انقطاع الكهرباء يؤرق المصريين ليلا ونهارا

طال مطار القاهرة الدولي

TT

رغم مشاعر الفرح التي انتابت المصريين أمس مع عودة الجنود السبعة الذي كانوا مختطفين في سيناء منذ يوم الخميس الماضي؛ إلا أن مشاعر أخرى من الغضب والضيق أفسدت فرحتهم بسبب أزمة انقطاع الكهرباء المتكررة ولفترات طويلة على مدار النهار والليل. وهي الأزمة التي تجددت للعام الثاني خاصة مع دخول فصل الصيف، ليصل الانقطاع لعدة ساعات متواصلة أو متقطعة في العاصمة القاهرة والمحافظات.

ورغم ما اعتبره مراقبون من أن أزمة الجنود كانت اختبارا حقيقيا لمؤسسة الرئاسة، إلا أن كثيرين في الشارع المصري يرون أن الاختبارات الحقيقة أمام رئيس البلاد الدكتور محمد مرسي وحكومته تتمثل في توفير الخبز والوقود وحل مشكلة انقطاع الكهرباء وإزالة القمامة التي أصبحت تزحم الأحياء الراقية بالقاهرة.

بنبرة إحباط تقول سمية حلمي، ربة منزل: «عرفت بخبر عودة الجنود من الراديو، فهرولت سريعا إلى التلفزيون لأتابع مشهد عودتهم واستقبال الرئيس لهم، ولكن ما هي إلا ثوان وانقطع التيار الكهربائي فجأة ليفسد فرحتي بعودة أبنائنا، ولم يعد إلا بعد ساعة كاملة. فيا فرحة ما تمت». وتضيف أن التيار الكهربي ينقطع في اليوم مرتين أو ثلاث منذ نحو أسبوعين.

وظهر أحد الإعلاميين مساء الثلاثاء، في برنامجه اليومي بـ«شمعة» ودون إضاءة لأنوار الاستوديو، احتجاجا منه على انقطاع الكهرباء، موضحا أن ظهوره خلال الحلقة بهذه الطريقة يأتي لمعايشة حال المواطنين الذين يقضون أطرافا من الليل في الظلام.

وزاد من حدة أزمة الكهرباء أمس ما شهدته صالات مطار القاهرة الدولي من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي، كما تعطلت بعض أجهزة الكشف عن حقائب الركاب المسافرين وتم استدعاء فنيين لإصلاحها.

وقالت مصادر مسؤولة بالمطار، إن صالة الوصول رقم 3 شهدت حالتي انقطاع للكهرباء، الأولى فجرا والثانية صباحا، حيث اضطر بعض الركاب لاستخدام هواتفهم الجوالة في الإضاءة. وسبق لوزير الطيران المصري وائل المعداوي، القول قبل أسابيع إن مطار القاهرة لا يتأثر بانقطاع التيار الكهربائي لوجود محطات توليد بديلة، وأشار وقتها إلى قرار يتم بموجبه غلق مطار القاهرة أمام حركة الطيران لمدة 4 ساعات يوميا لتوفير الطاقة بدءا من يونيو (حزيران) المقبل.

وتعاني فئات مختلفة من المصريين من أزمة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة على مدار اليوم. وتحول الأمر إلى ظاهرة طالت كثيرا من المحافظات. وفي محافظة أسوان خرج تلاميذ المرحلة الأخيرة من التعليم الأساسي في مظاهرة أمس احتجاجا على انقطاع الكهرباء وعدم قدرتهم على المذاكرة وأداء اختبارات نهاية العام الدراسي المنعقدة حاليا.

وشمالا، في محافظتي الإسكندرية والمنوفية بدلتا النيل، خرجت مظاهرات أخرى أمس لنفس الهدف. وقال أحد المتظاهرين: «المحلات التجارية تشهد حالات سرقة أثناء انقطاع التيار الكهربائي، كما أن الأدوات الكهربائية التي نستخدمها في أعمالنا ومنازلنا تعطل بعضها بسبب انقطاع التيار الكهربي وعودته بشكل مفاجئ».

وقال رئيس محكمة جنايات القاهرة، التي تباشر إعادة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه إن التيار الكهربائي ينقطع عن المنطقة التي يسكن فيها بمحافظة السويس لمدة 22 ساعة يوميا، مما يعوقه عن دراسة ملف القضية الضخمة.

في الفضاء الإلكتروني، وتحت شعار «لن ندفع فاتورة الكهرباء»، جدد عدد من النشطاء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»» الدعوة لعدم دفع فاتورة الكهرباء بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.

وأصدرت وزارة الكهرباء والطاقة بيانا أول من أمس اعتذرت فيه للمواطنين عن لجوئها لتخفيف الأحمال، مبينة أن ذلك رغما عنها وأنها تبذل قصارى جهدها بالتنسيق مع وزارة البترول لزيادة كميات الوقود المورد لمحطات الكهرباء لتوفير التغذية الكهربائية اللازمة.

إلا أن كثيرين لم يقبلوا ذلك «الاعتذار» الحكومي. من بينهم محمد حامد، تاجر ملابس الأطفال، الذي تساءل بغضب: «ماذا نفعل بهذا الاعتذار؟ هل سيعوضنا عن خسارتنا اليومية بسبب قلة الإقبال على الشراء؟».