نجل صالح يؤدي اليمين أمام هادي سفيرا لليمن لدى الإمارات

اكتشاف مخطط اغتيالات لقيادات أمنية وعسكرية في محافظة البيضاء

أحمد علي عبد الله صالح
TT

أدى في اليمن، أمس، نجل الرئيس السابق، العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح (قائد الحرس الجمهوري – سابقا) اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بوصفه سفيرا لليمن لدى الإمارات، في وقت اعتقلت السلطات عددا من عناصر تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء التي كشف فيها عن مخطط لتنفيذ سلسلة من عمليات الاغتيالات.

وأدى أحمد صالح اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي بمناسبة تسلمه مهام عمله بوصفه سفيرا للجمهورية اليمنية ومفوضا فوق العادة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في ضوء قرارات الرئيس الأخيرة التي أبعدت العميد أحمد صالح من قيادة الحرس الجمهوري في ضوء عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة اليمنية، وكانت الأوساط اليمنية ترى عدم إمكانية تنفيذ صالح الابن لقرار إبعاده من المؤسسة العسكرية المهمة التي كان يقودها (الحرس الجمهوري) وتنفيذه قرار تعيينه سفيرا، في ظل الصراعات القائمة في اليمن والتوازنات بين القوى المؤثرة في الساحة اليمنية، وأكد الرئيس هادي أن «هذا الموقع للسفير يمثل أهمية خاصة نظرا لعلاقاتنا المتميزة والمهمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة»، وجاء أداء اليمين الدستورية بعد تأخير لعدة أسابيع.. الأمر الذي أثار لغطا في الشارع اليمني بهذا الخصوص.

من ناحية أخرى، قال تقرير رسمي، إن أجهزة الأمن في محافظة البيضاء اكتشفت مخططا لتنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة يهدف إلى تصفية عدد من القيادات الأمنية والعسكرية في المحافظة التي تشهد اضطرابات أمنية واسعة النطاق، واستعرض اجتماع للجنة الأمنية برئاسة محافظ المحافظة، الظاهري الشدادي، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» التقرير الأمني الذي أكد على وجود المخطط لهذه العناصر في هذه المحافظة المجاورة لمحافظة أبين التي ينشط فيها الإسلاميون المتشددون منذ سنوات طويلة.

وقال مصدر أمني في البيضاء لـ«الشرق الأوسط»، إن جماعة أنصار الشريعة تهدف إلى إقامة إمارة إسلامية في مديرية رداع التي تتكون من عدة مديريات في البيضاء ومجاورة لمديرية لودر في محافظة أبين، والتي سبق وأن حاولت هذه المجاميع السيطرة عليها بصورة تامة، غير أنها فشلت بعد مواجهات عنيفة مع قوات الجيش، وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن الغارات الجوية التي استهدفت تلك العناصر في بعض معاقلها أدت إلى الحد كثيرا من نشاط تلك الجماعات المتشددة والتي كانت ترتبط بصورة مباشرة باليمني – الأميركي أنور العولقي الذي لقي مصرعه في غارة جوية بواسطة طائرة أميركية بدون طيار العام الماضي.

لكن الخبير اليمني في مجال مكافحة الإرهاب، سعيد عبيد الجمحي، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن المساعي لإقامة إمارة إسلامية استبعدها تنظيم القاعدة في هذه المرحلة نتيجة لعدة أسباب أهمها عدم وجود الظروف المواتية وللتجربة السابقة التي شهدتها محافظة أبين والتي استفاد منها التنظيم وأصبح مكشوفا عند تكوينه لإمارة أبين وأصبح هدفا للطائرات الأميركية دون طيار.. الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد غير قليل من قياداته وعناصره وأجبره على العودة إلى استراتيجية الاختباء مرة أخرى.

وحول مدى تورط تنظيم القاعدة في عمليات الاغتيالات، يقول الخبير اليمني، إن الاغتيالات هي مخطط استراتيجي أصيل ويمارسه التنظيم ونشهد الكثير من عمليات الاغتيالات في عدة مناطق ونستطيع أن نميز بين اغتيالات التنظيم والاغتيالات السياسية الأخرى، لأن البلد تشهد موجة اغتيالات وعمليات إرهابية وعنف وبينها إسقاط الطائرات وضرب خطوط الكهرباء والألياف الضوئية وهو إنهاك للاقتصاد و«القاعدة» لا تمارس كل هذه العمليات، ولكنها تمارس الاغتيالات وتركت للأطراف الأخرى التي تخدم أهدافها، مهاما أخرى كتخريب الاقتصاد.

وكان أربعة أشخاص على الأقل قد قتلوا وأصيب عدد آخر في هجوم شنته طائرة دون طيار على سيارة كانت تقل أشخاصا يشتبه بأنهم أعضاء بالقاعدة في جنوب اليمن أول من أمس حسبما ذكر مسؤول محلي لوكالة أنباء «رويترز». وذكر المسؤول أن الهجوم وقع فجرا على طريق شمال جعار في محافظة أبين القريبة من عدن. إلى ذلك، شهد مؤتمر الحوار الوطني وقفات احتجاجية متواصلة لأعضاء المؤتمر احتجاجا على مقتل الشابين الجنوبيين حسن جعفر أمان وخالد الخطيب على يد مسلحين في صنعاء الخميس الماضي، وأيضا للاحتجاج على مقتل العقيد في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في محافظة حضرموت، عبد الله سالمين الرباكي، علي يد مسلحين مجهولين، وأكد أعضاء في مؤتمر الحوار، في شعارات رفعوها، على أن لغة الحوار والعنف لا تجتمعان في وقت واحد، هذا في حين أعلنت وزارة الداخلية اليمنية عن اعتقال اثنين من المشتبه بصلتهما في مقتل الشابين الجنوبيين بصورة بشعة في أحد شوارع صنعاء.