الأسير يمنع حزب الله من دفن سني قاتل بصفوفه في مقبرة صيدا

توتر في المدينة.. والجيش نفذ انتشارا للحفاظ على الأمن

TT

منع مناصرو الشيخ أحمد الأسير أمام مسجد بلال بن رباح في صيدا، أمس، حزب الله من دفن مقاتل سني في صفوفه في مقبرة صيدا الجديدة في محلة سيروب، ما رفع من حدة التوتر ودفع حزب الله إلى دفن عنصره في مقبرة الشيعة في المدينة. واعتصم مناصرو الأسير والجماعة الإسلامية على الطريق المؤدي إلى المقبرة، وتحديدا عند مثلث حي الأميركان، للحيلولة دون دفن عنصر حزب الله الذي قتل في المعارك الدائرة في مدينة القصير السورية، بطلب مباشر من الشيخ الأسير. وعمد المعتصمون إلى قطع الطريق بالسواتر الترابية والإطارات المشتعلة. وتحرك الجيش اللبناني على الفور، فنفذ انتشارا واسعا في محيط البوابة الفوقا ودار الإفتاء حفاظا على الأمن.

وتدخل الجيش لفتح الطريق المؤدي إلى المقبرة، لكن مناصري الشيخ الأسير عمدوا إلى قطعها مجددا، مانعين موكب حزب الله من الوصول إليها، ما دفع به إلى تعديل موقع الدفن، بعد تدخل محافظ الجنوب نقولا أبو ظهر، ودفن القتيل في مقبرة «البوابة الفوقا» التابعة لدار الأوقاف الشيعية وصلي على الجثة في مجمع «فاطمة الزهراء» الشيعي في صيدا.

ويتحدر القتيل في صفوف حزب الله، واسمه صالح أحمد الصباغ، بحسب مصادر بارزة في صيدا، «من أب سني، وأم شيعية»، بينما تباينت المعلومات حول ما إذا كان قد اعتنق المذهب الشيعي. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه قتل أثناء دورة تدريبية. لكن مصادر الأسير قالت لـ«الشرق الأوسط» إن صباغ «قتل في القصير في سوريا».

واتهمت المصادر عينها حزب الله «باستفزاز أهالي المدينة بالانتشار بالقمصان السود أمام مجمع الزهراء»، معتبرة الأمر «تعديا دينيا قبل كونه سياسيا».

وفي حين أفاد الموقع الإلكتروني للأسير بأن التحرك «أوصل رسالة لكل عملاء إيران في صيدا»، وأن «المدينة لا تريدكم أحياء ولا أمواتا»، نفت مصادر إمام مسجد بلال بن رباح أن يكون الأسير سجل «انتصارا بمنع حزب الله من دفن عنصره»، مؤكدة أن «من يقاتل مع حزب الله ضد أهلنا في سوريا لن يسمح أهل صيدا له بدفنه بين موتاها».

وتوتر الوضع الأمني في المدينة، ونزلت إلى الشوارع عناصر من التنظيم الشعبي الناصري، بزعامة النائب السابق أسامة سعد المؤيد لحزب الله، في محاولة لفتحها. واتهم الأسير عناصر «التنظيم الشعبي» بإطلاق النار باتجاه مسجد الإمام علي في منطقة الفيللات في صيدا، حيث كان ينتشر عناصر الجماعة الإسلامية، ما أدى «لإصابة عنصر من الجماعة».

وعلى الفور، تدخل الجيش لفض الاشتباك، ونفذ انتشارا واسعا، مانعا الإشكال من أن يتطور. وذكر موقع «النشرة» الإلكتروني أن «الجيش اللبناني بدأ حملة مداهمات لعدد من المنازل في منطقة الفيللات لتوقيف مسببي الإشكال، وتمكن من توقيف أحد الشبان كان قد أطلق النار واقتاده إلى الثكنة العسكرية». كما سير الجيش دوريات مؤللة في الشوارع الرئيسية والفرعية للمدينة، بالتعاون مع عناصر من الأمن الداخلي.

ونفذ الأسير ومناصروه، خلال سنة، أكثر من ثلاثين تحركا في صيدا، احتجاجا على سلاح حزب الله. وتواجه مناصروه مع مناصري الحزب في المدينة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مما أسفر عن مقتل عنصرين من مناصري الأسير، وجرح مسؤول حزب الله في صيدا.

من جهة أخرى واصل حزب الله أمس تشييع مقاتلين في صفوفه قتلوا في مدينة القصير السورية، بينما نفذ ناشطون مساء أول من أمس اعتصاما في ساحة الشهداء في وسط بيروت احتجاجا على تدخله في سوريا. ورفع المعتصمون لافتات نددوا فيها بالمشاركة في القتال إلى جانب النظام السوري، حملت عبارات منها: «أنا من الجنوب وما بدي إطلع أقاتل بسوريا»، و«مشاركة حزب الله في قتل السوريين لا تمثلني».