نائب طالباني ورئيس المعارضة بكردستان يوقعان على طلب إطلاق سراح أوجلان

رئيس برلمان الاتحاد الوطني: الحكومة العراقية تدعو إلى السلام في سوريا وترفضه لتركيا

TT

انطلقت في إقليم كردستان العراق منذ عدة أيام حملة شعبية لجمع 5 ملايين توقيع لإطلاق سراح عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني التركي المعارض، المعتقل منذ 15 عاما في سجن إيمرالي داخل تركيا، ونصبت الخيم بالساحات العامة في مدينة أربيل ومدن أخرى بكردستان لجمع تلك التواقيع بعد أن تقدم الزعيم الكردي بمبادرته التاريخية لتحقيق السلام في تركيا بعد 4 عقود من القتال الدامي هناك والذي أودى بحياة أكثر من 40 ألفا من الجانبين، حيث دعا زعيم حزب العمال الكردستاني من داخل سجنه إلى وقف القتال والانسحاب من داخل الأراضي التركية ووضع السلاح جانبا، والانخراط بالعملية السياسية والحياة البرلمانية في تركيا.

وكان أقصى ما ترنو إليه قيادة حزبه من مجمل المبادرة السلمية لزعيمه هو تحسين أوضاعه داخل السجن، وتحويله إلى الإقامة الإجبارية في منزله، ولكن الحملة الشعبية أخذت أخيرا طابعا رسميا بدخول الكثير من القيادات الكردية العراقية البارزة إلى الحملة من خلال وضع تواقيعهم على عرائض تطالب الحكومة التركية بإطلاق أوجلان.

فقد وضع كوسرت رسول علي نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، ورئيس المعارضة الكردية السياسي المعروف نوشيروان مصطفى توقيعهما على العريضة، لحقهما عماد أحمد نائب رئيس حكومة إقليم كردستان، ثم الفريق جبار ياور أمين عام وزارة البيشمركة، لتأخذ الحملة طابعا شعبيا ورسميا.

وقال عماد أحمد أثناء وضع توقيعه على العريضة مخاطبا القائمين على الحملة: «إن الحملة التي تقومون بها هي حملة إنسانية ووطنية وقومية، فالرئيس (آبو) يقصد أوجلان، هو قائد له موقعه الريادي البارز في الحركة الكردية، ونأمل أن يتحول إلى رمز للسلام وتحقيق حقوق شعبه الكردي في تركيا». وأضاف: «أن هذا الصراع الدائر منذ عشرات السنين والذي يتواصل عبر الثورات الكردية المتلاحقة، آن له أن ينتهي، وأن يتحقق في هذا العصر الذي تشهد فيه المنطقة تحولات كبيرة، الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في تركيا». وأكد، «نحن كحكومة الإقليم ندعم هذه الخطوة، ونؤكد ضرورة تأمين حقوق هذا الشعب بتركيا وبجميع أجزاء كردستان الأخرى، ونتمنى أن يصل الشعب الكردي في هذ القرن وبجميع أجزائه إلى حقوقه القومية والوطنية المشروعة».

وفي سياق متصل وجه رئيس المجلس المركزي (البرلمان الحزبي) للاتحاد الوطني الكردستاني عادل مراد انتقادات شديدة لموقف الحكومة العراقية من عملية السلام الحالية في تركيا، وقال في تغريدة على موقعه الشخصي بالـ«فيس بوك» استغربت من موقف بعض المسؤولين في الحكومة العراقية إزاء عملية السلام الحالية بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستانيpkk كنت أنتظر موقفا مغايرا من الأخوة في بغداد!! فقد كان من الأولى بهم أن يدعموا عملية السلام لحقن دماء الشعبين التركي والكردي في تركيا، كما هم يدعون للحوار السلمي في سوريا في كل المحافل الدولية (هذا موقف حكيم نثمنه). فلماذا هذا التناقض؟ لماذا السلم في سوريا حق وفي تركيا باطل؟ إنني أؤيد السلم والاستقرار في كل من سوريا العزيزة وتركيا الجميلة وفي العالم أجمع. فالحروب تجلب الدمار للشعوب وتنعش تجار الحروب أعداء الشعوب. ويضيف: «الغريب أن بغداد أطبقت على السكوت حين دخلت مرارا القوات العسكرية التركية الأراضي العراقية بحجة ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، بقطعات عسكرية ضخمة مدعمين بالدبابات والمصفحات ناهيك بقصف الطائرات التركية لقرى كردية عراقية آمنة، فلم تتحرك الآلة الإعلامية الضخمة لشجب عدوانية الحكومة التركية، وقد دمرت تلك العمليات عشرات القرى الكردية العراقية وتشردت عائلات الفلاحين المعدمة وأتلفت مئات المزارع والحقول والماشية ومناحل النحل النادرة جراء الاعتداءات التركية الغاشمة المتكررة صيفا وشتاء، لكن بعض السياسيين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لدخول عدد قليل من أعضاء العمال الكردستاني وهم يحملون رايات السلام». وأخيرا كان من المفترض على الحكومة العراقية أن تتجرأ أولا بإلغاء الاتفاقية التي عقدت بين الحكومة التركية وحكومة صدام البائدة والتي بموجبها سمحت للقوات التركية من التغلغل إلى عمق الأراضي العراقية وبعمق 20 كيلومترا، تلك الاتفاقية التي وقعت في حينها من قبل طه ياسين رمضان ووزير الدفاع التركي عام 1983. أجل الغوا هذه الاتفاقية أيها الإخوان في السلطة التنفيذية ببغداد قبل أن تتحدثوا عن حرمة الأراضي العراقية.