موسكو: تسليحنا للأسد لا ينتهك القانون الدولي

بوتين يشيد بدور الأمم المتحدة في سوريا

TT

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، عقب مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه ينبغي تجاوز العراقيل المتزايدة وعقد مؤتمر «جنيف2» الخاص بسوريا في أقرب وقت ممكن، في وقت عبر فيه لافروف عن دهشته إزاء اهتمام وسائل الإعلام بمسألة تسليم موسكو لصواريخ من منظومة الدفاعات الجوية «إس - 300».

وقال الوزير الروسي، من منتجع سوتشي الحكومي جنوب البلاد، إن بلاده تواصل إمداد سوريا بالأسلحة الدفاعية ومنظومات الدفاع الجوي بموجب صفقات قديمة، مضيفا أن وسائل الإعلام لم تذع «سرا» بالحديث عن صفقات الأسلحة بين موسكو ودمشق، التي لا تنتهك مبادئ القانون الدولي ولا التشريعات الروسية، التي وصفها بأنها «أكثر التشريعات صرامة في العالم».

والتقى كي مون في وقت لاحق من الأمس بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أشاد بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتسوية القضايا الدولية الصعبة، ومنها الأزمة السورية. وأضاف بوتين أن روسيا، وبوصفها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، تدافع «عن الدور المركزي للأمم المتحدة في الشؤون الدولية». وذكر الرئيس الروسي أن الهيئة الأممية نفسها تبذل جهودا كبيرة من أجل حل أصعب القضايا الدولية، وتابع قائلا: «إن القضايا التي نواجهها نحن والأمم المتحدة صعبة للغاية، وحلها يتطلب منا الاهتمام والمهنية واحترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي».

وكانت الأزمة السورية بشكل خاص، والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، قد احتلت مكانة بارزة في مباحثات لافروف وبان كي مون، اللذين اتفقا على ضرورة انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا في أقرب وقت ممكن، بناء على المبادرة التي كان طرحها لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري في أعقاب مباحثاتهما في موسكو في 7 مايو (أيار) الحالي.

وحث لافروف المعارضة السورية على الإسراع بتسمية ممثليها في «جنيف2»، وشدد على ضرورة مشاركة إيران والمملكة العربية السعودية اللتين قال إن غيابهما عن ملتقى «جنيف1» في يونيو (حزيران) 2012 كان «تقصيرا شديدا». أما عن موعد انعقاد المؤتمر قال لافروف: «إنه كلما كان أسرع، كان أفضل».

ومن جانبه قال كي مون إن لافروف وكيري كانا اقترحا نهاية مايو أو مطلع يونيو المقبل تاريخا لعقد المؤتمر، لكن الموعد النهائي لم يتحدد بعد. وشدد الأمين العام على ضرورة تنشيط العمل فيما يخص «جنيف2» نظرا لانعكاسات الأزمة السورية على الأوضاع في المنطقة، مذكرا بأوضاع اللاجئين السوريين في كل من لبنان والأردن.

ويخشى الزعماء الغربيون من احتمالات ألا تحرز المحادثات أي انفراج؛ في ظل إصرار روسيا على حضور إيران للاجتماع، وهو ما تعارضه كبرى العواصم الغربية، بالإضافة إلى مطلب المعارضة السورية الرئيس المتوقع في التأكيد على ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد قبل أي محادثات.

أما عن استخدام الأسلحة الكيماوية فقد كشف الجانبان عن أنهما تطرقا إلى هذه المسالة التي وصفها لافروف بأنها «حق يراد به باطل»، وقال كي مون إن فريق الأمم المتحدة مستعد للسفر إلى سوريا وإنه ينتظر موافقة الحكومة السورية على ذلك. وكان الجانبان أشارا إلى اتفاقهما حول ضرورة تنشيط الرباعية الدولية وأهمية مشاركة الجامعة العربية وهو ما عزاه لافروف إلى أهمية المبادرة العربية للسلام التي اعتبرها أساسا هاما للتسوية الشاملة.

يشار إلى أن الصحيفة الروسية المستقلة «نيزافيسيمايا غازيتا» كشفت أمس نقلا عن مصادر عسكرية دبلوماسية «أن روسيا سلمت مجموعة من صواريخ الدفاع الجوي (إس - 300) ومقذوفاتها لسوريا». وقالت الصحيفة إن «جميع المنظومات الأربع التي تعاقدت سوريا مع روسيا لشرائها في عام 2010، وصلت إلى الأراضي السورية»، مضيفا أنه: «ليس من المستبعد أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحاط بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي علما بذلك عندما التقاه في مقر إقامته في منتجع سوتشي منذ أيام».