سجال سياسي بين الموالاة والمعارضة في مصر عقب تحرير الجنود المختطفين

بعضهم نسب الإنجاز للرئيس وآخرون طالبوا بالكشف عن الخاطفين

TT

نشب سجال سياسي بين معارضين وموالين للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، بعد نجاح السلطات الأمنية في تحرير الجنود المصريين المختطفين في سيناء أمس. فبينما طالب معارضو الرئيس بالكشف عن تفاصيل العملية وسرعة القبض على الخاطفين مشككين في وجود صفقة ما مع «الجهاديين» في سيناء سمحت بعدم المساس بهم، قال سياسيون ينتمون للتيار الإسلامي إن العملية إنجاز يحسب للرئيس مرسي والقوات المسلحة، الذين نجحوا في تحرير الرهائن دون إراقة نقطة دماء واحدة، وأن هذا النجاح «خذل المعارضة».

ومنذ توليه الحكم في يونيو (حزيران) العام الماضي، وعد الرئيس مرسي بتنمية منطقة سيناء واستعادة الأمن فيها، والتغلب على الانفلات الأمني بها الذي أعقب ثورة 25 يناير 2011، لكن تكرار حوادث قتل واختطاف الجنود المصريين هناك، دفع معارضيه للمطالبة بإسقاطه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وقال أيمن أبو العلا، أمين الشؤون البرلمانية بالحزب المصري الديمقراطي: «لا مانع من الفرح بعد إطلاق سراح الجنود، إلا أن هذه الفرحة لا يجب ألا تقتصر على ذلك بل يجب أن تمتد لكل سيناء ويتم تطهيرها من كل الجماعات الإرهابية والبدء في التنمية بشكل عاجل»، لافتا إلى أنه «يجب أن يتم القبض على خاطفي الجنود في أقرب وقت والتعامل معهم بلا هوادة حتى لا تتكرر المأساة».

ومن جانبه، اعتبر مصطفى النجار، النائب البرلماني السابق، رئيس حزب العدل، أن «إفلات المجرمين يعني أن الدولة قد خضعت لابتزاز ما، فلا يوجد شيء بلا ثمن، لذا ننتظر الشفافية من الرئيس والجيش».

وقال جورج إسحاق القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، إن «الفرحة بعودة الجنود لا يجب أن تنسينا أن مهمة الجيش ما زالت قائمة، وتتمثل في تطهير سيناء من التكفيريين والإرهابيين، واستحقاق تنمية سيناء، فضلا عن ضرورة تعديل اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل».

وأكد طارق الملط عضو مجلس الشورى عن حزب الوسط، أنه «لن تكتمل هذه الفرحة إلا بالقبض على الخاطفين، وتطهير سيناء من البؤر الإرهابية، لتستطيع الدولة تنفيذ خطة تنمية تستعيد بها سيناء»، مضيفا «لا بد من عودة السيادة على كل شبر من أرض مصر، ولا بد من عودة هيبة الدولة».

وعقب أيمن الصياد، المستشار السابق للرئيس مرسي قائلا: «نقدر كل جهد بُذل، ولكن سياسيا علاج الأعراض لا يغني أبدا عن علاج الأمراض والخلفيات مهمة».

وسخر الناشط الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، من عدم القبض على الخاطفين قائلا: «تم الاطمئنان على المخطوفين والمختطفين وتمت تحية الجيش والشرطة بحديث منمق عن الحرية والاستقرار»، لافتا إلى أن مصر ما زالت تعاني من الإفلات من العقاب.

في المقابل، رفض إسلاميون تقليل المعارضة من النجاح الذي حققه الرئيس مرسي في الإفراج عن الجنود، مؤكدين أن العملية تمت بنجاح دون أي إراقة للدماء. وووجهت جماعة الإخوان المسلمين التهنئة للرئيس مرسي، وأشادت بـ«الحكمة والصبر ورباطة الجأش التي عالج بها هذه القضية الخطيرة دون إراقة قطرة دم مصرية». بحسب بيان لها أمس.

وقال سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) إن «إطلاق سراح الجنود المختطفين يؤكد أن ثقتنا في الرئيس والمؤسسة العسكرية والأجهزة امنية كانت في محلها»، مضيفا: «التحية لكل من شارك في حقن الدماء، وإلى الأحزاب والشخصيات الوطنية التي استجابت لدعوة الرئيس وشاركت بإبداء الرأي والشورى».

واعتبرت الجماعة الإسلامية أن نجاح تحرير الجنود المختطفين دون إراقة قطرة دم واحدة «يؤكد قدرة ووعي القيادة السياسية والإفلاس الأخلاقي والسياسي لجبهة الإنقاذ وإعلام الفلول، الذين روجوا الإشاعات وبثوا الأراجيف والكذب ليوهنوا عزيمة المصريين، وليضعفوا ثقتهم بأنفسهم وبقيادتهم السياسية المنتخبة»، مضيفة «لقد خاب سعيهم، وظهر عوارهم».