رئيس وزراء ماليزيا الأسبق: على المصريين صناعة تجربة تتفق مع ثقافتهم

مهاتير محمد عرض تجربة بلاده في القاهرة

TT

دعا مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، المصريين إلى صناعة تجربة خاصة بهم في النهضة تتفق مع ثقافة المجتمع المصري. وحذر في الوقت نفسه من نصائح وتوجيهات صندوق النقد الدولي، قائلا: «صندوق النقد متخبط.. ونصائحه لنا لم تكن حقيقية». جاء ذلك خلال مؤتمر «تجارب النهضة في العالم.. ماليزيا نموذجا» الذي نظمه حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين أمس بأحد فنادق القاهرة، وقالت مصادر في الحزب الحاكم إن مشاركة مهاتير محمد تأتي لنقل التجربة الماليزية للجانب المصري. وأضاف مهاتير محمد أن بلاده رفضت نصائح صندوق النقد الدولي أثناء الأزمة المالية التي تعرضت لها آسيا في نهاية التسعينات، وقررت التعامل مع أزمة انخفاض سعر العملة بطريقتها الخاصة. وقال: «ما تفعله مصر الآن هو ما انتهجته اليابان وكوريا، حيث تعلمت من تجارب الآخرين.. لا بد أن تكون للمصريين تجربتهم التي تتفق مع ثقافتهم ولا بد أن يسألوا الآخرين كيف حلوا مشاكلهم وبنوا نهضتهم».

وحول الخلافات السياسية، وتأثيرها على التنمية في مصر، قال إن اللعبة الديمقراطية فيها منتصر ومهزوم، وعلى المهزوم أن ينتظر حتى الانتخابات القادمة لكي يستعيد مكانته وينتصر، مشيرا إلى أن الحكومة الماليزية أدركت أن التطور الاقتصادي لا يتم إلا بالتعاون مع القطاع الخاص، وكانت هذه الآلية التي سهلت للقطاع الخاص العمل والاستثمار.

وأكد مهاتير أن المجتمع الماليزي بدأ يشعر بالهدوء والراحة مع توفير الوظائف، مشددا على أن القضاء على البطالة يقلل من فرص وقوع الجرائم، مما ساعد الحكومات الماليزية في اقتحام مجال صناعة السيارات، وكان ذلك بعد تطوير منظومة التعليم.

وعرض مها تير بعض المؤشرات التي تكشف حجم التحول الذي حدث في التجربة الماليزية، حيث أكد أن معدل دخل الفرد في بلاده قبل النهضة الاقتصادية كان لا يزيد على 350 دولارا، أما الآن فيقدر بـ8 آلاف دولار. وأوضح أن الحكومة سعت للحفاظ على السلم والأمن الاجتماعيين، بين مختلف مكونات الشعب، لافتا إلى أن الحكومة عملت على تقليل الفارق في الثروة بينهم بهدف التصدي لحالة الاحتقان الطائفي. واعتبر مهاتير محمد الزيادة السكانية في مصر ميزة يمكن استغلالها في تنمية الموارد الاقتصادية للبلاد.

وبسؤاله عن كيفية التغلب على الفساد الحكومي، أشار إلى أنه موجود في كل مكان، مصنفا الفساد إلى نوعين «فساد فوق الترابيزة وتحت الترابيزة»، حسب تعبيره، معتبرا النوع الثاني هو الأخطر في التعاملات الحكومية ويجب القضاء عليه، لأن المواطن يسعى لإنجاز مصالحه بدفع «رشاوى»، داعيا إلى ضرورة التغلب على هذا الأمر.

ومن جانبه، أكد خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان في مصر، أن «طرح الاستثمارات الخارجية ليس كما يتم ترويجه بأننا نسعى لبيع مصر، ولكنه استلهام لتجارب خارجية من شأنها تحقيق النهضة في مصر».

وكان الشاطر توجه إلى ماليزيا في أبريل (نيسان) الماضي. وقال وقتها قبل سفره إن زيارته لماليزيا تهدف إلى نقل تجربتها الاقتصادية الناجحة إلى مصر، وإن زيارة مهاتير محمد لمصر للاستفادة من خبراته وتجربة ماليزيا في الاقتصاد وصناعة الإلكترونيات والبرمجيات وصناعة الزيوت والأثاث والأخشاب.

وأضاف الشاطر خلال كلمته أن الواقع لدينا مؤلم و78 في المائة من الموازنة في مصر تنفق على 3 بنود هي الأجور، ودعم الطاقة والطعام والدين الداخلي والخارجي. وحينما بدأت ماليزيا في تجربتها ركزت على المناطق الاقتصادية الخاصة على عكس ما يتم الترويج له في مصر الآن بأنه سيتم بيع تلك المناطق، مؤكدا أن ماليزيا حاولت توفير بيئة جاذبة للاستثمار وإنشاء مناطق اقتصادية لتجاوز التعقيدات الحكومية. وأضاف الشاطر: «بعد ذلك ركزت ماليزيا على القطاع الصناعي والتعدين واهتموا بالقطاع السياحي ومن الأمور المتميزة أنهم وضعوا هدفا لبرنامج 2020 بأن يصلوا لمرحلة سائح لكل مواطن وبالفعل وصلوا إلى هذا وعددهم 28 مليون ولديهم 28 مليون سائح وتعرفنا على تجربتهم في محاربة الفساد واهتمامهم بقطاع التمويل بشكل كبير وماليزيا من الدول الكبرى المهتمة بالتمويل الإسلامي».

وأشار الشاطر إلى أن حزب الحرية والعدالة أرسل مجموعة من الوفود واستقبل وفودا أخرى من عدة دول بهدف التعرف على تجاربهم وكيف تمكنت هذه الدول من بناء نفسها مؤكدا أنهم تعرفوا على تجارب اليابان والدول الغربية وأنهم ركزوا على الدول التي أقامت اقتصادها في آخر 30 سنة خاصة تركيا واليابان والهند والبرازيل وسنغافورة.