مفوضية اللاجئين: 8.6 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية

انخفاض عدد الفارين السوريين نحو الأردن لأقل من 20 والأمم المتحدة تبحث عن الأسباب

TT

أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، أن أكثر من 8 ملايين و300 ألف سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية وإغاثية عاجلة، أي ما يعادل 38% من إجمالي عدد السوريين. وأكدت تفاقم الوضع الإنساني في سوريا منذ بداية العام، مبدية تخوفها من ازدياد الوضع سوءا مع بداية الطقس الحار في سوريا والدول المجاورة لها.

ويشمل هذا الرقم نحو 6.8 مليون سوري نزحوا من بلداتهم وقراهم داخل سوريا، إضافة إلى 1.5 مليون سوري لجأوا إلى الدول المجاورة، وتحديدا إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر. وأوردت المفوضية على قاعدة بياناتها بشبكة الإنترنت، أمس، أن عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار بلغ أكثر من مليون و551 ألف لاجئ سوري.

ونقلت تقارير عن بانوس مومتزيس، المنسق الإقليمي للأزمة السورية في مفوضية اللاجئين، قوله في جنيف، إن «الوضع يتدهور بسرعة في سوريا مع استمرار العنف، الذي يتسبب في تهجير المدنيين ويعيق الوصول إلى من هم بحاجة إلى المساعدة». وأوضح: «إننا وصلنا إلى نقطة تخطى عندها عدد الاحتياجات، إلى حد بعيد، الموارد الفعلية المتوافرة لدينا لتلبية هذه الاحتياجات».

وشدد المسؤول الإقليمي قائلا: «إننا وصلنا إلى نقطة بالاشتراك مع المنظمات الإنسانية التي نعمل معها بشكل يومي تقريبا، علينا فيها أن نحدد الأولويات أو نقرر إلى أين يتم تخصيص الموارد». وقال: «إنها حقا عملية تنفطر لها القلوب، حيث يجب أن تكون قادرا على تحديد الأولويات والنظر فيما بين البلدان والخدمات التي نقدمها ونقرر ما الأكثر إنقاذا للحياة وما الأكثر إلحاحا لتغطية أكبر عدد من المواطنين الذين هم في حاجة ماسة، وبأكثر الطرق الفعالة للاستجابة إلى الاحتياجات على أرض الواقع».

في موازاة ذلك، قالت لور شدراوي، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، من عمان، لـ«الشرق الأوسط»، إن البرنامج تمكن من مساعدة مليونين ونصف المليون سوري داخل سوريا، معظمهم من النازحين الذين انتقلوا من منطقة إلى أخرى، أو نزحوا لأكثر من مرة بحسب وتيرة النزاع في المناطق التي تواجدوا فيها. وأشارت إلى أن المساعدات التي يتم تقديمها هي عبارة عن صناديق أغذية تكفي لشهر واحد، وتتضمن مساعدات عينية كالأرز والبرغل والزيت والمعلبات والسكر والملح.

وأوضحت شدراوي أن البرنامج بدأ بمساعدة 50 ألف سوري، لكنه يعمل الآن على استهداف عدد أكبر من العدد المحقق (2.5 مليون)، خصوصا مع خسارة عدد كبير من السوريين مواد رزقهم واعتمادهم على المساعدات الإغاثية فحسب، لافتة إلى أن المساعدات تشمل نازحين سوريين في 14 محافظة سورية، بحسب حدة النزاع، بحيث يكون الوصول إلى نازحين في إدلب وريف دمشق وحلب، على سبيل المثال، ممكنا خلال فترات الهدنة ويصبح أكثر صعوبة مع اشتداد المعارك.

ويخطط برنامج الأغذية لاستهداف مليون لاجئ سوري موجودين في دول الجوار، بعد أن شملت مساعداته الغذائية في دورة التوزيع الأخيرة 700 ألف لاجئ سوري، وأوضحت المتحدثة باسم البرنامج أن غالبية هذه المساعدات تعتمد على نظام القسائم الغذائية التي يتم توزيعها شهريا على النازحين المسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين. وتمكن هذه القسائم النازحين من شراء ما يحتاجونه من مواد ومنتجات من محال ومؤسسات تجارية محددة. وتبلغ قيمة هذه القسائم، بحسب شدراوي، 27 دولارا أميركيا خلال فصل الصيف، بينما ترتفع إلى 31 دولارا أميركيا خلال فصل الشتاء.

ومع قدوم فصل الصيف، تحذر المنظمات الدولية من إمكانية انتشار الأمراض الجلدية والالتهابات في صفوف اللاجئين السوريين. وفي هذا الإطار، أبدى مومتزيس قلق المفوضية مع ارتفاع درجات الحرارة والمشاكل المرتبطة بالمياه والصرف الصحي، لافتا إلى جهود تبذلها المنظمات المعنية لضمان عدم تفشي الأمراض.

وتزامنت مخاوف المفوضية مع تحذير منظمة الإغاثة الدولية البريطانية (أوكسفام)، الاثنين الماضي، من انتشار عدد من الأمراض في أوساط اللاجئين السوريين في لبنان والأردن، داعية إلى التعامل مع المخاطر الصحية التي يواجهونها قبل بدء موسم الصيف على وجه السرعة. وقال ريك بارو، منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي في «أوكسفام»، إن «صحة اللاجئين السوريين بدأت تثير قلقنا، وهناك عدد كبير منهم يعيش في مساكن غير مناسبة، تفتقد دورات المياه ومياه الشرب الكافية وتعاني تراكم القمامة».

من جهة أخرى، نفى وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، الأنباء عن إغلاق حدود بلاده أمام وجه اللاجئين السوريين على خلفية إشارة مومتزيس إلى تراجع ملحوظ لعدد السوريين الذين يهربون إلى الأردن في الأيام الأخيرة. وأوضح جودة أن «التناقص في أعداد اللاجئين السوريين أخيرا هو انعكاس لظروف في داخل سوريا، منها العمليات العسكرية»، مشيرا إلى أن «عدد اللاجئين السوريين في الأردن بلغ نحو 540 ألفا، وكانت الأيام الماضية تشهد دخول ما معدله 2000 سوري يوميا».

وقال مومتزيس إن عدد الذين اجتازوا الحدود الأردنية في الأيام الأخيرة كان أقل من 10 أشخاص وأحيانا أقل من 5 لاجئين يوميا. وأعرب عن قلقه من أن «شيئا ما يحصل هناك»، مؤكدا في الوقت عينه «إننا نتابع عن كثب الوضع لتحديد العوامل والأسباب» التي تبرر هذه التغيرات. ومنذ فبراير (شباط)، كان يصل ما بين ألف وثلاثة آلاف لاجئ سوري يوميا إلى الأردن، بينما تراوح هذا الرقم بين ألف وألفي شخص يوميا، في الأسابيع الأخيرة.