أنباء عن تململ علوي في سوريا بعد ارتفاع عدد القتلى المؤيدين للنظام

يفتقرون لقيادة دينية معروفة على غرار بقية الطوائف

TT

تنشر صفحة «شهداء الوطن»، الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، على موقع «فيس بوك» صورة لشاب يدعى محمد حسن جعفر. توضح أنه «استشهد في منطقة بصرى الشام» خلال معارك مع من تسميهم الصفحة بـ«عصابات الجيش الحر». يظهر محمد المنتمي وفق الصفحة إلى «قوات الدفاع الوطني»، التي تقاتل إلى جانب الجيش النظامي، وهو يلف معصمه بشريط أخضر، ما يوحي بانتمائه إلى الطائفة العلوية. إذ يسمي العلويون هذا الشريط بـ«الخلعة»، مدللين بها على انتمائهم الطائفي.

ويعتبر محمد واحدا من ضحايا الطائفة العلوية الذين سقطوا منذ اندلاع الصراع في سوريا، إذ اتخذ معظم العلويين موقفا داعما للنظام السوري وتجندوا في «قوات الدفاع الوطني» وتشكيلات «اللجان الشعبية» للقتال إلى جانب الجيش النظامي. وصل عدد القتلى من العلويين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى 41 ألفا يتحدر معظمهم من مناطق حمص وريفها واللاذقية وبانياس وجبلة ومصياف والقرداحة وغرب حماه.

ويشير مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إلى «وجود قرى علوية في الساحل السوري لا يتجاوز عدد سكانها الـ1000 نسمة قتل منها 40 شخصا خلال الأحداث الأخيرة». ويوضح عبد الرحمن أن «الأرقام التي نشرها المرصد استندت إلى تقاطع معلومات من ناشطين علويين من مناطق مختلفة في سوريا»، مؤكدا «امتلاكه الأسماء الثلاثية لأكثر من 35 ألفا من القتلى العلويين فيما بقية الضحايا لا نملك إلا أسماءهم الأولى».

ولم يظهر ضمن الطائفة العلوية معارضة علنية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد إلا أخيرا، حين عقد ناشطون علويون في مارس (آذار) الماضي مؤتمرا في القاهرة للنأي بالطائفة عن النظام. وأصدروا في ختام المؤتمر بيانا سموه «إعلان القاهرة» قالوا فيه إن «النظام لم يمثل يوما العلويين»، وإنه يتعين «عدم الخلط بين الطائفة والنظام».

وكشف عبد الرحمن أن «ارتفاع عدد الضحايا عند العلويين خلق حالة من التململ داخل قسم كبير في الطائفة، لكنه في الوقت عينه جعل قسما آخر يتمسك بموقفه الداعم للنظام، لأن العدو بنظرهم هو (جبهة النصرة) والإرهابيون الذين يريدون إبادة الطائفة ولا بد من تقديم التضحيات لعدم تحقيق ذلك». ويلفت إلى أن «ما يقارب 40 في المائة من أبناء الطائفة بدأوا يعيدون حساباتهم بخصوص الموقف من الأحداث الجارية، ولا يعني ذلك بالضرورة الانحياز إلى المعارضة، وإنما طرح أسئلة على النظام تتعلق بهذا العدد المهول من الضحايا».

وتظهر صور بثها ناشطون معارضون على مواقع الإنترنت طائرات مدنية في مطار باسل الأسد قرب مدينة اللاذقية ذات الغالبية العلوية وهي تنزل نعوش قتلى النظام من العلويين وتتحلق حولها سيارات الإسعاف لنقل الجثث إلى ذويهم.

ويقول عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في اللاذقية وريفها لـ«الشرق الأوسط»، إن جدران مناطق الساحل تمتلئ بأوراق نعي شبان علويين، هم إما عسكريون أو متطوعون في اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني»، مؤكدا أن «الطائفة باتت تتذمر من النظام لكن معظم أبنائها يخشون من التعبير عن ذلك خوفا من ردود فعل انتقامية من النظام». ويكشف الحسن عن قيام قوات النظام بهدم نحو 12 بناء في منطقة بسنادا التابعة لمحافظة اللاذقية لأن مالكيها من عائلة نعيسة العلوية المعارضة.

ويشير الحسن إلى مشايخ ورجال دين علويين «يعملون على شدّ العصب الطائفي في القرى والمناطق العلوية عبر بث مقولات عن إبادة ستتعرض لها الطائفة فيما لو سقط الأسد».