إسرائيل تهدد بقصف سوريا ردا على توجيه صواريخ «تشرين» نحو تل أبيب

نتنياهو: الشرق الأوسط يمر بإحدى أكثر الفترات حساسية هذه الأيام

TT

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بقصف سوريا مرة أخرى في حال تعرضت إسرائيل لتهديداتها الصاروخية أو في حال أقدمت على محاولة نقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان.

وكان نتنياهو يرد بذلك على ما أوردته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أمس، حول توجيه سوريا صواريخها من طراز «تشرين» أرض - أرض بعيدة المدى، صوب تل أبيب، فقال، في مستهل جلسة حكومته، إن «إسرائيل تتابع تطورات الأحداث في سوريا عن كثب وتستعد للتعامل مع أي سيناريو محتمل». وتابع القول: «الشرق الأوسط يمر هذه الأيام بإحدى أكثر الفترات حساسية منذ عشرات السنين وعلى رأسها الاهتزاز المتصاعد في سوريا. إننا نتابع عن كثب التطورات والتغيرات التي تحدث هناك، ونعد العدة لمجابهة أي سيناريو محتمل». وأضاف نتنياهو: «الحكومة الإسرائيلية تعمل من خلال التحلي بالمسؤولية وبالحزم وبالعقلانية من أجل ضمان المصلحة العليا الإسرائيلية وهي أمن المواطنين الإسرائيليين وفقا للسياسة التي حددناها. وفي مقدمة ذلك، نسعى لأن نمنع بقدر الإمكان تسرب أسلحة متطورة إلى حزب الله والمنظمات الإرهابية. وسنعمل من أجل تأمين المصلحة الأمنية للمواطنين الإسرائيليين في المراحل المقبلة أيضا، مثلما عملنا حتى الآن».

وكانت الساحة الإسرائيلية السياسية والعسكرية والإعلامية قد أبرزت، أمس، ما أوردته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية تحت عنوان «سوريا توجه صواريخها صوب تل أبيب»، الذي قالت فيه إن سوريا رفعت حالة تأهب منظومة صواريخها الأكثر تطورا ووجهتها صوب تل أبيب. وقالت «صنداي تايمز» الأسبوعية البريطانية إن سوريا ستطلق صواريخها باتجاه تل أبيب إذا ما هاجمتها الأخيرة مرة أخرى، مشيرة إلى أن منظومة أقمار لجمع المعلومات تراقب منذ مدة نظام صواريخ أرض - أرض السورية من طراز «تشرين»، وأن نشر هذه الصواريخ التي يحمل الواحد منها حتى نصف طن من المتفجرات، يمثل تصعيدا في المنطقة.

وكانت إسرائيل قد انشغلت في نهاية الأسبوع بالتصريح الذي أطلقه «مصدر أمني كبير»، خلال حديث مع صحيفة «تايمز» البريطانية، وقال فيه إن «من مصلحة إسرائيل أن يبقى نظام بشار الأسد في سوريا، باعتبار أن (الشيطان الذي تعرفه أفضل من الأشباح التي لا تعرفها)، وأن وجود نظام ضعيف ومستقر أفضل من نظام قوي وغير مستقر».

ورد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، الجنرال يوآف مردخاي، على هذا التصريح قائلا إنه يعرف شخصيا «ذلك المصدر الأمني» جيدا ويرى تصريحه «من ضمن التصريحات التي علمتني السنتان الأخيرتان أن أميزها عن غيرها من التصريحات الجادة. فهذه تصريحات جاءت لتخدم أجندة معينة»، نافيا أن يكون رأي المخابرات وبقية الأجهزة الأمنية مطابقا لهذه التصريحات. وقال: «أنا أعرف ما هو موقف الأجهزة الأمنية، وأقول لكم إن تصريحات ذلك المصدر ليست أمينة لموقف هذه الأجهزة». وأضاف مردخاي أن «الجيش الإسرائيلي يتابع بمثابرة الأوضاع في سوريا والاستعداد لمجابهة أية سيناريوهات محتملة على جميع الجبهات، وليس لدينا وقت للتكهنات حول المستقبل».

من جهة ثانية، قال مصدر إسرائيلي رسمي لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن «إسرائيل التي قصفت مواقع في سوريا ثلاث مرات مؤخرا، تدرس احتمال تنفيذ قصف آخر». ووجه المصدر تهديدا مباشرا للرئيس السوري بأن لا يرد على القصف المقبل، وإلا فإنه سيتلقى ضربات تحدث الشلل لدى نظامه ردا على رده. وقال إن نصب صواريخ «تشرين» ضد إسرائيل هو في نظر إسرائيل تصعيد خطير للتوتر في المنطقة. وحسب خبير شؤون الصواريخ، عوزي روبين، فإن «سوريا تمتلك أعدادا كبيرة من صواريخ (تشرين)».

وصاروخ «تشرين» صاروخ دقيق جدا من شأنه أن يحدث أضرارا كبيرة لإسرائيل في حال إطلاقها. وحتى لو لم ينجح في إصابة مطار بن غوريون الدولي، فإنه سيؤدي إلى شلل حركة الطيران في إسرائيل بشكل تام وسيلحق ضررا اقتصاديا هائلا.