الصدر يرفض تشكيل تنظيم جديد.. وكتلته تتهم المالكي بـ«ابتلاع كل السلطات»

قيادي في تياره: ائتلاف دولة القانون شل عمل البرلمان سنتين

مقتدى الصدر
TT

قالت كتلة الأحرار البرلمانية التابعة للتيار الصدري أمس إنها سبق أن حذرت من اتجاه الحكومة لتقويض عمل البرلمان تحت حجج وذرائع مختلفة. وقال عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار الصدرية محمد رضا الخفاجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المحكمة الاتحادية وبكل أسف ساعدت الحكومة على كل الخطوات التي أدت إلى تعطيل دور البرلمان لجهة تشريع القوانين لنحو سنتين بعد أن تحايل ائتلاف دولة القانون (بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي) على نص دستوري بشأن مشاريع القوانين يقول: إن مشاريع القوانين أما تحال من مجلس الوزراء إلى البرلمان لكي يصوت عليها أو تقترح القوانين من قبل اللجان الدائمة بالمجلس غير أن التفسير الذي أعطته المحكمة الاتحادية التي أصبحت أداة بيد الحكومة والسيد المالكي تحديدا كان ملائما لما يريده إلى أن طعن البرلمان بذلك وحصل على حق التشريع عبر اللجان ولكن هذا حصل بعد سنتين تقريبا من شلل البرلمان الذي تحول بفضل المحكمة الاتحادية إلى القيام بدور رقابي وليس تشريعيا».

وأضاف الخفاجي أن «المالكي عمد إلى شراء ذمم بعض الكتل والنواب مثلما حصل للقائمة العراقية من خلال منحهم امتيازات في محافظاتهم وبذلك أضعفوا قائمتهم وانعكس ذلك على البرلمان كما أنه وبعد أن ابتلع الحكومة يريد ابتلاع البرلمان من خلال الدعوة الصريحة لتعطيله عبر مؤتمره الصحافي»، في إشارة إلى دعوة المالكي النواب إلى مقاطعة جلسة استثنائية عقدها البرلمان أول من أمس لمناقشة الانفلات الأمني. وردا على سؤال بشأن الأسباب التي تقف وراء ذلك قال الخفاجي إن «المالكي يخشى البرلمان لأننا نملك الكثير مما يشكل إدانة له ولذلك نحن نتحداه أن يأتي إلى البرلمان ويكشف ما لديه» مؤكدا أن «المالكي انقلب على الجميع وهو الآن يخطط للانقلاب على الدستور».

وبشأن التعزية التي وجهها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى الشعب العراقي بموت البرلمان قال الخفاجي إن «هذه التعزية ناتجة عن هذه الممارسات التي حان الوقت للوقوف بوجهها لأننا لن نقبل بعد الآن حكما ديكتاتوريا».

وكان زعيم التيار قد عزا الشعب العراقي «بموت البرلمان على يد كبار مسؤولي الحكومة»، داعيا في الوقت نفسه إلى «تعزيز دوره وتفعيله بما يحفظ لصوت الشعب كرامته وعزته، وإلا انتهت السلطة التشريعية كما انتهت السلطة القضائية نوعا ما وبقيت سلطة واحدة». وأبدى الصدر استعداده «مرة أخرى لجمع كل الأطراف السياسية من أجل الصالح العام»، معلنا «موافقتي على أي مبادرة وطنية من أي شخص أو جهة عراقية لإنقاذ البلد».

على صعيد آخر رفض الصدر تشكيل تنظيم جديد من طلاب الحوزة العلمية في وقت كشف الخفاجي عن أن «هناك جهات مرتبطة بأجندات خارجية تريد تشكيل ميليشيات تنسب نفسها بشكل من الأشكال للتيار الصدري وتمارس عمليات القتل تحت ذريعة الانتماء للخط الصدري». وكان الصدر قد أجاب على سؤال لأحد أتباعه وصدر على شكل بيان أمس بشأن تشكيل تنظيم جديد «أنني سمعت بهذه القضية من بعض المؤمنين وأنهم قد عزموا على الإعلان إلا أن المذكورين في الاستفتاء لم يخبرونا بذلك على الإطلاق (...) ولعلهم قد نسوا أنهم بذلك يعينون العدو الذي هالته قوتنا الشعبية والدينية والسياسية والاجتماعية وخصوصا بعد انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة»، مشيرا إلى أن «مثل هذه الانشقاقات جاءت بعد أن وجدوا التيار صخرة شماء لم يستطيعوا إخضاعها وإركاعها وبقيت للصدر دون غيره ولن تخضع ما دمت حيا». ودعا الصدر الذين يحاولون تشكيل التنظيم الجديد إلى «الدخول في كهف الصدر وآل الصدر وسيبقون إخوة لي وأخص منهم الشيخ والسيد، فأنا بقيت لهم مدافعا طيلة هذه الفترة».

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان بيان الصدر ونية هذه المجموعة تشكيل تنظيم جديد تعني انشقاقا في التيار الصدري، قال الخفاجي إن «التيار الصدري متماسك ولا يعاني أي انشقاقات وعندما تخرج هذه الجهة أو تلك فإن الخط الصدري هو من يلفظها خارجه». وأضاف الخفاجي أن «ما حصل أن بعض الجهات تريد العبث بأمن الوطن والمواطن وهي جهات مرتبطة بأجندات خارجية بهدف تشكيل ميليشيات ومجاميع تقوم بمختلف العمليات التي تقوم بها الميليشيات وهو ما أعلنه السيد الصدر رفضه المطلق له لأن الانزلاق إلى الفتنة سيعود بالضرر الكبير على كل أبناء الشعب العراقي».