الخرطوم تجدد اتهاماتها إلى جوبا بدعمها متمردين ضدها

كرتي تناول مع سلفا كير معلومات حول أسلحة عبرت إلى بلاده

TT

جددت الحكومة السودانية اتهاماتها إلى دولة جنوب السودان بدعم الحركات المسلحة المناوئة لها، وشددت على أنها تملك أدلة تم تقديمها إلى جوبا خلال الزيارة القصيرة التي قام بها مبعوث الرئيس السوداني عمر البشير وزير خارجيته علي كرتي أمس سلم خلالها رسالة إلى رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، في وقت أعلنت فيه ولاية الخرطوم أنها أصبحت تحت إمرة القوات المسلحة.

وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي في تصريحات صحافية عقب مباحثاته في جوبا أمس مع رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت إنه تناول ما لدى حكومته من معلومات حول عبور أسلحة من دولة الجنوب إلى قوات الحركة الشعبية في شمال السودان التي تقود تمردا ضمن تحالف الجبهة الثورية في مناطق (جنوب كردفان، النيل الأزرق، ودارفور)، وأضاف أن الخرطوم لديها معلومات تفيد بعبور أسلحة من دولة الجنوب عبر ولاية الوحدة إلى داخل أراضي بلاده في ولاية جنوب كردفان، معتبرا أن مثل هذه الشكوك التي أبدتها حكومته قد تؤثر على علاقات البلدين، وقال إن عبور المجموعات المتمردة إلى السودان من جنوب السودان سيظل في إطار المناقشات والحوار المباشر للوصول إلى تفاهمات مشتركة، مشيرا إلى أنه سلم رسالة خطية من البشير إلى نظيره سلفا كير، لكنه لم يكشف عن مضمونها من جانبه قال وزير خارجية جنوب السودان، نيال دينق نيال، إن حكومته اتفقت مع الجانب السوداني على تعزيز الثقة وتقوية العلاقات من خلال مواصلة الاجتماعات المشتركة بين جوبا والخرطوم.

وكان وزير الخارجية السوداني علي كرتي قد زار عاصمة جنوب السودان كمبعوث رئاسي وعلى رأس وفد رفيع المستوى إلى جوبا أمس، ضم رئيس جهاز الأمن والمخابرات محمد عطا المولى، بعد أن تجددت اتهامات الخرطوم لحكومة جنوب السودان بالتورط في دعم تحالف «الجبهة الثورية» الذي يضم الحركة الشعبية وحركات العدل والمساواة وفصيلي تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي وعبد الواحد نور، عقب الهجوم الذي نفذته الأخيرة على مدينة أم روابة في ولاية شمال كردفان.

من جانبه قال وزير الإعلام السوداني الناطق الرسمي باسم الحكومة أحمد بلال عثمان أمس إن الزيارة التي قام بها كل من وزير الخارجية علي كرتي ومدير جهاز الأمن والمخابرات محمد عطا المولى إلى جوبا أمس كان هدفها إيصال تنبيهات إلى دولة جنوب السودان، وأضاف أن حكومته طالبت رسميا حكومة جنوب السودان برفع يدها نهائيا عن دعم الحركات المسلحة بالعتاد والأسلحة، وقال إن الخرطوم تملك أدلة دامغة تشير إلى قيام طائرات جاءت محملة بالأسلحة والعتاد من جنوب السودان لدعم الحركة الشعبية في شمال السودان، غير أنه برأ جيش جنوب السودان من التدخل في العمليات العسكرية التي شهدتها مدينتا أم روابة (شمال كردفان) وأبو كرشولا (جنوب كردفان)، وشدد على الحوار مع المتمردين، معتبرا أن بلاده تواجه مخططا خارجيا يستهدف تقسيمها إلى 5 دويلات، متهما الجبهة الثورية بأنها تقف وراء تنفيذ المخطط وجر البلاد إلى حرب إثنية، وتعمل على التشكيك في قدرات القوات المسلحة.

من جانبه قال عبد الرحمن الخضر، والي ولاية الخرطوم، إن حكومته ومجلسها ومواطنيها تحت إمرة القوات المسلحة، واعدا بتقديم الدعم للجيش الحكومي بكتائب الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية التي قال إنها تسلمت مواقعها، وأضاف أن من وصفهم بالطابور الخامس ينشرون الهلع والشائعات داخل المدينة.

إلى ذلك قال الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان في تصريحات صحافية إن التطرف والفساد وربط مستقبل الوطن بحزب واحد هو الذي سيؤدي إلى صوملة البلاد، معتبرا أن العمل المسلح ليس أفضل وسيلة للوصول إلى نظام ديمقراطي، لكنه عاد وقال: «العمل المسلح ليس حالة مزاجية، بل خيار مفروض على القوى التي اختارته نتيجة لتطور تاريخي وسياسي واجتماعي، والذي لا يرغب في العمل المسلح عليه تصعيد العمل السلمي الجماهيري». وأضاف: «قادة المؤتمر الوطني لا يهمهم الوطن أو الدين، ويسخرونهما في سبيل السلطة».

وقال عرمان إن العمل السلمي يجب ألا يكون الهدف منه إعادة إنتاج النظام والدولة السودانية بشكلها القديم، هرمت وشبعت موتا وهي مصدر الحروب، وأضاف: «وفي حالة العمل المسلح يجب أن لا يكون الهدف هو تبديل الضحايا بضحايا آخرين أو فرض شمولية جديدة تحت فوهة البندقية». وتابع: «البندقية التي لا توجد خلفها فكرة سياسية ديمقراطية سيكون مصيرها مثل مصير بنادق المؤتمر الوطني»، كاشفا عن أن مسؤولا في أعلى قمة هرم الدولة حاليا وكان معارضا في وقت سابق للحكومة من دولة مجاورة للسودان - رافضا الإفصاح عن اسمه - كان قد اقترح على رئيس الحركة الشعبية الراحل الدكتور جون قرنق قبل أعوام مضت القيام باغتيال خمسة شخصيات من مسؤولي النظام، وقال: «المسؤول كان قد اقترح للدكتور جون قرنق ذلك للتخلص من النظام الذي أصبح من كبار مسؤوليه الآن». وأضاف أن القائمة كانت تشمل اثنين من رؤسائه الحاليين واثنين من زملائه في قمة أجهزة المؤتمر الوطني حاليا، وأن الخامس خرج من النظام، وتابع: «دكتور جون قرنق قال له بحسم إن الاغتيالات والانقلابات ليست من طرقنا وتقاليدنا في الحركة الشعبية». وقال: «لكن مقدم المقترح ذاك الآن هو المدافع الأول عن النظام».