما تعرضوا له منذ بداية الانتفاضة في سوريا». واعتبر حوري أن «معرفة حقيقة دور أجهزة الأمن في التجسس على السوريين وإرهابهم سوف تمكنهم من حماية أنفسهم من الانتهاكات في المستقبل».

وقالت الباحثة في المنظمة لمى فقيه لوكالة الصحافة الفرنسية إنه، وعلى الرغم من قيام «هيومن رايتس ووتش» خلال العامين الماضيين بمقابلة عدد كبير من المعتقلين السابقين في السجون السورية، فإن «الوجود داخل هذه المعتقلات يجعل الأمر أكثر واقعية»، مضيفة «ندرك أن الكثير من الأشخاص لا يزالون محتجزين ويخضعون لهذه الممارسات».

وكانت المنظمة وضعت في تموز (يوليو) الماضي تقريرا بعنوان «أرخبيل التعذيب»، يحدد أماكن تقول المنظمة إنها مخصصة لاعتقال عشرات الآلاف من الأشخاص وإساءة معاملتهم.

وفي سياق متصل، أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن ما يزيد على 10 آلاف معتقل في سجون النظام «مفقودون، ولا تعترف أجهزة الأمن النظامية باعتقالهم». وأشار عبد الرحمن إلى وجود شخصيات حقوقية سورية مفقودة داخل المعتقلات السورية، أبرزهم «خليل معتوق الذي نفت السلطات السورية اعتقاله حين طالبت به منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة، فضلا عن عبد العزيز الخير والأشقاء محمد، غسان، وبشار صهيون».

وإذ شدد عبد الرحمن على وجوب الإفراج عن كل المعتقلين، لبنانيين وسوريين، في سجون النظام والمعارضة، وإخلاء السجون، أعرب عن استغرابه «رفض النظام صفقة تبادل 6 ضباط علويين بينهم طبيب اختطفتهم المعارضة في ريف إدلب، مقابل معارضين في سجونه، بينما وافق على الإفراج عن اللبنانيين والإيرانيين ضمن صفقات تبادل». واعتبر موافقة النظام على مبادلة اللبنانيين بالمعتقلات «مكافأة لحزب الله وإيران لقاء مشاركتهما في القتال إلى جانبه في القصير»، متهما النظام السوري «بعدم رد الجميل للعلويين الذين يقاتلون في صفوفه وذهب منهم حتى الآن 41 ألف قتيل».

إلى ذلك، أظهرت أحدث الدراسات التي ينشرها موقع «إحصائيات الثورة السورية»، أن عدد السوريين المفقودين التقريبي، تجاوز الـ84,735 مفقودا، بمعدل فقدان شخص كل 13 دقيقة، من غير أن يعلن ما إذا كان المفقودون، يمكن العثور عليهم في سجون ومعتقلات النظام السوري، أم لا. وأشار الموقع الذي تديره «شبكة التضامن مع الثورة السورية»، إلى أن معدل الاعتقالات التي تنفذها القوى الأمنية السورية بحق المعارضين، تقارب نسبة معتقل كل 4 دقائق.