قمة سودانية على هامش قمة الاتحاد الأفريقي

سلفا كير في احتفال رسمي: البشير هدد عبر مبعوثه بوقف عبور النفط

TT

يعقد الرئيسان السوداني عمر البشير، ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت غدا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قمة رئاسية على هامش الاحتفال باليوبيل الذهبي لمنظمة الوحدة الأفريقية والاتحاد الأفريقي. وذلك في وقت أعلنت جمهورية جنوب السودان عن استمرار تدفق نفطها عبر السودان، في أعقاب اتهامات من رئيسها سلفا كير ميارديت بأن الخرطوم كانت تعمل على عرقلة سير تدفق نفط بلاده بإغلاق إحدى المحطات أول من أمس وطرد موظفين جنوبيين.

وكان من المتوقع أن تعقد قمة الرئيسين في الخرطوم، بيد أن تطورات الأوضاع بعد مقتل الزعيم القبلي الجنوبي «كوال دينق مجوك» في منطقة أبيي، وهجوم الجبهة الثورية على مناطق أم روابة والسميح، وسيطرتها على منطقة أبوكرشولا، واتهام الخرطوم لجوبا بدعم العمليات العسكرية للحركة الشعبية، أدت كلها لنقل القمة الرئاسية إلى أديس أبابا.

ويشارك في القمة حسب مصادر «الشرق الأوسط» كل من رئيس الوزراء الإثيوبي ورئيس الآلية الأفريقية ثابو أمبيكي، وتتوقع أوساط سياسية أن تدفع القمة باتجاه إزالة التوتر بين البلدين الذي تسبب فيه مقتل سلطان عشائر دينكا نقوك في أبيي، والاتهامات الموجهة لجوبا بدعم عمليات التمرد.

ويتوقع أن تناقش قمة الرئيسين الوضع منطقة «أبيي» فيما يتعلق بتكوين المجلس التشريعي والهيئة الإدارية للمنطقة والشرطة، بما يمهد للوصول للوضع النهائي للمنطقة التي أقرت اتفاقية السلام السودانية «نيفاشا» إجراء استفتاء على تبعيتها لأي من البلدين، ويختلف البلدان على ماهية المستحقين للمشاركة في الاستفتاء، إضافة لمناقشة وضع الترتيبات الأمنية التي أقرت في اتفاقية التعاون بين البلدين، والاتهامات السودانية لجنوب السودان بدعم الجبهة الثورية.

من جهة أخرى اكتملت الاستعدادات بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لعقد القمة الأفريقية فوق العادية باجتماع وزراء الخارجية أمس، وقال مندوب السودان الدائم في الاتحاد الأفريقي السفير عبد الرحمن سر الختم في تصريحات صحافية لوكالة الأنباء الرسمية (سونا) إن السودان يشارك في القمة بوفد رفيع يقوده الرئيس عمر البشير.

وأضاف أن الرؤساء الأفارقة سيتداولون في القمة الاستثنائية بمناسبة اليوبيل الذهبي، الفلسفة التي قام عليها الاتحاد الأفريقي، ومنجزاته ومستقبله، ثم يدخلون قمة عادية في السادس والعشرين وتستمر حتى الثامن والعشرين من مايو (أيار) الحالي على مستوى رؤساء الدول، وتتناول القضايا والتحديات الراهنة.

وفي غضون ذلك، أعلنت جمهورية جنوب السودان عن استمرار تدفق نفطها عبر السودان، في أعقاب اتهامات من سلفا كير ميارديت بأن الخرطوم كانت تعمل على عرقلة سير تدفق نفط بلاده بإغلاق إحدى المحطات أول من أمس وطرد موظفين جنوبيين، ونفت بشدة أنها تدعم قوات الجبهة الثورية التي تقاتل الحكومة المركزية في الخرطوم.

وقال الدكتور برنابا مريال بنجامين، وزير الإعلام والبث الإذاعي في جنوب السودان والمتحدث الرسمي باسم الحكومة لـ«الشرق الأوسط»، عقب اجتماع طارئ لحكومته أمس بعد إغلاق السلطات السودانية إحدى أنابيب النفط العابر لأراضيها، إن نفط بلاده مستمر بشكل معتاد بعد توقف ليومين وعاد إلى الانسياب إلى السودان، مؤكدا أن اجتماع مجلس الوزراء الطارئ برئاسة رئيس حكومته سلفا كير ميارديت وقف على عودة تدفق النفط بعد توقف استمر ليومين لأسباب فنية في الحقل الشرقي في منطقة «الجبلين».

وقال إن الاجتماع استمع إلى تنوير من وزير النفط ستيفن ضيو داو، الذي غادر عقب الاجتماع إلى الخرطوم للحوار حول عملية تدفق النفط لتصديره إلى الموانئ السودانية وحل كل المشكلات الفنية، وأفاد بأن كير سيزور السودان في يونيو (حزيران) المقبل لمشاهدة تصدير نفط بلاده عبر السودان.

وكان سلفا كير قد اتهم الحكومة السودانية بمحاولة وقف مرور نفط بلاده إلى التصدير عبر السودان، مؤكدا أن مرحلة التطبيع بين البلدين ما زالت تحتاج إلى وقت، ومشددا على أن حكومته لا علاقة لها بما يدور من حروب بين مقاتلي الجبهة الثورية والخرطوم إطلاقا، كونها مشكلة داخلية تخص دولة الشمال. وأوضح أن دولته تواجه تحديات مع دول الجوار الثلاث (السودان وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية) خاصة في مسائل الحدود.

وقال كير في كلمة له، بمناسبة تخريج دفعة جديدة من ضباط شرطة الجوازات والهجرة بثه التلفزيون الرسمي أمس في جوبا، إن الحكومة السودانية تعمل على عرقلة تدفق نفط بلاده عبر الأنابيب إلى ميناء بورتسودان لتصديره، وأضاف أن «الخرطوم ما زالت تعرقل مرور النفط بعد أن اتفقت مع الرئيس السوداني عمر البشير على تنفيذ الاتفاقيات، بما فيها تدفق النفط.. لكن هم الآن يعرقلون ذلك».

وقال كير إن «البشير أرسل وزير خارجيته (علي كرتي) ووفدا عالي المستوى برسالة شفهية، اتهمنا بأننا ندعم المقاتلين في جنوب كردفان، النيل الأزرق ودارفور، والآن في شمال كردفان»، وأوضح أن بلاده لا علاقة لها بمزاعم الخرطوم. وتابع: «لقد هددنا البشير عبر وفده الذي أرسله إلينا بوقف مرور نفطنا عبر السودان إلى التصدير إذا لم نتوقف عن تقديم السلاح إلى المقاتلين الذين يعارضونه»، وأضاف: «الآن السودان يعمل على وقف مرور النفط.. وليس لدينا مشكلة بأن يوقف مرور النفط مرة أخرى، فقد أوقفناه لأكثر من عام»، موضحا أن «علاقات التطبيع بيننا والخرطوم لم تتم حتى الآن وتواجه تحديات. والسودان متردد في اتخاذ خطوات جادة في هذا الاتجاه، وما زال يعرقل تنفيذ الاتفاقيات».