وزير خارجية المغرب: بلدان أفريقية كثيرة تطالبنا بالعودة إلى الاتحاد الأفريقي

الرباط تحتفل بمرور 50 عاما على إنشاء المنظمة القارية

TT

تحتفل الرباط اليوم (الجمعة) بيوم أفريقيا، الذي يصادف هذه السنة الذكرى الخمسين لإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية، التي أصبحت تحمل اسم الاتحاد الأفريقي.

وكان المغرب قد انسحب من المنظمة التي كان أحد مؤسسيها، احتجاجا على قبول عضوية «الجمهورية الصحراوية» عام 1984، وظل يرفض العودة إلى المنظمة ما دامت تقبل عضوية «الجمهورية الصحراوية» المعلنة من جانب جبهة البوليساريو الانفصالية، المدعومة من طرف الجزائر، على الرغم من أن 70 في المائة من دول الاتحاد الأفريقي لا تعترف بهذه الجمهورية. إذ إن من بين الـ53 بلدا أفريقيا لم يعترف 17 بلدا قط بها، وسحبت 12 دولة اعترافها بها، في حين جمّدت ست دول اعترافها بها.

وفي غضون ذلك، قال سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي، إن عدد البلدان الأفريقية التي تدعم حقوق المغرب المشروعة في تزايد، وذلك أمام محاولات بعض الدول إدراج نزاع الصحراء في مناقشات المنظمة الأفريقية.

وأضاف العثماني، في تصريح للصحافة من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، عقب مباحثاته مع إيمانيول إيزوس نغودي، رئيس الدبلوماسية الغابونية، على هامش القمة الـ21 للاتحاد الأفريقي، إن أصدقاء المغرب قاموا بعمل هام من خلال تدعيم حقوق المملكة، والدفاع عن الشرعية الدولية، وأكد أن المغرب حقق نجاحا كبيرا في هذا الصدد. وأضاف العثماني أن صوت المغرب أصبح مسموعا أكثر فأكثر، وأن الكثير من البلدان أصبحت تطالب بعودة بلاده إلى المنظمة القارية الأفريقية.

وسيشرف العثماني اليوم رفقة عدد من السفراء الأفارقة المعتمدين بالرباط، على إقامة نصب تذكاري بساحة الوحدة الأفريقية بالرباط العاصمة،بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ50 لتأسيس المنظمة، بالإضافة إلى تدشين معرض للصور والكتب حول المغرب وأفريقيا في المكتبة الوطنية، وستنظم بهذه المناسبة أيضا ندوة حول موضوع «الدار البيضاء 1961 - أديس أبابا 2013 أزيد من 50 سنة من الوحدة الأفريقية: المشكلات والآفاق الجديدة لمشروع الولايات المتحدة الأفريقية».

ويعد المغرب ثاني مستثمر في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا، وتستثمر المؤسسات الحكومية والخاصة المغربية في قطاعات المصارف والتأمينات والمناجم والصيد البحري والنقل الجوي، بالإضافة إلى الاتصالات.

وتشير إحصائيات إلى أن صادرات المغرب نحو أفريقيا تضاعفت خلال السنوات الخمس الأخيرة، وانتقل حجمها من 16.7 مليار درهم خلال عام 2006 إلى 30.5 مليار درهم خلال عام 2011.

وإلى جانب تطوير العلاقات الثنائية مع الدول التي تعتبر حليفا تقليديا للمغرب في أفريقيا، تعمل الرباط على تقديم دعم قوي للتجمعات الإقليمية، وعلى رأسها تجمع دول غرب أفريقيا، الذي يرتبط المغرب بعلاقات متينة مع عدد من دوله، وفي مقدمتهم السنغال.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد زار في 15 مارس (آذار) الماضي ثلاث دول أفريقية هي السنغال، وساحل العاج، والغابون، بهدف تعزيز علاقات المغرب السياسية والاقتصادية معها.

وبالإضافة إلى الدعم الاقتصادي، يستقبل المغرب ثمانية آلاف طالب أفريقي يتابعون دراساتهم العليا بالمؤسسات الجامعية المغربية. كما أن الدولة المغربية تقدم منحا لأكثر من ستة آلاف طالب أفريقي.