الرئيس الباكستاني زرداري يستبعد إمكانية تقدمه باستقالة مبكرة

مقتل وإصابة العشرات في هجمات استهدفت مسجدين بالشريط القبلي

TT

استبعد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إمكانية تقدمه باستقالة مبكرة بعد الهزيمة المدوية التي لحقت بحزب الشعب الباكستاني في الانتخابات البرلمانية الباكستانية.

وقال المتحدث باسم الرئيس الباكستاني، فرحت الله بابار، للصحافيين في إسلام آباد معلقا على التكهنات التي تناقلتها الدوائر السياسية في إسلام آباد حول نية الرئيس آصف علي زرداري تقديم استقالته من منصبه: «مسألة الاستقالة غير واردة. لن يتقدم الرئيس باستقالته خلال الفترة القادمة».

وتثور تكهنات في إسلام آباد حول نية الرئيس التقدم باستقالته في أعقاب الهزيمة الساحقة التي مني بها حزبه في الانتخابات والذي لم يحصل على أغلبية سوى في المناطق الريفية من إقليم السند. أما في البنجاب وخيبر بوختونخوا وبلوشستان فمني بخسائر فادحة في جملة الأصوات، حيث انخفضت مقاعد الحزب من 92 في الانتخابات البرلمانية عام 2008 إلى 32 فقط في الانتخابات الحالية. لكن برغم الهزيمة التاريخية في العاصمة وثلاثة أقاليم رئيسة، فاجأ حزب الشعب الباكستاني الكثيرين باحتفاظه بأغلبيته في إقليم السند، حيث فاز الحزب بـ67 مقعدا في مجلس الإقليم، بحسب الإحصاءات غير الرسمية للانتخابات. جدير بالذكر أن الحزب قد فاز في الانتخابات الماضية بـ68 مقعدا.

وسوف تنتهي ولاية آصف زرداري الرئاسية في سبتمبر (أيلول) المقبل، حيث ستجرى انتخابات لاختيار رئيس جديد للبلاد.

وقال نواز شريف، رئيس الوزراء المرتقب، لمقربين منه إنه لن يسعى إلى الإطاحة بزرداري من منصبه، مفضلا أن يتم الأخير مدته الرئاسية.

لكن محللين سياسيين أكدوا أن شريف أصبح في موقع يمكنه من تولية مرشحه منصب الرئاسة بعد رحيل زرداري في سبتمبر (أيلول).

ويقول فصيح الرحمن رئيس تحرير صحيفة «ذا نيشن»: «الأغلبية الكبيرة التي يتمتع بها نواز شريف في الجمعية الوطنية الباكستانية، ستمكنه من فرض مرشحه الرئاسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة». لكن محللين سياسيين أشاروا إلى أن نواز شريف مشغول بالانتهاء من تشكيل حكومته ويستعد لتقديم ميزانية الحكومة في شهر يونيو (حزيران) .

وأعلن حزب الشعب الباكستاني الذي حكم البلاد خلال السنوات الخمس الماضية، أمس عن قبوله بنتائج الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها حزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف، رغم حصول تجاوزات فيها. وقال: إنه قرر ذلك خدمة لمصالح باكستان العليا وكي لا تعم الفوضى في البلاد. واتصل الرئيس الباكستاني المنتهية ولايته رئيس الحزب آصف علي زرداري هاتفيا برئيس الوزراء المنتخب نواز شريف وهنأه على الفوز.

وشهد حزب الشعب موجة استقالات على ضوء هزيمته في الانتخابات، حيث استقال كل من نائب رئيس الحزب ورئيس الوزراء السابق يوسف رضا جيلاني، ورئيس الحزب في إقليم البنجاب منظور وتو ووزير كشمير السابق، وحاكم إقليم البنجاب محمود أحمد وعضو مجلس الشيوخ من الحزب اعتزاز أحسن وسفيرة باكستان لدى الولايات المتحدة شيري رحمن، قائلة إن استقالتها ستتيح الفرصة لحزب نواز شريف لإرسال سفير يمثله في واشنطن.

من جهة أخرى ذكرت تقارير ومسؤولون أن 12 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 22 آخرون في هجمات بقنابل استهدفت مسجدين في المنطقة القبلية المضطربة شمال غربي باكستان. وقعت الهجمات شمال شرقي مدينة بيشاور، عاصمة إقليم خيبر بختونخوا. وأكد مسؤول محلي يدعى أمجد علي خان الهجمات، ولكنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل. وقال التلفزيون الباكستاني الرسمي إن 12 شخصا قضوا، في حين أصيب 22 في الهجمات. وذكرت محطة تلفزيون «جيو» التي تقدم برامجها باللغة الإنجليزية، أنه جرى استهداف مسجدين.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الهجمات وقعت داخل المسجدين أو خارجهما.