ضغوط داخلية وخارجية لتصنيف «أنصار الشريعة» ضمن التنظيمات الإرهابية

قيادي في «النهضة» لـ «الشرق الأوسط» : كل خروج عن الشرعية يجب أن يجابه بالقوة

TT

قال محمد بن سالم وزير الفلاحة التونسية القيادي في حركة النهضة التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن تونس لن تخضع لأية ضغوطات خارجية بشأن تصنيف أي تيار سياسي ضمن التيارات الإرهابية، وأضاف موضحا: «نحن لا نخضع لأي ضغط على الإطلاق»، واعتبر أن المرجعية الوحيدة في تعامل السلطات التونسية مع كل الأطراف السياسية تكمن في الاعتماد على القضاء لإيقاف كل تجاوز سياسي، وعلى المؤسسات الشرعية المنتخبة لإقرار أي سلوك سياسي. وأشار إلى أن الدول الديكتاتورية وحدها هي التي تخضع للضغوط الخارجية، معتبرا أن ذاك العهد قد ولى وانقضى.

وبشأن المواجهات الأخيرة بين تيار أنصار الشريعة المتشدد وقوات الأمن والجيش وتوجه التنظيم السلفي المتشدد نحو عقد ملتقى سنوي دون الحصول على ترخيص من وزارة الداخلية، قال بن سالم إن حركة النهضة التي تقود عملية الانتقال الديمقراطي أبدت دعمها الكامل لقرار وزير الداخلية وموقف رئيس الحكومة بمنع المؤتمر الذي كان سيعقد في القيروان (155 كلم جنوب العاصمة التونسية)، وقال إن أي خروج عن الشرعية يجب أن يجابه بالقوة المناسبة دون إقصاء أي لون سياسي من النشاط. وقال إن كل طرف سياسي يتطاول على الدولة سيجني ثمار تطاوله على المؤسسات الشرعية، على حد قوله.

وكان جوهر بن مبارك المنسق العام لشبكة «دستورنا» (منظمة حقوقية تونسية)، قد دعا عبر وسائل إعلام محلية إلى تصنيف جماعة أنصار الشريعة في تونس، أحد التنظيمات السلفية المتشددة، ضمن المنظمات الإرهابية بعد تسرب معلومات من وزارة الداخلية التونسية تفيد توجهها نحو تصنيف هذه المجموعة تنظيما إرهابيا. وطالبت بعض نقابات الأمن التونسي بضرورة تصنيف الجماعات المتطرفة الخارجة عن القانون ضمن المجموعات الإرهابية.

واتفق أكثر من 57 حزبا سياسيا مشاركا في الجولة الثانية للحوار الوطني التي التأمت يوم 16 مايو (أيار) الحالي بالعاصمة التونسية، على ضرورة حل كل الجمعيات والتنظيمات التي تتبنى العنف، وخصت بالذكر رابطات حماية الثورة المتهمة باللجوء إلى العنف ضد خصوم الائتلاف الثلاثي الحاكم، وكذلك جماعة أنصار الشريعة الرافضة لقرار وزارة الداخلية التونسية بمنع عقد مؤتمرها الثالث في القيروان.

تأتي هذه الدعوات في ظل مواجهات حدثت أمس في حي التضامن؛ الحي الشعبي القريب من العاصمة وأحد معاقل التيار السلفي المتشدد، بين قوات الأمن والجيش وتنظيم أنصار الشريعة، استعملت خلالها الحجارة والغاز المسيل للدموع.