الائتلاف يضع 5 شروط للجلوس على طاولة مفاوضات «جنيف2»

أصدر ورقة «تقدير الموقف» لمناقشة التطورات السياسية والعسكرية

نسوة يقفن على إحدى الشرفات لمشاهدة مظاهرة في مدينة الرقة أمس (رويترز)
TT

أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ليلة أول من أمس ورقة تتعلق بآخر المستجدات على الساحة السورية خلال الأسبوع الفائت جاءت تحت عنوان «استحقاق جنيف2: تقدير موقف». وانقسمت الورقة إلى قسمين؛ تعلق الأول بآخر المستجدات السياسية على الساحة السورية والإقليمية والدولية، إضافة إلى آخر التطورات العسكرية، وخصص القسم الثاني من الورقة إلى الانطلاق من الواقع إلى موقف الائتلاف من مؤتمر «جنيف2» والذي رأى فيه الائتلاف «فرصة قد تكون الأخيرة بالفعل لحل سياسي يجنب السوريين مزيدا من الدماء».

ورغم الإقرار بأن الذهاب للمؤتمر سيضع مصداقية المعارضة على المحك، خصوصا في ظل غياب الضمانات في ألا «يكون للأسد دور ولا رموز نظامه وقيادته المتورطة في الدماء» في المرحلة الانتقالية، فإن الورقة أقرت أن المعارضة لا تملك «الفرصة الكبيرة» لرفض المشاركة في «جنيف2»، لكنها اشترطت للجلوس على طاولة الحوار الضمانات التالية: أولا، تأكيد واضح وثابت عدم وجود أي دور للأسد ورموز نظامه ولا مشاركة الحلقة الضيقة حوله أو المسؤولين عن المجازر والجرائم في العملية الانتقالية. ثانيا، ضمان أن المفاوضين من طرف النظام مفوضون تفويضا كاملا وملزما. ثالثا، التأكيد بوضوح على أن الحكومة الانتقالية المشكلة حكومة كاملة الصلاحيات. رابعا، أن تكون المعارضة هي الطرف النهائي الذي يوافق على أسماء المشاركين من طرف النظام وليس الأطراف الدولية الراعية وحدها. خامسا، وضع مذكرة اتفاق تقنية تُحدد آلية التفاوض يتم التوافق فيها مع الأميركيين بالتشاور الحلفاء.

وابتدأت الورقة، بقسمها الأول، من الحدث الأبرز، وهو التوافق الروسي الأميركي حول العودة إلى توصيات «جنيف1» وما يواكبه من حراك على المستوى الإقليمي والدولي. ثم انتقلت الورقة للحديث عن الوضع العسكري، مقرة بتمكن الجيش النظامي من إحراز تقدم وصفته بـ«المحدود» في مناطق استراتيجية بدمشق وجنوب درعا والقنيطرة، ومنطقة القصير في ريف حمص، وذلك بفضل «العناصر الأجنبية الموجودة في صفوف الجيش النظامي». وانتهى القسم الأول بالحديث عما يقال عن انقسام المعارضة، ومحاولة إضعاف الائتلاف: «الأمر الذي شجع على تحرك لأطراف المعارضة خارج الائتلاف لتشكيل تنظيمات سياسية تطمح لأن تكون منافسة للائتلاف». وأشار عضو الائتلاف المعارض وممثله في الولايات المتحدة، نجيب الغضبان لـ«الشرق الأوسط «إلى أن «تقدم القوات النظامية هو أمر واقع علينا الاعتراف به وهناك مؤشرات واضحة على الأرض تثبت ذلك». وقال الغضبان إن وضع هذه المعلومات في ورقة صادرة عن الائتلاف هدفه حث الدول الداعمة للثورة السورية على تسليح أكبر للجيش الحر لأن ذخيرته بدأت تنفد، فيما النظام يتلقى الدعم العسكري بكميات كبيرة من روسيا وإيران.

وحذر الغضبان من «تحول المفاوضات الدولية بخصوص الوضع السوري إلى غطاء لحملة قمعية شاملة يخوضها نظام الرئيس بشار الأسد لتحقيق مكاسب على الأرض ويثبتها كوقائع دائمة».

ميدانيا، أشار الائتلاف عبر الورقة إلى أن «القوات النظامية حققت تقدما محدودا في مناطق استراتيجية بدمشق ودرعا والقنيطرة، كذلك عل جبهات متعددة في حلب حيث أوشكت أن تستعيد أحياء كاملة داخل المدينة إضافة إلى تقدم مدعوم من قوات من حزب الله في منطقة القصير حيث توشك هذه القوات على ارتكاب مجزرة بالشراكة مع القوات النظامية». وكشف الائتلاف عبر ورقته عن «وجود عناصر أجنبية في صفوف الجيش النظامي في منطقة الغوطة معظمهم من لبنان والعراق ما يعتبر مؤشرا عن تراجع النظام على اعتماد قوات الفرقة الرابعة المنهكة». وفي مقابل تقدم الجيش النظامي، أفادت ورقة «تقدير الموقف» إلى تقدم لا بأس به في مناطق متعددة واستراتيجية مثل مطار كويرس في حلب والمطار العسكري في دير الزور والسجن المركزي في حلب. وبررت الورقة تراجع الجيش الحر «بمراقبة دخول الأسلحة إلى المعارضة لضمان بقائها بعيدة عن المقاتلين الإسلاميين المرتبطين بالقاعدة».

وذكرت الورقة بالمعارك التي بدأت في «المناطق المحررة» لبسط الأمن بعد تفشي عمليات النهب والسطو على الأملاك العامة والخاصة، بحيث صارت معاناة قاطني هذه المناطق مضاعفة، ما دفع المعارضة لشن حملة عسكرية في الأيام الفائتة لإيقاف هذه الظاهرة، وقد كانت الحملة مدعومة من أكبر الألوية والكتائب العسكرية المتواجدة في المنطقة وذلك بعد خروج جبهة النصرة من الهيئة الشرعية التي أشرفت على الحملة في حلب.

ميدانيا، تظاهر السوريون أمس في عدة مناطق في جمعة أطلقوا عليها اسم «استقلال القرار السوري»، في إشارة إلى رفضهم التوافق الروسي الأميركي حيال الأزمة السورية، والجهود المبذولة لعقد مؤتمر «جنيف2»، إذ جدد المتظاهرون تأكيدهم على رفض الحوار مع نظام الأسد وأركان نظامه برفع شعارات من قبل «لا علاقة لنا بمؤتمرات يحضرها المجرمون». كما حذر ناشطو الثورة من الرضوخ للإملاءات الدولية ورفعوا لافتة في بلدة الهبيط كتبوا عليها رسالة موجهة إلى أطياف المعارضة السورية «السقوط مصير كل من يبتعد عن إرادة الشعب ويتبع إملاءات الدول» وكذلك في ريف درعا كتبوا: «بدأت ثورتنا بشرف وسننهيها بشرف.. لا للولاءات». وحول مؤتمر جنيف وما يقال عن اتفاق دولي رفع الناشطون شعار «قبل الحديث عن الاتفاق الدولي، اتفق الشعب السوري على رحيل الأسد».