تدريبات إسرائيلية لمجابهة قصف صاروخي سوري على الكنيست

تبدأها يوم الاثنين المقبل

TT

بعد تأجيل استمر أسبوعين، تبدأ قوات الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، يوم الاثنين المقبل، التدريب السنوي لمجابهة حرب شاملة يطلق فيها آلاف الصواريخ بعضها كيماوي على إسرائيل، واحتمال سقوط بعضها على الكنيست. وفي تفسير لأهمية هذه التدريبات، قال إيال آيزنبيرغ قائد الجبهة قوات الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، إن الحروب في هذا العصر لم تعد تقتصر على القتال في مناطق الحدود، بل أصبحت تشمل الجبهة الداخلية. وعليه، يستعد الجيش الإسرائيلي لكل الاحتمالات وأخطرها. وأطلق على هذه التدريبات اسم «عورف إيتان - 1» وتعني بالعبرية (الجبهة الداخلية صامدة).

وكان مقررا أن تجري هذه التدريبات في مطلع مايو (أيار) الحالي، ولكن الجيش قرر تأجيلها بسبب تدهور الأوضاع الأمنية مع سوريا عقب الغارات الإسرائيلية على أهداف عسكرية حساسة في دمشق. فقد خشوا أن يفسرها السوريون على أنها عمليات حربية تحت غطاء تدريبات، فيتصرفون بعصبية تؤدي إلى تدهور أكبر في الوضع بين البلدين.

ومع أن التوتر مع سوريا زاد في الأسبوعين الأخيرين، مما دفع رئيس أركان الجيش، بيني غانتس، إلى القول أول من أمس إن «هناك خطرا في أن تنفجر الأمور وتحدث لهيبا شاملا في المنطقة»، فإن القيادة العسكرية قررت إجراء التدريبات التي ستستمر لمدة أربعة أيام متواصلة، تتحول إسرائيل خلالها إلى حالة استنفار أمني شامل. وتفحص فيها جاهزية طواقم الإسعاف والدفاع المدني على جميع أقسامها في مواجهة نتائج عمليات دمار كبيرة في التجمعات السكنية الكبرى وعلى المواقع الحساسة والاستراتيجية وكذلك على إصابات بأسلحة كيماوية وغازية وبيولوجية وفحص مدى استعداد المواطنين والمؤسسات البلدية والمصانع والمتاجر وورش البناء لمجابهة أخطار كهذه.

وبدأت قيادات الجيش في مختلف الألوية عمليات تدريب على التحضير لهذه التدريبات، منذ أول من أمس، وذلك بفحص عمليات التنسيق بين الأذرع العسكرية والسياسية. وأطلقت هذه التحضيرات بمشاركة وزيري الدفاع، موشيه يعلون، والجبهة الداخلية، جلعاد أردان، ورئيس الأركان. ووصف أردان التدريبات بالضرورية، وذلك بسبب الأخطار الحقيقية على أمن إسرائيل، بدءا بالتهديدات الإيرانية وحتى التهديدات الصاروخية من قطاع غزة، ويضمن ذلك تهديدات تزداد أخطارها من سوريا وحزب الله اللبناني.

وقال مصدر عسكري في قيادة الجبهة الداخلية إن التدريبات ستحاكي أخطر السيناريوهات الحربية، وهي إطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل من عدة جبهات في آن واحد، تكون بينها صواريخ ذات رؤوس كيماوية. وعلى الرغم من أن أردان يعتقد بأن احتمال إطلاق صواريخ كيماوية على إسرائيل ضعيف جدا، لكنه حسب قوله لا يمكن تجاهل وجودها إذ إن سوريا تمتلك ترسانة ضخمة تضم 1000 طن من هذه الأسلحة.

ووفقا لبرنامج التدريبات، الذي نشرته الجبهة الداخلية، فإن أحد سيناريوهات الحرب هو قصف صاروخي كثيف على مبنى الكنيست في القدس الغربية ومستشفى هداسا والجامعة العبرية في القدس ومدرسة في بلدة نتسيرت عيليت قرب الناصرة وسجن وادي سلمون في الجليل ومدينة صفد قرب الحدود مع لبنان ومستوطنة غيلو في القدس الشرقية المحتلة. كما يتدربون على احتمال سقوط صواريخ تؤدي إلى نشوب حريق كبير في غابات الكرمل قرب حيفا.

ولخص آيزنبيرغ المرحلة الأولى من التحضيرات على مستوى القيادة بأنها ناجحة. وقال: «نحن واثقون من قدرتنا على صد هجمات أعدائنا، ولكن أحد أهم أسباب ثقتنا بأنفسنا يكمن في هذه التدريبات». وأضاف: «نحن لا نعتقد أن أعداءنا قادرون على إغراقنا بالصواريخ فعلا، فلدينا وسائل وقاية مانعة كثيرة، منها المخابرات ومنها تنفيذ عمليات وراء خطوط العدو ولدنيا القبة الحديدية (منظومة صواريخ مضادة للصواريخ) وغيرها. ولكننا نعد الجبهة الداخلية لأسوأ الاحتمالات حتى تكون أضرار أية حرب في الحد الأدنى».