ثلاثة أحزاب يسارية مغربية تعلن اندماجها في «العائلة الاشتراكية»

بهدف ترشيد المشهد السياسي في أفق بناء الحزب اليساري الكبير

قادة الأحزاب اليسارية الثلاثة لدى إعلانهم الاندماج في حزب «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أمس (تصوير: منير محيمدات)
TT

أعلن في الرباط، أمس، اندماج حزبين سياسيين يساريين في حزب «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» المغربي المعارض. وكان عبد المجيد بوزوبع الأمين العام لـ«الحزب الاشتراكي»، وعبد الكريم بنعتيق الأمين العام لـ«الحزب العمالي»، قد انشقا عن «الاتحاد الاشتراكي» قبل عدة سنوات. وتأتي هذه المبادرة، حسب قيادات الأحزاب الثلاثة، من أجل توحيد عائلة اليسار، وإنشاء تقاطبات سياسية كبرى.

وأفاد بيان للأحزاب الثلاثة، وزع أمس خلال لقاء صحافي خصص لشرح حيثيات قرار الاندماج، بأنه انطلاقا من «حس المسؤولية التي تميزت بها العائلة الاتحادية وترفعا عن كل المعاتبات المتقادمة، وبإصرار نضالي قرر (الحزب الاشتراكي) و(الحزب العمالي) تفعيل الأمل الوحدوي عبر فتح مسار الاندماج في (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)».

وأشار البيان إلى أنه «سيتم مستقبلا عرض هذا القرار على الأجهزة التقريرية للأحزاب الثلاثة وأن الهدف من هذا المسار هو النهوض بطاقة حزب (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)، والرفع من فعالياته في الإسهام في إنجاح الانتقال الديمقراطي وصيانة المكتسبات الوطنية».

ولا يقف قرار الاندماج عند حدود تنفيذ رغبة الأحزاب الثلاثة فقط، بل يأتي أيضا انطلاقا من واجب «الانتصار للأسرة التقدمية ولحاجة إسناد الدينامية المغربية ببناء الحزب اليساري الكبير، وذلك عبر حث باقي مكونات العائلة الاتحادية على القطع مع ترددها واستعادة اتحادها، وهو الأساس المنيع لإرساء جسور التواصل الوحدوية مع باقي فصائل اليسار المغربية»، حسب المصدر ذاته.

وفي السياق ذاته، قال إدريس لشكر، الأمين العام لحزب «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية»: «مسار الاندماج هذا ما كان ليتم لولا المناقشات التي انخرطت فيها الأحزاب الثلاثة، التي بينت أن الظروف السياسية الحالية التي يعرفها المغرب تفرض توحيد القوى اليسارية عامة والعائلة الاتحادية خاصة» مضيفا أن تنوع المقاربات والأفكار والرؤية السياسية ومناهج تحليل الواقع يغني التجربة ولا يعني الاختلاف عن ضرورة بناء حزب اشتراكي كبير، «مما يتطلب القدرة على البحث عن الوحدة على المستوى التنظيمي مع الانفتاح على الآفاق والفضاءات وإدارة التنوع والاختلاف بطريقة تقوي الجسم الحزبي ولا تضعفه».

وأضاف لشكر أن «بيت العائلة الاتحادية سيظل مفتوحا لكل طاقات وفعاليات الحركة الاتحادية واليسارية بمختلف الصيغ، سواء كانت اندماجية أو غيرها».

من جهته، قال عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام لـ«الحزب العمالي»، إن بناء مشروع حداثي قادر على مواجهة القوى المحافظة يتطلب تجميع اليسار مضيفا أن هذه الخطوة التي ترمي إلى النضال من أجل مشروع مجتمعي حداثي بما يتطلب ذلك من تكوين جبهة اجتماعية قوية، يفرض تجاوز التعامل التقليدي مع التطورات المتسارعة التي تشهدها الحياة السياسية بما يحتم رفض الانغلاق والتخندق، وذلك لإحداث نوع من التوازن داخل المجتمع»، على حد تعبيره.

وأضاف بنعتيق أن «وحدة اليسار تعتبر ضرورة تمليها أيضا الحاجة إلى ترشيد المشهد السياسي وعقلنته عبر الخروج به من أوضاع البلقنة إلى أوضاع التقاطبات الكبرى».